كثيرون قد يختصرونها بتلك الحقنة أو "الإبرة" أو "السيرينج" التي اقترنت بها منذ زمن بعيد. فهي تستخدمها في مهام كثيرة تضطلع بها. آخرون قد يتبرّمون من حزم تبديه في أحيان كثيرة، وقد أسقطوا من حساباتهم كلّ تلك المحاولات التي تأتي بها لتؤكد دماثة وليناً. إلى هؤلاء، ثمّة من يشكو من تأفّف قد تعبّر عنه من حين إلى آخر، إذ يُراد لها أن تظهر دوماً مبتسمة ومتفهّمة وعطوفة ومتأهّبة لأيّ مهمّة.
هي من "ملائكة الرحمة"، غير أنّها واحدة منّا نحن البشر. هي "ملاك"، صفة أصررنا على إلصاقها بها، غير أنّها وبصفتها "إنساناً" على مثال كلّ واحد منّا، لا بدّ من أن تخبر المشاعر باختلافها، سلبيّة وإيجابيّة، فتحزن وتفرح وتنفعل وتُحبَط وتيأس وتأمل وتغضب وتبدي تسامحاً وتتألّم. كذلك، لا بدّ من أن تتعثّر في مرّات وتعبّر عن جسارة في مرّات أخرى.
وتلك المشاعر وغيرها لا تنفي أنّها "ملاك رحمة" وأنّنا في حاجة إليها في حالات كثيرة. هي التي سوف تنحاز إلينا عندما لا يعيرنا العاملون الآخرون في المجال الصحي أهميّة كبيرة. وهي التي لا نكفّ نناديها إذا تألّمنا أو احتجنا إلى مساندة ما.
أمس، في الثاني عشر من مايو/ أيار، كان احتفال باليوم العالمي للممرّضات. إلى حاملة الحقنة أو "الإبرة" أو "السيرينج"، شكراً من القلب.
(العربي الجديد)