يستمر مسلسل حوادث القطارات في مصر، فبعد أسبوعين على إصابة العشرات في انقلاب قطار البدرشين بالجيزة، انحرف، فجر اليوم الأحد، القطار المكيف المتجه من القاهرة إلى أسوان، أمام قرية الشبيكة التابعة لمركز كوم أمبو، ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص، من دون وقوع وفيات.
وأفاد شهود عيان بأن "الركاب فوجئوا بوقوع هزة شديدة داخل القطار، ما دفع العديد منهم إلى إلقاء أنفسهم من القطار وقت خروجه عن المسار، تحسباً لانقلابه". في حين سارعت سيارات الإسعاف إلى نقل المصابين إلى مستشفى كوم إمبو المركزي بأسوان لتلقي العلاج، والذين تباينت إصاباتهم ما بين كدمات متفرقة بالجسم واشتباه بكسر في العمود الفقري، وكسر في الساق.
وعاين فريق من النيابة العامة موقع خروج القطار عن مساره، بهدف سؤال سائق القطار المصاب، وشهود العيان والركاب عن الواقعة. في حين قررت نيابة أسوان تشكيل لجنة فنية من الهيئة الهندسية للسكك الحديدية لمعرفة أسباب حادث خروج القطار عن القضبان أمام منطقة "السيد سعيد" بمركز كوم أمبو.
وأظهرت التحقيقات الأولية انقلاب 3 عربات من القطار (الجرار ومولد الطاقة وعربة ركاب) في مقدمة القطار، فضلاً عن خروج 7 عربات عن مساره، ما دفع هيئة السكك الحديدية إلى الاستعانة بعدد من الرافعات الثقيلة من محطتي أسوان والأقصر لسحب القطار، ومحاولة إعادته إلى مساره.
وتوقفت حركة القطارات بمحافظة أسوان جزئياً، وأعلنت الهيئة تسييرها من محطة إدفو، بعد تعميم نداء على الركاب بمحطات كوم أمبو ودراو وأسوان بالتوجه برياً إلى محطة إدفو، من دون توفير وسائل نقل للركاب من وإلى المحطة، الأمر الذي أضر بمصالح المواطنين، خاصة أن الحادث تزامن مع أول أيام العمل في الأسبوع.
وأعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر أن القطار (982 مكيف) تعرض لسقوط القاطرة (مقدمة القطار)، وبعض العربات، عن قضبان السكة الحديد في الكيلو (809/700)، بين محطتي سلوي وكاجوج على خط (القاهرة - السد العالي)، ما أدى لانحرافه عن مساره، معتذرة عن تأخر بعض قطارات الوجه القبلي عن مواعيدها نتيجة الحادث.
وأصدر وزير النقل، هشام عرفات، قراراً بإقالة رئيس مجلس إدارة الهيئة، سيد سالم، وتعيين أشرف رسلان، بدلاً منه، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الهيئة للمسافات الطويلة والقصيرة. وأعلن تشكيل لجنة فنية، برئاسة نائب رئيس الهيئة للسلامة، وعضوية كل من رئيس إدارة تنظيم سلامة النقل بالوزارة، ومعاونه لشؤون السكك الحديدية، ورئيس الإدارة المركزية لهندسة السكك، ورئيس إدارة صيانة المناطق، لبحث أسباب خروج جرار وعربات القطار المكيف عن القضبان.
وسبق لخمس عربات أن انقلبت من القطار المكيف رقم (986)، المتجه من محافظة قنا إلى العاصمة القاهرة، في 13 يوليو/ تموز الجاري، بمنطقة "المرازيق" الواقعة في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، وأدى الحادث إلى إصابة نحو 50 راكباً من دون وقوع وفيات.
وزادت حالة قطارات مصر سوءاً في السنوات الأخيرة، في وقت تمهّد فيه حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرفع أسعار التذاكر بنسب تصل إلى 200 في المائة، بدعوى الخسائر التي تتعرض لها السكك الحديدية، وفق تصريحات منسوبة لقيادات الهيئة، ووزير النقل. ويأتي القرار بالتزامن مع تكرار حوادث القطارات أخيراً، وبات تأخر وصولها عن مواعيدها المقررة أمراً شبه معتاد يومياً.
ووضع تكرار حوادث القطارات مصر بين أسوأ 10 دول على مستوى العالم في ارتفاع معدلات حوادث قطارات السكك الحديد التي تؤدي إلى الوفاة. وأدرجت على "الخريطة السوداء" لحوادث القطارات. وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء إلى ارتفاع عدد حوادث القطارات في يناير/ كانون الثاني الماضي بنسبة 49.7 في المائة، ووصولها إلى عدد إجمالي 187 حادثة، مقارنة بـ105 حوادث في يناير/ كانون الثاني 2016.
وأكد التقرير الحكومي احتياج قطاع السكك الحديدية إلى 9 مليارات جنيه (504 ملايين دولار) لتطوير البنية التحتية، إلا أن السيسي رفض ضح أموال في تطوير السكك الحديدية، قائلاً في وقت سابق بتهكم: "العشرة مليارات دول لو حطيتهم في البنك هاخد عليهم فايدة 2 مليار!".