وقال جهاد، المقيم في مدينة دوما: "نعيش في دوما الحياة ذاتها التي عشناها خلال فترات القصف والحصار في السابق، فالمولدات هي سبيلنا الوحيد للحصول على الكهرباء، ونحصل على الماء من آبار محلية، ويتم نقله عبر صهاريج بمبالغ تتفاوت من منطقة لأخرى، والأمور التي تغيرت طفيفة، ومنها أن الحصول على المواد الغذائية أصبح أسهل، وتمت إزالة الأنقاض من الطرق، كما عاد بعض أصحاب المهن لمزاولة مهنهم".
وتعرضت بلدات ومدن الغوطة لقصف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ولغارات جوية من الطيران الروسي وطيران النظام أدت لدمار كبير، ولجأ بعض سكانها لتحويل أقبية المباني إلى منازل، أو السكن في خيام، كما فعل جميل أبو محمد، من بلدة البحارية الواقعة بمنطقة المرج.
وأوضح أبو محمد لـ"العربي الجديد"، أن "النظام سمح لأهالي منطقة المرج في الغوطة الشرقية بالعودة، فعدت مع آخرين لأجد منزلي مدمرا، فلجأت لبناء خيمة في أرض قريبة من بيتي، حيث لا قدرة لي على دفع إيجار منزل، والعمل متوقف، وإن وجد فلا يكفي لشراء الطعام لأولادي".
وأشار إلى أن الكثير من المنازل في بلدات المرج عملت قوات النظام على تدميرها بشكل كامل انتقاما من أهلها بعد السيطرة على المنطقة، وقال: "الأمر المقلق لي ولعائلتي وللقاطنين بالخيام مثلنا، هو قرب حلول فصل الشتاء، فكيف سنقضي الشتاء مع الأسعار المرتفعة لوسائل التدفئة التي أصبحت غير متاحة للفقراء مثلنا".
وفي مدينة دوما، اتخذ سليم عمران قبو البناء مسكنا، وأخبر "العربي الجديد" بأنه "من غير الممكن السكن بأي من طبقات البناء الأربع، فالدمار كبير فيها، وما بقي من جدران مهدد بالانهيار في أي وقت".
ولجأ عمران لتدعيم بعض الجدران بدعامات خشبية خشية سقوطها، ويوضح أن إقامته في القبو الرطب الذي لا تدخله الشمس قد تطول ريثما يتمكن من إيجاد حل، أو ينتقل إلى منزل في المدينة.
وحسب مصادر محلية، فإن وتيرة الاعتقالات تراجعت في مدن الغوطة الشرقية، لكنها لم تنته، وتلجأ قوات النظام ومليشياته لها في المدن الكبرى. وأكد ابن مدينة زملكا، عمر أبو هادي، لـ"العربي الجديد"، أن "الاعتقالات والحملات الأمنية لم تعد عشوائية كما في السابق، وهي حاليا مركزة ضد أشخاص يتم تتبعهم عبر عملاء للنظام مسؤوليتهم نقل الأخبار بشكل سري".
وبلغ عدد أهالي الغوطة الشرقية قبيل بدء تهجيرها قرابة 370 ألف نسمة، حيث حوصرت المنطقة منذ عام 2013 حتى مارس/آذار 2018.