الشمس حارقة والحرارة تسجّل أربعاً وثلاثين درجة مئويّة ظهيرة هذا اليوم، بيد أنّ المرأة الهنديّة تعمل غير آبهة باللهيب. ربّما كانت أشعّة الشمس الحارقة تزعجها، غير أنّها مضطرة إلى العمل مهما كانت الظروف. هي تعيل أبناءها، ومتطلّبات العائلة تزيد خلال شهر رمضان.
في إحدى ضواحي مدينة تشيناي، عاصمة ولاية تاميل نادو الهنديّة، أقصى جنوب البلاد، راحت المرأة العاملة ترصف جدائل الشعيريّة على ألواح من الكرتون حتى تجفّ. خلفها، عُلّقت خيوط الشعيريّة التي بدأت تجفّ وتيبس على هواها. والمرأة تعمل في هذا المصنع منذ سنوات عدّة، وخلال هذا الشهر الفضيل، كما في كلّ عام، تعدّ وزميلات لها جدائل الشعيريّة التي تُستخدم في حلوى "شير خرما".
و"شير خرما" من الأطباق المخصّصة لشهر رمضان، وتُحضَّر من الشعيريّة التي يجري تحميصها مع الزبدة، قبل إضافة الحليب والسكّر إليها. وعندما يصير المزيج متماسكاً وسميكاً، يُضاف إليه التمر. ولا يقدَّم الطبق إلا بعد وضع المكسّرات فوقه، من قبيل اللوز والفستق الحلبي إلى جانب الزبيب. يُذكر أنّ ثمّة من يضيف إلى هذا الطبق الهال أو الزعفران أو كبش القرنفل وغيرها.
و"شير خرما" من حلويات شهر رمضان المميّزة التي يعدّها الباكستانيون والأفغان والبنغلادشيون إلى جانب الهنود. كذلك، تُعَدّ كوجبة فطور صبيحة عيد الفطر أو عيد الأضحى.
(العربي الجديد)