أعلن الأطباء في "المركز الغربي الدنماركي لإصابات النخاع الشوكي" في فيبورغ، وسط غرب البلاد، عن نجاح تجاربهم العلاجية للمصابين بشلل ناتج عن انقطاع الحبل الشوكي.
وأطلق الباحثون والأطباء، في المركز المتخصص الأول حول العالم الذي بدأ علاج مصابي الشلل، على طريقة علاجهم وصف "ثورة طبية". ويأتي هذا الكشف بعد أقل من عام على قيام المركز بتجربة علاجية أولى لشابة دنماركية، تدعى صوفيا ميكلسن (تدرس الهندسة المدنية وعمرها 25 عاماً)، في إبريل/نيسان 2017، بعد إصابتها بالشلل إثر حادث سيارة مع أسرتها في ديسمبر/كانون الأول 2015، فقدت على إثره الإحساس بساقيها نتيجة ضرر فادح بالنخاع الشوكي. وبعد فترة من التدخل العلاجي تمكنت الشابة من تحريك ساقيها، ووصفت الأمر بـ"المعجزة" وبالشيء "الرائع جدا"، ولم تصدق ما يجري لها.
حماسة كبيرة شعر بها أهل الشابة والأطباء بعد نجاح تركيب جهاز كهربائي محفز تحت الجلد في منطقة الحوض. ما جعلهم يؤمنون بأنه يمكن للمصابين بالشلل أن يسيروا مجددا. وينطلق الأطباء في المركز "نحو توسيع العمل بهذه الطريقة العلاجية باختيار المصابين بالشلل في الدنمارك من خلال قرعة لبدء العلاج في ربيع 2018".
ونقل التلفزيون الدنماركي عن الأطباء مساء أمس الثلاثاء وصفهم للعلاج بأنه "ثورة علاجية لمصابي النخاع الشوكي". ووفقا لما يقوله مدير الأبحاث في المركز، هليا كاش، فإن "الأسلوب العلاجي موجود لدينا الآن، وكل ما نحتاجه الآن القيام بدراسات عملية".
واعتمدت أبحاث ودراسات المركز على مبدأ التحفيز بالنبضات الكهربائية من خلال جهاز يربط الأوامر بين الأعصاب والعضلات. ولم تؤد النتائج العلاجية على صوفيا إلى "آثار جانبية أو التهابات جلدية أو أي شيء في الجسم، من تقرحات وما شابه"، بحسب مدير الأبحاث كاش. بل يذهب كاش إلى القول بأن "نتائج العلاج كانت مبشرة جدا، وهي من خلال التحفيز تقي من أشياء أخرى يعاني منها متضررو النخاع الشوكي". ويأمل بأنه "مع الوقت ستستعيد العضلات بنيتها وقوتها، ما يجعل فرصة السيطرة على الساقين أكبر".
ويستعد المركز الدنماركي لإصابات النخاع الشوكي للبدء من مارس/آذار وإبريل/نيسان المقبلين بإجراء 10 عمليات شبيهة بالتي أجريت لصوفيا. ويقدر الأطباء أن 70 في المائة من متضرري النخاع الشوكي في البلد (3500 شخص) سيستفيدون من العلاج عبر جهاز التحفيز بالنبضات الكهربائية".
ومنذ أن تلقت الشابة صوفيا العلاج بهذا الاختراع تلقى ثلاثة آخرون نفس العلاج. ووفقا لما تذكر صوفيا فإن العلاج "أعاد لي ثقتي بنفسي وبالحياة، صرت أتدرب على عضلاتي كمن يذهب للمرة الأولى لمركز اللياقة البدنية". وتتدرب اليوم صوفيا، بعكس ما كان الحال قبل العملية، نحو ساعة بوجود جهاز التحفيز الكهربائي تحت جلد الحوض. وتتحفظ عن إعلان التفاؤل الكبير في القدرة على السير مجددا وسريعا، لكنها تذكر "بت اليوم أشعر بفارق كبير، كبرت عضلات ساقي وأحس بقوتهما، فلم أكن أشعر بهما أبدا قبل هذا العلاج".
ويوضح المركز أن "عددا كبيرا من الأطباء من دول مختلفة حضروا إلى فيبورغ مهتمين بطريقة علاجنا وبحثنا المثمر".
ويذكر أن الطبيب السويسري مارك بوسوفير، الذي يحاضر أيضا في كلية الطب بجامعة آرهوس الدنماركية، أجرى عام 2011 علاجا شبيها من خلال المحفزات الكهربائية. ويقول الأطباء في فيبورغ بأن علاجهم "أشمل مما قام به بوسوفير من حيث معرفة لماذا تستجيب الأعصاب، وكيف تخف الأوجاع عند المرضى وتوفير العلاج للمواطنين المصابين بمشاكل أخرى كالتصلب وغيرها من مشاكل وأضرار في الأعصاب".