العودة إلى المدرسة لا تؤثّر على الأطفال فحسب، بل على أسرهم أيضاً. مرة جديدة، يتغير نمط حياة العائلة، ويشعر الأهل بالقلق حيال أطفالهم. وإذا ما سار كل شيء بشكل جيد، يرتاحون ويهنئون أطفالهم على نجاحاتهم. أما إذا كانت العودة صعبة، يقلق الأطفال ويشعرون بالإحباط والغضب. مع ذلك، فإنّ بداية العام الدراسي، بحسب مجلة "سايكولوجي توداي"، تتيح للوالدين الفرصة لمساعدة أطفالهم على التكيّف والتعامل مع التحولات المستمرة في حياتهم. ويمكن لهذه النصائح الخمس أن تكون مفيدة، وهي:
1 - التواصل: أهم أداة لتسهيل عملية العودة إلى المدرسة، ومساعدة الأطفال على تجاوز التوتر، هي التواصل بين الأهل والأطفال. من المهم أن يتحدّث الأطفال عن آمالهم وخيبات أملهم ونجاحاتهم وفشلهم وأفراحهم وهمومهم ومخاوفهم. ويجب أن يتعامل الأهل مع كل ما يسمعون من دون قلق أو أحكام. تقبّل ما يشعر به أطفالك، وساعدهم على التأقلم. تذكّر أيضاً أن التواصل لا ينبغي أن يحدث مرة واحدة، بل يجب أن يتكرر الأمر.
2 - التوقّع: الحوار حول العام الدراسي الجديد يجب أن يبدأ قبل بعض الوقت. على الآباء والأمهات سؤال أطفالهم عمّا يتوقعونه من العام الدراسي الجديد، أكاديمياً واجتماعياً والنشاطات وغيرها. وخلال الحديث، يسأل الأطفال أهلهم عمّا يخشونه، وإذا ما كان هناك ما يُقلقهم.
3 - العمر مهم: تختلف الطريقة التي نتحدّث بها إلى أطفالنا، وما يأملونه، وعن مخاوفهم بحسب العمر. نسأل أسئلة بسيطة. بعدها، نتوقع أن نساعدهم على التعامل مع مخاوفهم. يجب أن نكون حريصين على التركيز على نقاط القوة. من جهة أخرى، يمكن أن تكون أسئلتنا مباشرة مع الأكبر سناً.
4 - التعقيد: يجب الأخذ في الاعتبار تجربة أطفالنا في المدارس. هؤلاء لا يواجهون تحديات أكاديمية وإنجازات فقط، بل أيضاً علاقات اجتماعية معقدة، سواء مع أقرانهم أو المدرسين أو الإداريّين. أطفالنا يختبرون اللطف والرعاية في المدرسة، لكن أيضاً العظة والتسلّط. يطلب من الأطفال القراءة، وحل مسائل حسابية، والمشاركة في نقاشات وغيرها. يواجه أطفالنا مشهداً ثقافياً معقداً، وينضمون إلى زملاء من مختلف الأعراق والأديان وبعض المهاجرين ومثليي الجنس. يجب على الأهل أداء دور نشط والتعرف على حياة أطفالهم في المدرسة ومساعدتهم.
5 - التكيّف بدلاً من الحماية: كثير من الآباء والأمهات لديهم الرغبة في حلّ مشاكل أطفالهم لجعلهم أفضل. لكن من الأفضل خوض نقاش معهم لمساعدتهم على التكيف مع التحديات الأكاديمية والاجتماعية. تدريب أطفالنا على كيفية التعامل والتكيف مع واقعهم يجعلهم أكثر قدرة على حل مشاكلهم.