نهاية عام 2016 شكّلت مفصلاً أساسياً في حياة أحمد المصري، بعدما أنهى دراسته داخل الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في اختصاص الوسائط المتعددة، واستطاع الحصول على عمل كمدخل بيانات عبر جمعية خيرية في شمال قطاع غزة، ليتمكن من العمل وهو داخل منزله من دون الحاجة إلى الخروج للعمل في مقر الجمعية الذي يبعد عن منزله نحو 5 كيلومترات، وهو كان ممتازاً له في المنطقة غير المجهزة لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة مثله.
أصيب المصري خلال العدوان الثاني على غزة نهاية عام 2012 في منطقة السامر، وفقد قدمه اليسرى، وكان يومها طالباً في عامه الجامعي الثاني. أمضى عاماً كاملاً يتنقل للعلاج بين غزة ومستشفيات مصرية، وأصيب بحالة اكتئاب صعبة، لكنّه سرعان ما عاد في نهاية عام 2013 لإكمال دراسته الجامعية.
يعمل المصري منذ أكثر من عام مدخلاً للبيانات، وقد استطاع التأقلم مع العمل وهو داخل منزله، إذ تمكن من توفير بطاريات لتوليد الطاقة (عبر جهاز يو بي أس) لجهاز الكومبيوتر بدلاً من الكهرباء التي تنقطع معظم الوقت عن منزله. يشتغل المصري بنظام العمل عن بعد قرابة 7 ساعات يومياً. ويقول لـ"العربي الجديد": "المجتمع الفلسطيني يعج بالأحزاب، لكن لا دور كبيراً للأشخاص ذوي الإعاقة في تقلد المناصب أو الأدوار المهمة، لكنّ وسائل التواصل والتكنولوجيا مهدت لنا الطريق للعمل".
تمكن المصري من الدخول إلى سوق العمل عن بعد بشكل قوي واستطاع خلق بيئة عمل مناسبة له تراعي إعاقته. سبقه إلى ذلك إبراهيم منصور، الذي تمكن من العمل على جهاز الكومبيوتر في تصميم المشغولات الخشبية والديكورات داخل ورشته الصغيرة. يكتفي منصور بالجلوس كلّ يوم لمتابعة التصميمات عبر آلة مخصصة.
تخرج منصور من كلية إدارة الأعمال والاقتصاد باللغة الإنكليزية من جامعة الأزهر قبل ثلاثة أعوام، وعانى الكثير من الصعوبات خلال تقدمه إلى عدد من الوظائف المعلنة ولم يحصل على أي فرصة عمل رسمية، إذ تذرع أصحاب الأعمال بإعاقته. لديه شلل أطفال، وينشط في قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب حصوله على تدريبات في تصميم المشغولات الخشبية والأثاث التي عمل فيها، وباتت مصدر رزق جيداً.
اقــرأ أيضاً
يقول منصور لـ"العربي الجديد" "الأشخاص ذوو الإعاقة في غزة يملكون قدرات كبيرة وابتكاراً لا محدوداً، وكانت فرصة العمل عن بعد، خصوصاً في المهن التكنولوجية والإلكترونية والتصميمات الهندسية، أبرز المهن التي نجحوا فيها لأنّها تطلب تركيزاً عالي الدقة يمتلكونه. هو ما وجدت نفسي فيه بالرغم من تخصصي في مهن إدارية، كما أنني أتقن الإنكليزية".
يرافق منصور في العمل صديقه عصام الذي يمتلك القدرة على التحرك أكثر منه، إذ لديه إعاقة في قدم واحدة. اشتركا في خط مولد كهربائي قريب للتغلب على أزمة انقطاع التيار المستمرة، ويتمكنان من العمل يومياً ما بين 5 و7 ساعات.
أما المهندس محمود حماد (30 عاماً) فلديه شلل نصفي في يده وقدمه منذ 10 أعوام. التحق بدراسته الجامعية متأخراً، لكنّه سرعان ما تخرج في اختصاص هندسة البرمجيات من الجامعة الإسلامية قبل عامين، والتحق بتدريبات في لغات البرمجة. عمل حماد عن بعد مبرمجاً لمواقع إحدى الشركات في السعودية لمدة 6 أشهر، وبعد انتهاء عقده، انتقل إلى العمل بالنظام نفسه مع شركة قطرية عن بعد ما زال فيها. يقول حماد لـ"العربي الجديد": "أعمل صباحاً لمدة 6 ساعات على جهاز الكومبيوتر بالاستعانة ببطارية أشحنها على الكهرباء عندما تصل، وأخصص ساعة خروج يومية في أحد المقاهي مع أصدقاء لي، لأنّ العمل مبرمجاً يتطلب جهداً ذهنياً عالياً، وأحتاج إلى راحة وترفيه كي أعاود نشاطي بالطاقة المطلوبة".
كانت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية إحدى أوائل المؤسسات التعليمية التي تنظم ورشة تدريبية عن آليات العمل عن بعد للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى قطاع غزة. ويشير رئيس مركز العمل التطوعي في الكلية الجامعية كمال بنات إلى أنّهم منحوا عشرات من الأشخاص ذوي الإعاقة خبرتهم في هذا المجال. ويوضح أنّ تطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية تحديداً، تركز في تكنولوجيا المعلومات والاستخدامات الحديثة لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد تعرفوا من خلال الدورات على نظام العمل عن بعد، والتسويق الإلكتروني، خصوصاً أنّ فرصهم في العمل في غزة بشكل تقليدي نادرة جداً. وهو ما تعاني منه معظم المدن والبلدان التي يغيب عنها التجهيز الهندسي اللازم لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الوظائف وغيرها من القطاعات.
اقــرأ أيضاً
أصيب المصري خلال العدوان الثاني على غزة نهاية عام 2012 في منطقة السامر، وفقد قدمه اليسرى، وكان يومها طالباً في عامه الجامعي الثاني. أمضى عاماً كاملاً يتنقل للعلاج بين غزة ومستشفيات مصرية، وأصيب بحالة اكتئاب صعبة، لكنّه سرعان ما عاد في نهاية عام 2013 لإكمال دراسته الجامعية.
يعمل المصري منذ أكثر من عام مدخلاً للبيانات، وقد استطاع التأقلم مع العمل وهو داخل منزله، إذ تمكن من توفير بطاريات لتوليد الطاقة (عبر جهاز يو بي أس) لجهاز الكومبيوتر بدلاً من الكهرباء التي تنقطع معظم الوقت عن منزله. يشتغل المصري بنظام العمل عن بعد قرابة 7 ساعات يومياً. ويقول لـ"العربي الجديد": "المجتمع الفلسطيني يعج بالأحزاب، لكن لا دور كبيراً للأشخاص ذوي الإعاقة في تقلد المناصب أو الأدوار المهمة، لكنّ وسائل التواصل والتكنولوجيا مهدت لنا الطريق للعمل".
تمكن المصري من الدخول إلى سوق العمل عن بعد بشكل قوي واستطاع خلق بيئة عمل مناسبة له تراعي إعاقته. سبقه إلى ذلك إبراهيم منصور، الذي تمكن من العمل على جهاز الكومبيوتر في تصميم المشغولات الخشبية والديكورات داخل ورشته الصغيرة. يكتفي منصور بالجلوس كلّ يوم لمتابعة التصميمات عبر آلة مخصصة.
تخرج منصور من كلية إدارة الأعمال والاقتصاد باللغة الإنكليزية من جامعة الأزهر قبل ثلاثة أعوام، وعانى الكثير من الصعوبات خلال تقدمه إلى عدد من الوظائف المعلنة ولم يحصل على أي فرصة عمل رسمية، إذ تذرع أصحاب الأعمال بإعاقته. لديه شلل أطفال، وينشط في قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب حصوله على تدريبات في تصميم المشغولات الخشبية والأثاث التي عمل فيها، وباتت مصدر رزق جيداً.
يقول منصور لـ"العربي الجديد" "الأشخاص ذوو الإعاقة في غزة يملكون قدرات كبيرة وابتكاراً لا محدوداً، وكانت فرصة العمل عن بعد، خصوصاً في المهن التكنولوجية والإلكترونية والتصميمات الهندسية، أبرز المهن التي نجحوا فيها لأنّها تطلب تركيزاً عالي الدقة يمتلكونه. هو ما وجدت نفسي فيه بالرغم من تخصصي في مهن إدارية، كما أنني أتقن الإنكليزية".
يرافق منصور في العمل صديقه عصام الذي يمتلك القدرة على التحرك أكثر منه، إذ لديه إعاقة في قدم واحدة. اشتركا في خط مولد كهربائي قريب للتغلب على أزمة انقطاع التيار المستمرة، ويتمكنان من العمل يومياً ما بين 5 و7 ساعات.
أما المهندس محمود حماد (30 عاماً) فلديه شلل نصفي في يده وقدمه منذ 10 أعوام. التحق بدراسته الجامعية متأخراً، لكنّه سرعان ما تخرج في اختصاص هندسة البرمجيات من الجامعة الإسلامية قبل عامين، والتحق بتدريبات في لغات البرمجة. عمل حماد عن بعد مبرمجاً لمواقع إحدى الشركات في السعودية لمدة 6 أشهر، وبعد انتهاء عقده، انتقل إلى العمل بالنظام نفسه مع شركة قطرية عن بعد ما زال فيها. يقول حماد لـ"العربي الجديد": "أعمل صباحاً لمدة 6 ساعات على جهاز الكومبيوتر بالاستعانة ببطارية أشحنها على الكهرباء عندما تصل، وأخصص ساعة خروج يومية في أحد المقاهي مع أصدقاء لي، لأنّ العمل مبرمجاً يتطلب جهداً ذهنياً عالياً، وأحتاج إلى راحة وترفيه كي أعاود نشاطي بالطاقة المطلوبة".
كانت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية إحدى أوائل المؤسسات التعليمية التي تنظم ورشة تدريبية عن آليات العمل عن بعد للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى قطاع غزة. ويشير رئيس مركز العمل التطوعي في الكلية الجامعية كمال بنات إلى أنّهم منحوا عشرات من الأشخاص ذوي الإعاقة خبرتهم في هذا المجال. ويوضح أنّ تطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية تحديداً، تركز في تكنولوجيا المعلومات والاستخدامات الحديثة لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد تعرفوا من خلال الدورات على نظام العمل عن بعد، والتسويق الإلكتروني، خصوصاً أنّ فرصهم في العمل في غزة بشكل تقليدي نادرة جداً. وهو ما تعاني منه معظم المدن والبلدان التي يغيب عنها التجهيز الهندسي اللازم لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الوظائف وغيرها من القطاعات.