"جاءت الحرب قرابة الخمس سنوات الماضية، لتحول مأساة اليمن الفقير بين بلدان المنطقة إلى كارثة إنسانية وصور شتى من الانتهاكات يتصدرها الجوع الذي يفتك بالأطفال والنساء"، يقول المواطن اليمني عبادي أحمد المطري، الذي يسكن في حارة الشوكاني بصنعاء، موضحا أن جميع سكانها يعتمدون على وجبة غذاء واحدة يوميا.
المطيري، لم يتوقع أن تستمر الحرب كل هذه المدة لتصل المجاعة والفقر إلى صنعاء، إذ بات يحمل هما كبيرا في توفير قوت يومه للأسرته، قائلا: "إنّ الجوع أصبح مع الأسف يفتك بالصغير قبل الكبير، ونحن نقف عاجزين لا نملك ما نفعل، ولا من أين نستخرج القوت لنسد الأفواه الجائعة".
ومع الأزمة الاقتصادية الخانقة، يقول المطيري، إن انعدام المشتقات البترولية وإيقاف الرواتب وارتفاع السلع الغذائية وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية، سيحول اليمنيين إلى هياكل عظمية تتنفس ليس في محافظات أو مناطق محددة بل في اليمن كله.
ويتابع بمرارة: "هناك عشرات من الأطفال والنساء والشيوخ يتزاحمون في غرف ضيقة جدا أو يسكنون مثلنا في عشش متهالكة، بعد أن كانوا ميسوري الحال، لكنها اليوم لم تعد تبحث سوى عن قوت يومها في لحظة قاسية من الزمن تأبى أن تنتهي.
وفي حارة المذبح العالي، التقت "العربي الجديد"، بأسرة اليمني أحمد إسماعيل علي، الذي يقول "لدي أربعة أطفال ونسكن في غرفتين صغيرتين جدا، أدبر لهم وجبة غذاء يوميا بصعوبة بالغة، إضافة إلى تسريح الأطفال للحصول على الماء الذي لم يعد يصل إلى البيت، إلا من خلال التوجه إلى مراكز معينة لملء الفوارغ من الأوعية".
وبحرقة الأمّ العاجزة، تقول زوجة أحمد، "إنها ترى وزن فلذات أكبادها ينزل يوميا بسبب الجوع وعدم تقديم وجبات متكاملة، متخوفة من فقدانهم، ومن اضطرارهم إلى التهام أوراق الشجر للاستمرار في الحياة، بعد حرمانهم من أبسط حقوقها، ومغادرتهم مقاعد الدراسة بسبب العجز عن تغطية مصاريف تمدرسهم.
يذكر أنّ منظمة "أنقذوا الأطفال"، كانت قد حذرت في تقرير لها من أن 36 ألف طفل أعمارهم دون الخمس سنوات قد يموتون في اليمن بسبب الجوع، مشيرة إلى أن انخفاض سعر الريال اليمني بنسبة 180 في المائة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 86 في المائة، وعدم استلام معظم الموظفين رواتبهم، يجعل من الصعب شراء المواد الغذائية حتى عند توفرها في الأسواق.