أرسلت وزارة التربية التركية ثلاثة ملايين وستمائة ألف نسخة من الكتب المدرسية إلى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون في الشمال السوري، بعد شكاوى متكررة للطلاب والمعلمين من نقصها، وسيتم توزيع الكتب على الطلاب السوريين من طرف معلمين أتراك وبالتنسيق مع مراكز منظمة "آفاد"، ضمن مدن وبلدات عفرين وجرابلس والباب وأعزاز ومارع وأخترين والراعي.
وتوضح الطالبة في المرحلة الإعدادية غنى سعد، في مدرسة "أرض روم" بمدينة الباب لـ "العربي الجديد"، أنّ كثيراً من المشكلات تواجه الطلاب والمعلمين من جراء النقص في الكتب المدرسية، وخاصة مع مضي قرابة ثلاثة أشهر على بداية العام الدراسي.
وتقول سعد: "كنت أستعير من الكتب القديمة التي يحضرها لي والدي، أو من صديقات لي، كنت أتمنى منذ أول يوم في العام الدراسي أن أحصل على كتابي الجديد الخاص بي وأقوم بتجليده وكتابة اسمي عليه، لكن لم تتحقق الأمنية حتى الآن، وسأفعلها عندما نتسلم الكتب الجديدة".
وبلغ عدد الطلاب في منطقي غصن الزيتون ودرع الفرات للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية هذا العام 400 ألف طالب، مع توقع بتجاوز الرقم إلى 600 ألف طالب في العام المقبل، خاصة مع الأعداد الكبيرة من الطلاب المهجرين الذين وصلوا إلى المنطقتين برفقة ذويهم، من مناطق الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريف حمص الشمالي ودرعا، بحسب ما يؤكد مصدر تربوي لـ "العربي الجديد".
نور عبد السلام (38 عاماً) مدرس اللغة العربية يقول لـ"العربي الجديد": "بعد معاناة لقرابة ثلاثة أشهر ومحاولات من كافة المدرسين تلافي قضية النقص في الكتاب المدرسي، أصبح بالمقدور الآن السير وفق المناهج المحددة من وزارة التربية في الحكومة المؤقتة بالتنسيق مع التربية التركية. كنا نضطر في كثير من الأوقات للتأخر في المنهاج، إضافة لمحاولة الضغط على الطلاب لكتابة كافة المعلومات التي نعطيها لهم، كما أن كثيراً منهم لم يتمكن من الحصول على كتب قديمة أو حتى استعارة الكتب من أصدقائه، الأمر الذي تسبب في تراجع مستوى العديد من الطلاب، خاصة في الظروف التي تمر بها منطقة الباب".
وعملت الحكومة التركية على ترميم أكثر من 200 مدرسة في منطقة عفرين خلال الأشهر الماضية، بعد سيطرتها على المنطقة، بالإضافة إلى ترميم وتأهيل مدارس بمنطقة درع الفرات في الريف الشمالي لحلب.
ويصف ياسر عبد الرزاق، وهو والد طالبين في مدينة الباب، فرحته العارمة، كون الأطفال الآن قد أتيحت لهم فرصة الحصول على الكتب وانتهت قضية تصوير الملخصات والكتب المكلفة كثيراً للطلاب والأهالي.
ويضيف عبد الرزق لـ "العربي الجديد": "الكتب المدرسية حالياً فرصة للطلاب، كي يستعيدوا ما فاتهم خلال الأشهر الماضية من العملية التدريسية".