تستمر "هيئة تحرير الشام" بارتكاب الانتهاكات والممارسات الإرهابية والتعسفية ضد قطاع التعليم في مناطق مختلفة خاضعة لسيطرتها، بذرائع مختلفة.
وبدأت الهيئة التي تقف خلف تشكيل حكومة الإنقاذ وتعمل داعماً لها، بفرض سطوتها على قطاع التعليم في إدلب منذ تشكيل تلك الحكومة، التي تحاول فرض نفسها بديلاً عن الحكومة المؤقتة في إدلب.
وأوضح مصدر في وزارة التعليم العالي في الحكومة المؤقتة لـ"العربي الجديد" أن "الخلاف بدأ منذ عام 2017 بعد تشكيل حكومة الإنقاذ، التي عملت على تعليق مصير 5000 طالب بجامعة حلب الحرة في إدلب، متجاهلة الجهود المبذولة لإنجاحها والحفاظ على الطلاب فيها، وقمعت احتجاجات الطلاب التي جرت حينها وأرسلت قوات عسكرية من هيئة تحرير الشام للتعامل معهم".
وأضاف المصدر: "بعد نجاح الهيئة بإخراج الحكومة المؤقتة من إدلب هدمت كل ما كانت تعمل عليه وزارة التعليم العالي التابعة للحكومة، ومنها جامعة حلب الحرة، وسعت لتعيين شرعيين في الهيئة للتدريس فيها، منهم يحيى الفرغلي الملقب بـ"أبو الفتح" وهو مصري الجنسية، ومظهر لويس وهو سوري، لكن احتجاجات الطلاب ضدهم نجحت".
وفي وقت سابق، عملت "هيئة تحرير الشام"، عبر حكومة الإنقاذ، على إلغاء قسم الإناث في المعهد التقني للإعلام في جامعة إدلب الحرة، متذرعة بالضغط الكبير على هذا القسم، فضلاً عن عدم وجود مدرسات متخصصات بهذا المجال.
وآخر تجاوزات الهيئة وقعت قبل يومين في مدينة سراقب بريف إدلب، حين لجأ عناصر من الهيئة إلى فض اعتصام بعض الطلاب والمدرسين، فاعتقلت أربعة مدرسين ووالد إحدى الطالبات. وجاء الاعتصام على خلفية خلافات بين إدارة المدرسة والطلاب على المنهج الدراسي، كون كثيرين منهم يخضعون لامتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية في مناطق النظام.
وعلقت الطالبة خلود عثمان قائلةً لـ"العربي الجديد" "إن حكومة الإنقاذ حتى الآن غير معترف بشهادتها، ولم تبذل أية جهود بهذا الخصوص كما فعلت الحكومة المؤقتة قبلها، لذلك يتحتم علينا الحصول على شهادة معترف بها وقد نلجأ إلى مناطق أخرى، منها مناطق النظام، للحصول على شهادة حقيقية تثبت دراستنا وهذا ما نسعى إليه لا أكثر".
وأضافت "في حال تحسنت الأمور وأصبحت شهادتنا معترفاً بها، من الممكن الاستمرار هنا".
أما طلال عمر (46 عاماً) فقد قال لـ"العربي الجديد" "أنا مدرس وأبنائي طلاب وأرى أن ممارسات هيئة تحرير الشام حيال التعليم هي خدمة للنظام ومن يدعي أن المناطق المحررة غير قادرة على النهوض بذاتها، والتعرض للتعليم والطلاب هو تقويض للعملية التعليمية ولمستقبل الطلاب وإضاعة لجهودهم".