أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فائز السراج، عن رفض بلاده "مخططاً أوروبياً لإنشاء مراكز مهاجرين على أراضيها لمنع طالبي اللجوء من الوصول إلى غرب أوروبا"، بينما أكّد الاتحاد الأوروبي أنّه ماضٍ في تنفيذ خططه.
وقال السراج في لقاء مع صحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الجمعة، إنّ "ليبيا لن توافق نهائياً على ما تسعى إليه أوروبا وإيواء المهاجرين غير الشرعيين فيها، كذلك فإنّنا لن نرضى بتلك الإغراءات المالية التي يقدّمها الأوروبيون في هذا الشأن".
أضاف السراج في معرض حديثه عن جهود الجانب الليبي لمواجهة الهجرة، أنّ "ما يُوجَّه من تهم لخفر السواحل، من بينها إطلاق النار على عمّال إغاثة ومهاجرين، أمر غير صحيح بالمطلق"، مؤكداً أنّ ليبيا مستمرة في إنقاذ مئات المهاجرين قبالة سواحلها يومياً. وشدّد على أنّ "من يتّهمها لا بدّ من أن يعلم أنّ بلادي تقف لوحدها لإنقاذ المهاجرين في (البحر الأبيض) المتوسّط من دون دعم مالي أو فني وسفننا ما زالت تقوم بمهامها".
وتابع السراج أنّ "مكافحة الهجرة لا يمكن أن تجري من خلال نشر قوات دولية في ليبيا، لأنّ التهريب يتجاوز ليبيا وبلادنا بلد عبور وليست بلداً لتصدير الهجرة"، لافتاً إلى أنّ الأوروبيين لم يتفهموا الوضع في ليبيا بشكل صحيح، على الرغم من لقاءاته الكثيفة بسياسيي أوروبا.
كذلك أعرب السراج عن استغرابه رفض أوروبا استقبال مهاجرين على أراضيها، بينما تطلب من بلاده إيواءهم وإنشاء مراكز لهم، مشدداً على أنّه "لن نقبل بأيّ صفقة تمنحنا فيها أوروبا المال في مقابل استقبالنا مزيداً من المهاجرين، وعلى الأوروبيين الالتفات إلى دول مصدر الهجرة لمعالجة الأمر هناك".
وقال: "يجب أن تعرف أوروبا أنّ من بين المهاجرين إرهابيين ومجرمين يعملون في تهريب البشر، وسوف يتسبب إيواؤهم في ليبيا بمزيد من التردّي الأمني في بلادنا"، مضيفاً أنّ "الحل يتمثل في مساعدة ليبيا عبر دعم فني للمشاركة في مكافحة تزايد الهجرة وإنقاذ الأرواح، فنحن ما زلنا لوحدنا نقاوم وما زال خفر السواحل الليبي يقدّم أكثر من طاقته".
في الموازاة، كانت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، ناتاشا برتود، قد أكدت عزم الاتحاد الإعلان عن مقترحه بشأن إقامة مراكز إيواء محددة داخل أراضيه أو خارجها. وأوضحت في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية، اليوم الجمعة، أنّ إعلان الاتحاد المرتقب سوف يكون استجابة لقرارات القمة الأوروبية التي عُقدت يومَي 28 و29 يونيو/ حزيران الماضي.
ورداً على سؤال حول تصريحات السراج للصحيفة الألمانية، قالت برتود إنّها لم تطالعها، لكنّها أكدت أنّ "الاتحاد سوف يتعامل مع أيّ ردّ فعل بطريقة مقنعة لكل الأطراف". وأضافت أنّ "الاستماع إلى رفض أيّ طرف يتوقف على ما سيقدّم من مقترحات ليس للاتحاد فحسب بل كذلك لشركائه في المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للتوصل إلى اتفاق بناءً على أيّ مقترح".
وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد وافقت خلال اجتماعها نهاية الشهر الماضي في بروكسل على مقترح إيطالي لإقامة مراكز استقبال للمهاجرين غير الشرعيين، لا سيّما في جنوب ليبيا بالقرب من حدودها مع دول الجوار الأفريقي التي يعبر منها المهاجرون في اتجاه البحر الأبيض المتوسط.