سوق العمل هو وجهة العديد من التلاميذ والطلّاب العراقيّين خلال فصل الصيف. هذا الشهر هو فرصتهم لادّخار المال الذي يُعينهم خلال عامهم الدراسي، حتى أن بعضاً منهم بات قادراً على مساعدة أهله
ما إن تبدأ العطلة الصيفية في العراق، حتى ترتفع نسبة اليد العاملة في الأسواق ومواقع العمل المختلفة، إذ إن غالبية التلاميذ والطلاب يبحثون عن عمل خلال هذه الفترة من السنة، علّهم يدخرون بعض المال. ويعاني العراقيون من جرّاء ارتفاع كلفة المعيشة والسكن، وسط تدهور الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى البنى التحتية، ما جعلهم يعتمدون على وسائل بديلة تكلفهم مبالغ إضافية. لذلك، تدفع عائلات كثيرة أبناءها إلى العمل.
في الباب الشرقي وسط العاصمة بغداد، يتجمّع مئات العمال والباحثين عن عمل يومياً في موقع خاص يطلق عليه العراقيون اسم "المَسطَر". وفي مسطر الباب الشرقي، كما هو الحال في باقي "مساطر" بغداد، ترتفع نسبة العمال في فصل الصيف، إذ ينضم إلى سوق العمل تلاميذ وطلاب من مراحل دراسية مختلفة.
يحاول عمر عبد السلام، من خلال العمل في العطلة الصيفية، توفير المال لتأمين قسط جامعته، على غرار ما فعل في العام الماضي. في صباح كل يوم، يخرج باحثاً عن فرصة عمل، ليتقاضى 30 ألف دينار (نحو 27 دولارا) في اليوم. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه من خلال عمله في عطلة الصيف الماضي، تمكن من جمع مبلغ ساعده في تأمين احتياجاته الخاصة في سنته الدراسية الأولى. يضيف: "من خلال عملي، أرفع عن كاهل والدي أعباء دراستي الجامعية، خصوصاً أنه موظف ويتقاضى راتباً بسيطاً".
ليس إيجاد فرصة عمل بالأمر السهل في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي تقدّر بنحو 40 في المائة، في وقت كشفت تقارير وزارة التخطيط العراقية أن نسبة الفقر في البلاد وصلت إلى 30 في المائة. ويبقى البيع على الأرصفة في الشوارع العامة والأسواق والمناطق التجارية المزدحمة فرصة عمل جيدة، يلجأ إليها عدد كبير من الطلاب، في وقت يختار آخرون تعلّم مهن أخرى. محمد عصام، وهو في المرحلة الثانوية، يقول إنه يجلس على مساحة صغيرة فوق رصيف في حي الأعظمية (شمال بغداد)، يمنحها له زميله في الدراسة، الذي يعمل بشكل يومي في بيع ملابس الأطفال برفقة والده.
اقــرأ أيضاً
يشير عصام إلى أن إيجاد فرصة عمل جيدة خلال العطلة الصيفية أمر صعب، لكن صديقه يؤمن له هذا العمل. يضيف لـ "العربي الجديد" أنه يتقاضى نحو 20 ألف دينار (17 دولارا) يومياً، ما يساعده على شراء احتياجاته المدرسية، والالتحاق في دورات تقوية.
زميل عصام، وليد سعيد، يؤكد أن العمل ضروري بالنسبة إليه، إذ يساعد والده المعوق في العمل. يشير إلى أنه لا يتوقف عن الدراسة حتى في العطلة الصيفية. يوضح لـ "العربي الجديد"، أن عمله مع والده في وقت دراسته يتطلب منه التركيز على الدراسة بشكل مضاعف. لذلك، يخصص خلال العطلة الصيفية وقتاً لدراسة المواد العلمية الصعبة. بذلك، يعدّ نفسه بشكل جيد للموسم الدراسي، حتى يتمكن من العمل والدراسة في وقت واحد. يلفت إلى أن الأرصفة في الشوارع التجارية محجوزة منذ سنوات من قبل الباعة الجوالين كونها مواقع مهمة للعمل. ومن يحجز متراً على هذه الأرصفة يضمن رزقاً جيداً. في ظل هذا الواقع، يساعد زميله المقرّب ويمنحه مساحة نصف متر لعرض مجموعة من الإكسسوارات. يضيف: "يتمنى كثيرون أن أقتطع لهم مساحة من المكان، خصوصاً التلاميذ والطلاب أثناء العطلة الصيفية. لكن بضاعتنا كثيرة ونحتاج إلى هذه المساحة".
خلال فصل الصيف، تتجاوز درجة الحرارة في البلاد خمسين درجة مئوية، ما يقف حائلاً أمام إتمام العديد من الأعمال التي يتطلب إنجازها العمل تحت أشعة الشمس. مع ذلك، فإن العمل مستمر، وتنتشر ورش البناء.
حارث عواد، وهو طالب جامعي، اعتاد منذ كان في المدرسة حمل مواد البناء، حتى صار معروفاً بين المقاولين بكونه الأسرع والأفضل في رفع أنقاض البناء، وأعمال الهدم والحفر اليدوي، وتحميل وتفريغ المواد الإنشائية. لذلك، لا يجد صعوبة في إيجاد عمل خلال عطلة الصيف والعطلة الأسبوعية. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يجني ما بين 50 و100 دولار في اليوم، بحسب المهمة المطلوب إنجازها. يضيف: "من الصعب العمل في الصيف، لكنني اعتدت على ذلك. أحرص على تناول سوائل كثيرة، وتغطية رأسي. أعرف جيداً كيف أقي نفسي من حرارة الطقس القاسية". خلال العطلة الصيفية، يجمع مبلغاً يغطي كلفة دراسته الجامعية، حتى أنه يتمكن من مساعدة عائلته.
المهرة من أصحاب الحرف يعتبرون الأوفر حظاً من بين زملائهم الطلبة الباحثين عن فرص عمل في العطلة الصيفية. هؤلاء، ونظراً لامتلاكهم الخبرة والمهارة، يجدون سوق العمل مفتوحاً أمامهم في أي وقت. من بينهم علاء جميل الطالب في كلية القانون، والذي عُرف بمهارته في مجال إصلاح مختلف أنواع أجهزة التبريد. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يفرض أسعاراً عالية على زبائنه، عازياً السبب إلى عمله المتقن وخبرته التي اكتسبها على مدى سنوات عدة "بدأت العمل منذ كنت في العاشرة من عمري". يضيف: "في العطلة الصيفية، أعمل أحياناً لأكثر من سبع عشرة ساعة في اليوم. عدد كبير من الزبائن يثقون بعملي، والصيف هو موسم عملنا، نحن المتخصصين في مجال أجهزة التكييف".
اقــرأ أيضاً
ما إن تبدأ العطلة الصيفية في العراق، حتى ترتفع نسبة اليد العاملة في الأسواق ومواقع العمل المختلفة، إذ إن غالبية التلاميذ والطلاب يبحثون عن عمل خلال هذه الفترة من السنة، علّهم يدخرون بعض المال. ويعاني العراقيون من جرّاء ارتفاع كلفة المعيشة والسكن، وسط تدهور الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى البنى التحتية، ما جعلهم يعتمدون على وسائل بديلة تكلفهم مبالغ إضافية. لذلك، تدفع عائلات كثيرة أبناءها إلى العمل.
في الباب الشرقي وسط العاصمة بغداد، يتجمّع مئات العمال والباحثين عن عمل يومياً في موقع خاص يطلق عليه العراقيون اسم "المَسطَر". وفي مسطر الباب الشرقي، كما هو الحال في باقي "مساطر" بغداد، ترتفع نسبة العمال في فصل الصيف، إذ ينضم إلى سوق العمل تلاميذ وطلاب من مراحل دراسية مختلفة.
يحاول عمر عبد السلام، من خلال العمل في العطلة الصيفية، توفير المال لتأمين قسط جامعته، على غرار ما فعل في العام الماضي. في صباح كل يوم، يخرج باحثاً عن فرصة عمل، ليتقاضى 30 ألف دينار (نحو 27 دولارا) في اليوم. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه من خلال عمله في عطلة الصيف الماضي، تمكن من جمع مبلغ ساعده في تأمين احتياجاته الخاصة في سنته الدراسية الأولى. يضيف: "من خلال عملي، أرفع عن كاهل والدي أعباء دراستي الجامعية، خصوصاً أنه موظف ويتقاضى راتباً بسيطاً".
ليس إيجاد فرصة عمل بالأمر السهل في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي تقدّر بنحو 40 في المائة، في وقت كشفت تقارير وزارة التخطيط العراقية أن نسبة الفقر في البلاد وصلت إلى 30 في المائة. ويبقى البيع على الأرصفة في الشوارع العامة والأسواق والمناطق التجارية المزدحمة فرصة عمل جيدة، يلجأ إليها عدد كبير من الطلاب، في وقت يختار آخرون تعلّم مهن أخرى. محمد عصام، وهو في المرحلة الثانوية، يقول إنه يجلس على مساحة صغيرة فوق رصيف في حي الأعظمية (شمال بغداد)، يمنحها له زميله في الدراسة، الذي يعمل بشكل يومي في بيع ملابس الأطفال برفقة والده.
زميل عصام، وليد سعيد، يؤكد أن العمل ضروري بالنسبة إليه، إذ يساعد والده المعوق في العمل. يشير إلى أنه لا يتوقف عن الدراسة حتى في العطلة الصيفية. يوضح لـ "العربي الجديد"، أن عمله مع والده في وقت دراسته يتطلب منه التركيز على الدراسة بشكل مضاعف. لذلك، يخصص خلال العطلة الصيفية وقتاً لدراسة المواد العلمية الصعبة. بذلك، يعدّ نفسه بشكل جيد للموسم الدراسي، حتى يتمكن من العمل والدراسة في وقت واحد. يلفت إلى أن الأرصفة في الشوارع التجارية محجوزة منذ سنوات من قبل الباعة الجوالين كونها مواقع مهمة للعمل. ومن يحجز متراً على هذه الأرصفة يضمن رزقاً جيداً. في ظل هذا الواقع، يساعد زميله المقرّب ويمنحه مساحة نصف متر لعرض مجموعة من الإكسسوارات. يضيف: "يتمنى كثيرون أن أقتطع لهم مساحة من المكان، خصوصاً التلاميذ والطلاب أثناء العطلة الصيفية. لكن بضاعتنا كثيرة ونحتاج إلى هذه المساحة".
خلال فصل الصيف، تتجاوز درجة الحرارة في البلاد خمسين درجة مئوية، ما يقف حائلاً أمام إتمام العديد من الأعمال التي يتطلب إنجازها العمل تحت أشعة الشمس. مع ذلك، فإن العمل مستمر، وتنتشر ورش البناء.
حارث عواد، وهو طالب جامعي، اعتاد منذ كان في المدرسة حمل مواد البناء، حتى صار معروفاً بين المقاولين بكونه الأسرع والأفضل في رفع أنقاض البناء، وأعمال الهدم والحفر اليدوي، وتحميل وتفريغ المواد الإنشائية. لذلك، لا يجد صعوبة في إيجاد عمل خلال عطلة الصيف والعطلة الأسبوعية. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يجني ما بين 50 و100 دولار في اليوم، بحسب المهمة المطلوب إنجازها. يضيف: "من الصعب العمل في الصيف، لكنني اعتدت على ذلك. أحرص على تناول سوائل كثيرة، وتغطية رأسي. أعرف جيداً كيف أقي نفسي من حرارة الطقس القاسية". خلال العطلة الصيفية، يجمع مبلغاً يغطي كلفة دراسته الجامعية، حتى أنه يتمكن من مساعدة عائلته.
المهرة من أصحاب الحرف يعتبرون الأوفر حظاً من بين زملائهم الطلبة الباحثين عن فرص عمل في العطلة الصيفية. هؤلاء، ونظراً لامتلاكهم الخبرة والمهارة، يجدون سوق العمل مفتوحاً أمامهم في أي وقت. من بينهم علاء جميل الطالب في كلية القانون، والذي عُرف بمهارته في مجال إصلاح مختلف أنواع أجهزة التبريد. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يفرض أسعاراً عالية على زبائنه، عازياً السبب إلى عمله المتقن وخبرته التي اكتسبها على مدى سنوات عدة "بدأت العمل منذ كنت في العاشرة من عمري". يضيف: "في العطلة الصيفية، أعمل أحياناً لأكثر من سبع عشرة ساعة في اليوم. عدد كبير من الزبائن يثقون بعملي، والصيف هو موسم عملنا، نحن المتخصصين في مجال أجهزة التكييف".