أفادت دراسة أميركية حديثة بأن خضوع المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل في الركبتين لجلسة تدليك أسبوعية لكامل الجسم، يؤدي إلى تخفيف آلام المفاصل ويحسن الحركة، خاصة لمن يعانون من هشاشة العظام.
ورصدت الدراسة التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ديوك الأميركية، تأثير جلسات التدليك على الحد من آلام المفاصل، من خلال مراقبة الفريق نحو 200 مريض يعانون من التهاب المفاصل في ركبهم، وتقسيم المرضى إلى مجموعتين، تلقت الأولى جلسة تدليك سويدي لمدة ساعة أسبوعيًا لمدة ثمانية أسابيع، فيما لم تتلق المجموعة الثانية رعاية إضافية أو جلسات تدليك بخلاف النظام المعتاد.
وبعد ثمانية أسابيع، استمرت المجموعة الأولى في الحصول على جلستي تدليك سويدي شهريًا، فيما لم تتلق المجموعة الثانية أي رعاية إضافية، إلى حين انتهاء الدراسة التي امتدت 52 أسبوعًا، فوجد الباحثون أن المجموعة الأولى شهدت تحسنًا كبيرًا في تخفيف الألم والحركة، نتيجة جلسات التدليك، مقارنة بالمجموعة الثانية.
ويعتمد التدليك السويدي على مبادئ علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، ويشتمل على حركات بطيئة وناعمة أو حركات قوية، على خلاف أنواع التدليك الآسيوية التي تعتمد أساسًا على مبدأ الطاقة الموجودة في الجسم.
وقال قائد فريق البحث، الدكتور آدم بيرلمان، إن "الدراسة أظهرت أن التدليك يمكن أن يتحول أداةً آمنة وفعالة للحد من آثار هشاشة العظام على الركبة، على الأقل في المدى القصير. هشاشة العظام هي السبب الرئيسي للإعاقة، وتؤثر على أكثر من 30 مليون شخص في أميركا، ورغم أن الأدوية متوفرة، لكن العديد من المرضى يعانون من آثار جانبية ضارة لأدوية الهشاشة، ما يزيد من الحاجة للبدائل الآمنة، والتدليك لديه القدرة على أن يكون أحد هذه الخيارات".
وأشار بيرلمان إلى أن "العلاج بالتدليك هو واحد من أكثر تدخلات الطب التكميلي شعبية، وتقدم الدراسة المزيد من الأدلة على أن التدليك له دور محتمل، على الأقل بالنسبة لأولئك الذين يعانون من هشاشة العظام".
وعادة يرتبط التهاب المفاصل بآلام المفاصل، وانتفاخ يعيق حركة الأيدي والأرجل؛ الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على قدرات التنقل والحركة.
ويصيب التهاب المفاصل الأشخاص من جميع الفئات العمرية، لكن كبار السن هم الأكثر تأثرا بهذا المرض الذي يظهر على صورة ألم وتورم وصلابة في المفاصل، ويتطور لهشاشة العظام إلى أن يصل لالتهاب المفاصل الروماتويدي.
وهشاشة العظام هي الشكل الأكثر شيوعا لالتهاب المفاصل، وتسبب آلاما قاسية وتورمًا في المفاصل والغضاريف، ويظهر تأثيرها على وجه الخصوص في الركبتين والوركين واليدين والعمود الفقري.
(الأناضول)