في الأحياء الضيّقة لمدينة بامبلونا، عاصمة منطقة نافارا الإسبانيّة، كان المئات قد ارتدوا قمصاناً بيضاء وربطوا حول أعناقهم أوشحة حمراء وراحوا يجرون مع الثيران، في صبيحة أمس الجمعة ثاني أيّام مهرجان سان فيرمين.
والمهرجان الذي ينطلق في السادس من يوليو/تموز من كلّ عام ويستمرّ حتى الرابع عشر منه، يُعدّ من المهرجانات الأولى عالمياً لجهة عدد زائريه والمشاركين فيه من سيّاح وإسبان. وهو كان قد وُثّق للمرّة الأولى في القرن الرابع عشر، ليذيع صيته عالمياً في القرن العشرين، من خلال رواية الكاتب الأميركي إرنست همنغواي "الشمس تشرق أيضاً" التي نُشِرت في عام 1926.
لا يُختصر مهرجان سان فيرمين في الجري مع الثيران على مسافة 825 متراً في أحياء المدينة القديمة في صباح كلّ يوم، بالإضافة إلى مصارعة الثيران مساءً، فثمّة فعاليات أخرى تُنظّم خلال أيّام المهرجان التسعة، منها الدينيّة ومنها الترفيهيّة المختلفة. يُذكر أنّ سان فيرمين (القديس فيرمين) هو شفيع نافارا، واحدة من مناطق الحكم الذاتي شماليّ إسبانيا.
وفي حين يُعَدّ هذا المهرجان مناسبة تقليديّة تثير الحماسة في النفوس، تُسجَّل أصوات معارضة له. وكان ناشطون إسبان قد تجمّعوا في بامبلونا عشيّة انطلاق فعاليات سان فيرمين هذا العام وندّدوا بمصارعة الثيران وبـ "المعاملة المسيئة" التي تتعرّض لها.