لا تقتصر معاناة السوريين على استهدافهم بالقصف وحصارهم وتجويعهم، بل يمتد الأمر إلى حرمانهم من حقهم في الرعاية الطبية كأحد حقوق الإنسان المعترف بها دولياً، عبر استهداف المشافي والنقاط الطبية، كما يحدث في ريف إدلب.
ودمّر مشفى كفرنبل الجراحي (الأورينت سابقا)، اليوم الإثنين، جراء استهدافه بشكل مباشر من قبل الطيران الحربي الروسي بأربع غارات جوية بالصواريخ الفراغية، ما تسبب بأضرار كبيرة بالمشفى وبخروجه عن الخدمة، إضافة إلى المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان.
وقال وزير الصحة في "الحكومة المؤقتة" المعارضة فراس الجندي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "النظام والروس يحاولان تهجير الأهالي وإفراغهم من أرضهم عبر ضرب البنى التحتية وخاصة المشافي، لإفقاد الثورة حاضنتها الشعبية عبر الضغط عليها"، لافتا إلى أن "هناك نحو 10 مشافٍ تم استهدافها أخيرا".
وأضاف "المجتمع الدولي برمته، ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، كلهم شركاء في جرائم النظام والروس، بصمتهم القاتل وعدم اتخاذهم مواقف صارمة توقف الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين".
من جانبه، أوضح مركز كفرنبل الإعلامي لـ"العربي الجديد"، أن "المشفى خارج الخدمة بشكل كامل، وجراء ذلك فإن أقرب نقطة طبية يمكن أن يلجأ إليها أهالي كفرنبل البالغ عددهم نحو 45 ألف مدني، هي على بعد 50 كلم في إدلب المدينة".
واعتبر أن للأمر "تبعات خطيرة جدا ستلحق بالمدنيين والأهالي، في حال تم استهداف مناطق المدنيين، وخصوصا بعد قصف البارحة لحي سكني"، لافتاً إلى أن "البدائل المتوفرة محدودة، وخاصة أن توفير الأدوية صعب، وحتى إن وجدت فيلزم تأمين نقطة طبية للمنطقة التي يقدر سكانها بحوالي 45 ألف نسمة مع النازحين".
وكانت مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ طائرات القوات الروسية الموجودة في سورية، قصفت المستشفى الوطني في مدينة معرة النعمان، بست ضربات جوية، اثنتان منها بالنابالم الحارق، أسفرت عن خروج المستشفى من الخدمة.
وأضافت أنّ الغارات أدت إلى تضرر معظم أقسام المستشفى، خاصة قسم الحواضن، الذي يضم عشرات الرضع، موضحاً أنّه تمّ نقلهم خارج المستشفى، كما أشار إلى أنّ قصفاً مماثلا طاول المستشفى التخصصي الجراحي في مدينة كفرنبل، جنوب إدلب، ما أدى إلى تضرّره وخروجه من الخدمة.
وقال "الدفاع المدني"، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، إن "3 شهداء من عائلة واحدة وأكثر من 20 مصابا سقطوا حتى الآن نتيجة غارات الطيران الحربي الروسي التي استهدفت مدينة إدلب مساء الأمس، عملت فرق الدفاع المدني على انتشال الشهداء وتمكنت من إخراج طفل على قيد الحياة من بين الركام، ولا يزال البحث جارياً".