في مجتمع تدين أكثريته بالولاء للطرق الصوفية، فإن "النوبة"، وهو الاسم الشعبي الذي يطلق على حلقات الذكر، تعدّ من أبرز معالم التراث الصوفي، ويحرص أتباع هذه الطرق على التجمع في مكان بعينه قبل غروب شمس الجمعة من كلّ أسبوع لتلاوة أورادهم.
في ضريح الشيخ حمد النيل، أحد أشهر شيوخ الطريقة القادرية، والذي عاش في القرن التاسع عشر، تحتفظ "النوبة" بألق خاص بسبب مئات المحتشدين أسبوعيا لإحياء طقسهم بجوار مرقد شيخهم الواقع في مدينة أم درمان، غرب العاصمة الخرطوم.
تبدأ "النوبة" عادة بعد صلاة العصر، وتنتهي برفع أذان المغرب، وفيها يصطف أتباع الطريقة على شكل دائرة، وهم يرتدون جلالبيبهم المميزة باللون الأخضر، ويقومون بتلاوة أذكارهم وترديد الأناشيد التي تمجد النبي ومشايخ طريقتهم.
ولا يقتصر حضور النوبة على الرجال، بل يمتد إلى النساء والأطفال الذين يصطفون على مقربة من الحلقة الرئيسية التي يشكلها الرجال، ليرددوا الأوراد ذاتها.
وخلال هذا الطقس يبرز "الدراويش"، وهم المنقطعون للعبادة كليا خلافا لبقية أتباع الطريقة، ويتولون ضرب الدفوف بتناغم متكرر مع ترديد الحاضرين للأذكار.
ويعتبر الدراويش أيقونة "النوبة"، فهم يتولون جميع شؤونها ابتداءً من تنظيف المكان وتعطيره بالبخور، وتنظيم الحشود وتوفير مياه الوضوء لهم، والمشاركة في ترديد الأوراد، وتحفيز المشاركين عليها.
(الأناضول)