حذّرت إدراة مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، من مخاطر توقف الخط الساخن للكهرباء (العمومي)، جراء قرب نفاد كميات الوقود المشغلة للمحطة البخارية التابعة للمحافظة.
وقال نائب رئيس المستشفى، الدكتور أحمد معجم، إنّ "انقطاع الخط الساخن للكهرباء عن المستشفى قد يؤدي إلى كارثة صحية وبيئية، من خلال انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة التي يصعب تلافيها مستقبلاً". وأكد أن "المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفى غير قادرة على العمل بشكل منتظم، في ظل عدم توفر مادة الديزل لتشغيلها على مدار الساعة من جهة، وانعدام الموازنات المالية الخاصة بصيانة المولدات من جهة أخرى"، مشيراً إلى عدم وجود موارد مالية للمستشفى من أجل النفقات التشغيلية الضرورية.
وأوضح معجم أن انقطاع التيار الكهربائي يعني وفاة الكثير من المرضى في العناية المركزة وحضانات الأطفال ومركز الطوارئ التوليدية، الوحيد في المحافظة الذي يستقبل عشرات من حالات الولادة الطارئة يومياً، بالإضافة إلى مركز الغسيل الكلوي وكذلك توقف آبار المياه الخاصة بالمستشفى. لافتا إلى أن وباءي الكوليرا والدفتيريا ينتشران مجدداً وبشكل كبير، "وتوقف مراكز علاج هذه الأمراض يزيد من الانتشار بين السكان". مبيناً أن عدد المرضى الذين يترددون إلى المستشفى يتجاوز الـ2500 يومياً.
وفي السياق، أكد مدير مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية بالحديدة، الدكتور ياسر نور، كارثية انقطاع الخط الكهربائي الساخن عن المركز، لما له من آثار سلبية قد تؤدي إلى انتكاسة للمرضى، بحسب تعبيره.
وقال نور لـ"العربي الجديد": "ستتوقف الأجهزة المستخدمة في تحضير الجرعات الكيماوية والفحوصات المخبرية". مشددا على أهمية السعي والعمل من قبل الجهات الحكومية المختصة، ممثلة بوزارة الصحة والسكان، لاستمرار التيار الكهربائي من أجل ضمان سلامة المرضى في المركز الذي يستقبل 50 حالة يومياً، حيث يصل عدد مرضى الأورام في الحديدة إلى 5400 مريض يعانون من أوضاع إنسانية صعبة جراء الحرب.
من جهته، أكد مدير الإعلام في المستشفى محمد هندي، أن الخط الساخن للكهرباء يشكل عاملاً مهماً في استمرار تقديم المستشفى للخدمات الصحية للمرضى والمواطنين. وقال هندي لـ"العربي الجديد"، إن إدارة المستشفى غير قادرة على شراء مادة الديزل من السوق بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها.
وأضاف: "هناك مرضى في العناية المركزة يعتمدون على التنفس الصناعي، وانقطاع الكهرباء يعني وفاتهم بلا شك"، مشيرا إلى أن إدارة المستشفى تسعى جاهدة لتوفير مادة الديزل، وجعل الأقسام الأكثر أهمية تعمل على مدار الساعة، لكنها غير قادرة على ذلك في الوقت الحالي.
وكانت هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة قد ناشدت في بيان، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الجهات المختصة إلى التدخل السريع للحيلولة دون توقف التيار الكهربائي عن المستشفى تفادياً لكارثة إنسانية كبيرة.
وأعلنت المؤسسة العامة للكهرباء بالحديدة، منتصف أغسطس/ آب الماضي، أن كمية الديزل والمازوت المتبقية بالكاد تكفي لتغطية احتياجات آبار المياه والصرف الصحي والمستشفيات ومركز الغسيل الكلوي والسجون وبعض المنشآت الحيوية لبضعة أسابيع فقط، "ما يعني التوقف التام لتغذية حارات المحافظة (الحارة) بالتيار الكهربائي، حسب المعتاد لبضع ساعات في اليوم".
وتعد محافظة الحديدة الساحلية من كبريات المدن اليمنية، ويقطن فيها قرابة 3 ملايين شخص.