يتدهور الوضع الانساني بشكل متسارع في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، مع بدء العمليات العسكرية ضد التنظيم من قبل قوات النظام وداعميها من المليشيات والقوات الروسية، بالتزامن مع منع "داعش" الأهالي من الخروج بهدف استخدامهم كدروع بشرية.
وقال الناشط الإعلامي أبو عبد الله الحوراني، من حوض اليرموك لـ"العربي الجديد"، إن "وضع الأهالي في قرى الحوض التي يسيطر عليها داعش، وهي 15 قرية، غاية في السوء، والأهالي في حالة يرثى لها، ويشعرون بقلق على مصيرهم مع أنباء بدء العمليات العسكرية".
وبين أنه "منذ بدء العمليات العسكرية في ريف درعا الشرقي، وبدء تسليم الفصائل لمناطقها وأسلحتها، منع التنظيم خروج النساء لعدة أيام، ولما سمح لهن بدأت العائلات الخروج، لكن التنظيم منعهم من اصطحاب أثاث منازلهم أو مواشيهم، وبالكاد يسمح لهم ببعض الثياب".
وتابع أنه "قبل إغلاق المعبر أمس، خرج نحو 10 آلاف شخص، في حين يقدر من لم يتمكنوا من الخروج بنحو 30 ألفاً، من أصل نحو 150 ألف شخص كانوا يسكنون بلدات الحوض".
ولفت إلى أن "المواد الغذائية تقتصر على بعض أنواع الخضار التي يزرعها الأهالي، وهناك نقص كبير في المحروقات والأدوية والكادر الطبي المكون من عدد محدود من الممرضين الذين اكتسبوا خبرتهم عبر التجربة".
وأوضح الحوراني أن "التنظيم نقل جميع النقاط الطبية الميدانية إلى أماكن مجهولة، ما يعني حرمان من تبقى من المدنيين من العلاج في حال وقوع إصابات جراء القصف المتواصل منذ الثلاثاء، على بعض بلدات الحوض، وأشدها على بلدة سحم الجولان".
وتابع أن "الأهالي لا يملكون من أمرهم شيئاً، وحياتهم معرضة لخطر محدق، حيث يستخدمهم داعش كدروع بشرية، في حين لا توجد ببلداتهم ومنازلهم الريفية البسيطة أي من وسائل الحماية كالملاجئ أو الأقبية، ما دفع بأعداد كبيرة منهم للتوجه إلى نقاط الحدود مع الجولان المحتل من قبل إسرائيل، في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة ونقص بمياه الشرب".
وقال أبو محمد (40 سنة)، والذي نزح من قرية يسيطر عليها داعش قبل يومين، لـ"العربي الجديد": "خرجت بأعجوبة بصحبة زوجتي وأطفالي، احتجزوا بطاقتي الشخصية لإرغامي على العودة، لأنهم يدركون أن التنقل دون بطاقة خطر، فقد يتهمني النظام بأنني أحد عناصر داعش، لكنني احتفظت ببطاقتي الأسرية كبديل عن البطاقة الشخصية، لكني لم أستطع إخراج شقيقتي اللتين علقتا هناك".
وأضاف "الوضع في القنيطرة صعب، ويوجد عشرات آلاف النازحين الذين لا يتوفر لهم مأوى، ورغم محاولات المجالس المحلية تقديم المساعدة إلا أن إمكانياتها متواضعة مقارنة بالاحتياجات، حيث تقدم المجالس المحلية سلة طوارئ للعائلات الواصلة من ريف درعا، في حين تشترك كل ثلاث عائلات في خيمة، تترك للأطفال والنساء، ويبيت الرجال في العراء تحت أشعة الشمس وبرد الليل".
وحذر من "كارثة إنسانية تهدد النازحين وأهالي المنطقة، الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف مدني، بسبب غياب المساعدات، وانقطاع وصول الحوالات المالية من الخارج، فغالبية الأهالي في مناطق المعارضة يعيشون منذ 2014، على ما يصلهم من حوالات مالية من ذويهم خارج البلاد، وأنا شخصيا أنتظر حوالة مالية من والدي، فإن لم تصل سيكون وضعي غاية في السوء، حيث لا عمل في المنطقة ولا مساعدات إنسانية، ولا أعلم من أين سأطعم أبنائي".
وبدأت الثلاثاء، عمليات عسكرية على محور "حيط– سحم الجولان"، في حين استأنف الطيران الحربي والمروحي قصف سحم الجولان ومحيطها، ويتوقع أن يدخل النظام والميليشيات معارك مع تنظيم داعش على عدة محاور بعد استقدامه تعزيزات كبيرة إلى المناطق المتاخمة لمناطق سيطرة التنظيم.