المهاجرون إلى إسبانيا يفضلون قوارب الموت على طريق سبتة ومليلية

01 مايو 2018
تشديدات حول سبتة ومليلية لمنع المهاجرين (بلاسكو فالندا/فرانس برس)
+ الخط -


كشف تقرير حديث لمرصد الشمال لحقوق الإنسان في المغرب، أن أكثر من 90 في المائة من المهاجرين  من إفريقيا جنوب الصحراء فشلوا في الوصول إلى إسبانيا عبر مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين تحت السيادة الإسبانية في التراب المغربي.

وقال تقرير المنظمة الحقوقية غير الحكومية، إن "9 في المائة فقط من المهاجرين بطرق غير شرعية أفلحوا في الوصول إلى أوروبا، بينما توفي 1 في المائة منهم"، موضحا أن العدد تجاوز 4 آلاف مهاجر بلغوا إسبانيا وحدها، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018.

وبشأن طرق الهجرة السرية، بين المرصد الحقوقي أن "القوارب التي يسميها كثيرون (قوارب الموت) تتبوأ صدارة محاولات الهجرة غير الشرعية من المغرب إلى الضفة الأوروبية عبر إسبانيا، حيث تشكل 60 في المائة من مجموع محاولات الهجرة السرية".

وبعد قوارب الموت التي يمتطيها عشرات المهاجرين المغاربة والأفارقة على السواء، يحتل اقتحام السياج الحدودي لمدينتي سبتة ومليلية، والتي أقامتها السلطات الأمنية الإسبانية، بنسبة 20 في المائة، و20 في المائة من وسائل الهجرة عبر وسائل مختلفة أخرى، بينها الاختباء في الشاحنات.

ووفق جنسية المهاجرين، أفاد إحصاء المرصد الحقوقي المتخصص في حركات الهجرة، أن 1190 شخصا حاولوا الهجرة خلال شهر مارس/آذار، 94 في المائة منهم من جنسيات إفريقية، ويقول مدير المرصد، محمد بن عيسى، إن "التقرير يرصد تغير وسيلة الهجرة التي كان يتصدرها إلى وقت قريب اقتحام السياج الحديدي، قبل أن تعود قوارب الموت إلى الصدارة".

ويوضح الناشط الحقوقي أنه "يمكن تفسير تراجع اقتحام السياج الشائك إلى المقاربة الأمنية التي تنتهجها السلطات الإسبانية والمغربية بشأن إحباط محاولات اجتياز السياج، ما دفع المهاجرين إلى العودة للقوارب رغم خطورتها".

ونشرت السلطات المغربية مئات من أفراد الأمن والدرك الملكي، وتقوم بعمليات تمشيط مستمرة للغابات والأحراش المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية، فضلا عن عملية دهم متواصلة لمخيمات المهاجرين بها.

ولقي 15 مهاجرا إفريقيا حتفهم قبل أيام، بالقرب من سواحل شاطئ رأس فالكون القريب من مدينة وهران الجزائرية، بعد غرق قارب كان على متنه 34 مهاجرا تحرك من مدينة الناظور المغربية في اتجاه الجنوب الإسباني.

وحسب قناة "لاسيكستا" التليفزيونية الإسبانية، فإن 3400 مهاجر نجحوا في بلوغ السواحل الجنوبية الإسبانية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2017، وأن عددا أكبر وصلوا إلى سواحل إسبانيا منذ مطلع العام الجاري، وأن المغاربة والقادمين من مالي يتصدرون قائمة المهاجرين القادمين من دول إفريقيا.

ويرى رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، عبد الإله الخضري، أن سياسة الهجرة واللجوء في المغرب، "تتخللها نقائص عديدة، منها تفشي البطالة والنزاعات اليومية للمهاجرين، سواء مع مواطنين مغاربة أو مع السلطات العمومية".

ويوضح الخضري أن "المغرب انخرط في سياسة إدماج المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء بتشجيع من الاتحاد الأوروبي بهدف تقليل ظاهرة الهجرة نحو أوروبا".