"أسبوع من الجحيم". هكذا يصف سكان قرى وبلدات ولاية تيزي وزو، عاصمة منطقة الأمازيغ في الجزائر، معاناتهم الأسبوع الماضي، في ظل اشتداد الحرائق في المنطقة، والتي قدّر عددها بـ 112 حريقاً. وزاد ارتفاع درجات الحرارة من معاناة الأهالي، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية والغابات التي شهدت الحرائق.
في منطقة تيزي وزو، قضت النار على الأخضر واليابس، وحوّلت يوميّات السكان إلى جحيم. وبعد إطفاء الحرائق، تبيّن أن الخسائر كانت كبيرة، وقد خسر مواطنون بيوتهم وموارد رزقهم التي كانوا يعتمدون عليها، في منطقة تعرف بزراعتها الجبلية. ويعمل معظم أهالي هذه القرى والبلدات في زراعة الزيتون والفاكهة الجبلية، إضافة إلى تربية النحل وغيرها من الأعمال الحرفية.
في هذا السياق، يقول بلقاسم، وهو أحد سكان منطقة القبائل، لـ "العربي الجديد": "ساهم تكاتف السكان ومساعدة بعضهم بعضاً في الحدّ من تأثيرات هذه الأزمة، خصوصاً أن النيران أتت على العشرات من هكتارات الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، وهي مورد رزق كثيرين. وقد بكى بعض الأهالي بسبب خسارتهم أشجارهم وزراعتهم وأرزاقهم".
من جهته، يقول الشاب آكلي عمار (32 عاماً)، وهو من منطقة بوغني في ولاية تيزي وزو، إنّ الحريق دمّر 36 بيتاً للنحل، والتي كان قد وضعها أسفل أشجار الكاليتوس في المنطقة. يضيف: "خسرت كل بيوت النحل بعدما احترقت. كنت قد قررت جني العسل بعد ثلاثة أيام. لكن الحريق كان أسرع مني. قبل فترة، جنيت 16 كيلوغراماً من العسل. هذه المرة لم يسعفني الحظ".
محند (أي محمد لدى الأمازيغ)، خسر أيضاً بيوت النحل وعدداً من أشجار التين. كان قد اقترض من مؤسسة تمنح قروضاً للشباب، بهدف إطلاق مشروعه لتربية النحل، واشترى 52 بيت نحل، خسر منها 37 بيتاً، وقد استطاع نقل 15 بيتاً إلى مكان بعيد". يلفت إلى التضامن والتكاتف بين سكان المنطقة بهدف إنقاذ ما أمكن من المزارع والأشجار والماشية وغيرها.
ليس بعيداً عن هذه المنطقة، وتحديداً في منطقة واغنوني، أتت الحرائق على أشجار الزيتون. كان العم رابح يتأمل بيته، الذي تحول جزء منه إلى ركام. إلّا أنّه لم يكن متحسّراً عليه، بل على 78 شجرة زيتون أتت عليها النيران. يقول: "هذا بيتي الذي لا أقيم فيه. أرتاح فيه قليلاً بعد الانتهاء من العمل في الحقل"، لافتاً إلى أن إعادة بنائه ليس صعباً "لكن أشجار الزيتون التي رعيتها على مدى سنوات إلى أن كبرت، ستحتاج إلى سنوات أخرى". يضيف: "المؤسف أكثر أننا على مقربة من موسم جني الزيتون. كنا ننتظر الصيف لإنضاج حبات الزيتون، لكن يبدو أننا أمام موسم خاسر".
يتوقع العاملون في قطاع الزراعة في الجزائر تناقصاً في محصول الزيتون وزيت الزيتون، بالمقارنة مع السنوات الماضية، ما قد يدفع البلاد إلى استيراد أكثر من 60 ألف طن من الزيتون، خصوصاً أن منطقة تيزي وزو، التي تعد أكبر منطقة لزراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، هي الأكثر تضرراً من الحرائق.
وسبق أن شهدت البلاد حرائق في بداية الشهر الجاري، وقد أتت على مساحة كبيرة من الغابات. وفي العقد الأخير، وجهت انتقادات عدة إلى السلطات العسكرية بالتورط في إشعال الحرائق في غابات تيزي وزو، لتعرية مناطق وجود المجموعات الإرهابية المسلحة.
الآن وقد حدث ما حدث، يتمنى آكلي ومحند والعم رابح وغيرهم من الذين خسروا موارد رزقهم، مساعدة الدولة لتمكينهم من تسوية أوضاعهم، خصوصاً مع المؤسسات التي حصلوا على قروض منها، ومساعدتهم على استعادة جزء من بيوت النحل، وإعادة غرس أشجار الزيتون التي أتت عليها الحرائق.
وسجلت ولاية تيزي وزو 112 حريقاً أتت على مساحة 2377 هكتاراً من الغطاء النباتي، وأدت إلى إتلاف 1083 شجرة مثمرة، غالبيتها أشجار زيتون، إذ تشتهر هذه المنطقة بزراعة أشجار الزيتون. وقد اضطر عدد كبير من سكان القرى والجبال في ولاية تيزي وزو إلى مغادرة بيوتهم التي حولتها الحرائق إلى رماد.
وأعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن إنشاء صندوق لتعويض الأشخاص الذين خسروا أملاكهم وموارد رزقهم، وكلف الحكومة باتخاذ التدابير الضرورية لتعويض جميع المتضررين من الحرائق التي اجتاحت عدداً من الولايات خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد الانتهاء من إحصاء الخسائر التي خلفتها حرائق الغابات في منطقة تيزي وزو وعدد من الولايات الأخرى.
اقــرأ أيضاً
في منطقة تيزي وزو، قضت النار على الأخضر واليابس، وحوّلت يوميّات السكان إلى جحيم. وبعد إطفاء الحرائق، تبيّن أن الخسائر كانت كبيرة، وقد خسر مواطنون بيوتهم وموارد رزقهم التي كانوا يعتمدون عليها، في منطقة تعرف بزراعتها الجبلية. ويعمل معظم أهالي هذه القرى والبلدات في زراعة الزيتون والفاكهة الجبلية، إضافة إلى تربية النحل وغيرها من الأعمال الحرفية.
في هذا السياق، يقول بلقاسم، وهو أحد سكان منطقة القبائل، لـ "العربي الجديد": "ساهم تكاتف السكان ومساعدة بعضهم بعضاً في الحدّ من تأثيرات هذه الأزمة، خصوصاً أن النيران أتت على العشرات من هكتارات الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، وهي مورد رزق كثيرين. وقد بكى بعض الأهالي بسبب خسارتهم أشجارهم وزراعتهم وأرزاقهم".
من جهته، يقول الشاب آكلي عمار (32 عاماً)، وهو من منطقة بوغني في ولاية تيزي وزو، إنّ الحريق دمّر 36 بيتاً للنحل، والتي كان قد وضعها أسفل أشجار الكاليتوس في المنطقة. يضيف: "خسرت كل بيوت النحل بعدما احترقت. كنت قد قررت جني العسل بعد ثلاثة أيام. لكن الحريق كان أسرع مني. قبل فترة، جنيت 16 كيلوغراماً من العسل. هذه المرة لم يسعفني الحظ".
محند (أي محمد لدى الأمازيغ)، خسر أيضاً بيوت النحل وعدداً من أشجار التين. كان قد اقترض من مؤسسة تمنح قروضاً للشباب، بهدف إطلاق مشروعه لتربية النحل، واشترى 52 بيت نحل، خسر منها 37 بيتاً، وقد استطاع نقل 15 بيتاً إلى مكان بعيد". يلفت إلى التضامن والتكاتف بين سكان المنطقة بهدف إنقاذ ما أمكن من المزارع والأشجار والماشية وغيرها.
ليس بعيداً عن هذه المنطقة، وتحديداً في منطقة واغنوني، أتت الحرائق على أشجار الزيتون. كان العم رابح يتأمل بيته، الذي تحول جزء منه إلى ركام. إلّا أنّه لم يكن متحسّراً عليه، بل على 78 شجرة زيتون أتت عليها النيران. يقول: "هذا بيتي الذي لا أقيم فيه. أرتاح فيه قليلاً بعد الانتهاء من العمل في الحقل"، لافتاً إلى أن إعادة بنائه ليس صعباً "لكن أشجار الزيتون التي رعيتها على مدى سنوات إلى أن كبرت، ستحتاج إلى سنوات أخرى". يضيف: "المؤسف أكثر أننا على مقربة من موسم جني الزيتون. كنا ننتظر الصيف لإنضاج حبات الزيتون، لكن يبدو أننا أمام موسم خاسر".
يتوقع العاملون في قطاع الزراعة في الجزائر تناقصاً في محصول الزيتون وزيت الزيتون، بالمقارنة مع السنوات الماضية، ما قد يدفع البلاد إلى استيراد أكثر من 60 ألف طن من الزيتون، خصوصاً أن منطقة تيزي وزو، التي تعد أكبر منطقة لزراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، هي الأكثر تضرراً من الحرائق.
وسبق أن شهدت البلاد حرائق في بداية الشهر الجاري، وقد أتت على مساحة كبيرة من الغابات. وفي العقد الأخير، وجهت انتقادات عدة إلى السلطات العسكرية بالتورط في إشعال الحرائق في غابات تيزي وزو، لتعرية مناطق وجود المجموعات الإرهابية المسلحة.
الآن وقد حدث ما حدث، يتمنى آكلي ومحند والعم رابح وغيرهم من الذين خسروا موارد رزقهم، مساعدة الدولة لتمكينهم من تسوية أوضاعهم، خصوصاً مع المؤسسات التي حصلوا على قروض منها، ومساعدتهم على استعادة جزء من بيوت النحل، وإعادة غرس أشجار الزيتون التي أتت عليها الحرائق.
وسجلت ولاية تيزي وزو 112 حريقاً أتت على مساحة 2377 هكتاراً من الغطاء النباتي، وأدت إلى إتلاف 1083 شجرة مثمرة، غالبيتها أشجار زيتون، إذ تشتهر هذه المنطقة بزراعة أشجار الزيتون. وقد اضطر عدد كبير من سكان القرى والجبال في ولاية تيزي وزو إلى مغادرة بيوتهم التي حولتها الحرائق إلى رماد.
وأعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن إنشاء صندوق لتعويض الأشخاص الذين خسروا أملاكهم وموارد رزقهم، وكلف الحكومة باتخاذ التدابير الضرورية لتعويض جميع المتضررين من الحرائق التي اجتاحت عدداً من الولايات خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد الانتهاء من إحصاء الخسائر التي خلفتها حرائق الغابات في منطقة تيزي وزو وعدد من الولايات الأخرى.