وقال النقيب في دائرة الدفاع المدني بالموصل، طلال عبيد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن الجثامين التي تم استخراجها بعد رفع سقف المنزل المدمر في شارع قرب الجامع الكبير في المدينة القديمة، ضمت "جثامين ثلاثة أطفال دون سن الخامسة، وأربع سيدات. المنزل دمر بفعل قصف جوي أو صاروخي، وعلى ما يبدو فإن طفلة بقيت على قيد الحياة لفترة قبل أن تموت اختناقا أو جوعا".
وقبل يومين أعلن عن انتشال 26 جثة لمدنيين من تحت أنقاض مبنى سكني آخر، وقال عضو في مجلس الموصل المحلي، إن عدد الجثث التي تم انتشالها خلال الفترة من 9 مايو/أيار الماضي، بلغ أكثر من 400 جثة، غالبيتها لمدنيين. ووفقا لعضو المجلس الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن "الحكومة العراقية والتحالف الدولي يعتبرون الجثث كلها تابعة لمسلحي داعش، رغم أن الهياكل العظمية للأطفال والنساء تفضحهم".
وتابع أن "منع وسائل الإعلام من تصوير الجثث كاف لمعرفة أن الحكومة والتحالف الدولي يحاولان طمس معالم الجريمة"، في إشارة إلى قصف مساكن المدنيين خلال عمليات تحرير الموصل.
ويؤكد الشيخ عمر عبد الله الشمري، أحد أعيان الساحل الأيمن في الموصل، لـ"العربي الجديد"، وجود ما لا يقل عن ألفي جثة أخرى تحت الأنقاض. ويضيف: "عيب على الجميع هذا الصمت. عام كامل وجثث الأطفال والنساء والرجال تحت الأنقاض، وكل يوم يقولون انتهينا، ثم نكتشف جثثا أخرى، فيقولون هذه جثث دواعش، كيف يكون هيكل عظمي لطفل مقاتلا؟ وكيف تكون عظام يكسوها ثوب نسائي لمقاتل؟".
وأعلنت مديرية الدفاع المدني في الموصل، مساء الأربعاء، العثور على 26 جثة لمدنيين، ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مسؤول الدفاع المدني، طارق أسعد، قوله إن "فريق الدفاع المدني بالتعاون مع مديرية صحة نينوى، انتشلوا 26 جثة جديدة، أغلبها لأطفال ونساء، من تحت الأنقاض داخل منطقة الجامع الكبير وسط الموصل القديمة".
وأضاف أسعد أن "الجثث تم نقلها إلى الطب العدلي الشرعي بالموصل، ليتم التعرف على ذوي الضحايا من خلال البطاقات الشخصية التي بحوزتهم، قبل إعلان أسمائهم".