تستعد جمعيات مناصرة للقضية الفلسطينية لتنظيم تظاهرات في مدن فرنسية عدة للتنديد بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بينها تظاهرتان في العاصمة باريس، وتظاهرات في سانتيتيان ومارسيليا وليون وبواتيي ومونبوليي وكان وسان نازير وفواكس وغيرها، للتنديد بالموقف الرسمي الفرنسي.
ويبدأ التجمع الأول في باريس مساء اليوم الثلاثاء، بين السادسة والنصف والعاشرة ليلا بالتوقيت المحلي، في مواجهة "لوغران بالي"، وفي حين رفضت السلطات الفرنسية الموافقة على التجمع، تصر الجمعيات والمنظمات على تنفيذه، ومن بينها تنسيقية الجمعيات الفلسطينية في فرنسا، ولجنة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس- فرنسا"، وجمعية أورو- فلسطين، وحزب "أهالي الجمهورية"، ودعت إلى التجمع واعتماد السلمية الممكنة.
كما يقام التجمع الثاني بمبادرة من جمعية "فرنسا- فلسطين للتضامن" في ساحة "ليزانفاليد"، ويجرى في نفس التوقيت، لكنه حصل على موافقة السلطات الأمنية. ويرفع التجمعان شعارات "دعم مسيرات العودة والصمود الفلسطيني"، و"إلغاء موسم إسرائيل في فرنسا"، و"محاكمة مجرم الحرب نتنياهو".
ويراهن منظّمو التظاهرات، وفق بيان "تنسيقية الجمعيات الفلسطينية في فرنسا"، على أن "يسمعنا ماكرون ونتنياهو. هذا حقنا كمواطنين في أن نصدح بأعلى أصواتنا لوقف المجزرة ووقف التواطؤ، وبالعدالة من أجل فلسطين، لأنه حان الوقت لمواجهة واقع التدمير في فلسطين، والتواطؤ الذي يريد أن يفرض علينا الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه في احتقار للعدالة. لن نكون حراس حدودٍ للنظام الإسرائيلي وللحكومة الفرنسية".
وشدد البيان على "إبراز صوت يزعج الحفل الفضائحي، وإرباك المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين المجتمعين للاحتفال بتواطؤهم، والذي يحاولون فرضه علينا".
وتعالت أصوات فرنسية للتنديد بزيارة نتنياهو، وطالب المؤرخ الفرنسي دومينيك فيدال، الفنانين "الذين أبانوا في مناسبات عدة عن قيم إنسانية، بأن يستجيبوا للأصوات التي تطالبهم بألا يشاركوا في هذه المناسبة الدعائية المفضوحة".
وكتب بيار باربانسي، في صحيفة لومانيتيه، زيارة نتنياهو "الذي سيحظى بكل مظاهر الشرف" كما انتقد الموسم الإسرائيلي الذي اعتبره "موسم جحيم"، معتبرا أن استقبال ماكرون لنتنياهو "لطخة في ولايته الرئاسية، لأنها ستمنحه الضوء الأخضر لمواصلة جرائم الحرب، في الوقت الذي لا يزال صلاح حموري، وهو محام فرنسي فلسطيني الأصل، يقبع في السجون الإسرائيلية، منذ 23 أغسطس/آب الماضي. ماكرون سيصافح صديقه بيبي، كما يناديه، ولكنه لم يكلف نفسه عناء استقبال إلزا، زوجة صلاح حموري".
واختتم بيار باربانسي مقاله قائلاً إن "ماكرون يزرع الشك من خلال إعفاء نتنياهو من مسؤولياته أمام المحاكم الدولية، من خلال رفضه كل عقوبة ضد إسرائيل، بينما يشهرها باستمرار ضد بلدان أخرى، بينما ترى المحاكم الدولية أن أي مجرم حرب، لا وطن ولا دين له".