دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الأربعاء، السلطات الأردنية والإسرائيلية إلى السماح للسوريين النازحين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم.
واعتبرت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، لمى فقيه في بيان اليوم: "أن رفض السلطات الأردنية المذلّ السماح لطالبي اللجوء بالتماس الحماية لا يتعارض فقط مع التزاماتها القانونية الدولية، بل يتنافى مع الأخلاقيات الإنسانية الأساسية"، ولفتت إلى مناشدة الأردنيين حكومتهم للسماح بدخول أولئك النازحين.
وأشارت المنظمة إلى أنه منذ 27 يونيو/حزيران الماضي، لم تتمكن أي قافلة مساعدات من عبور الحدود إلى سورية من الأردن بسبب المخاوف الأمنية، ولم تسمح الحكومة السورية بتوصيل المساعدات عبر خطوط القتال.
ونقلت عن سكان قولهم إن النازحين المقيمين على طول الحدود يفتقرون إلى المأوى والماء النظيف والطعام، مشيرة إلى الحديث إلى 5 أشخاص، بينهم 3 من سكان درعا نزحوا إلى الحدود الأردنية في محاولتهم الفرار من العنف في المنطقة، لكنهم لم يتمكنوا من العبور بسبب إغلاق الحدود.
قال ناشط كان يعيش في قرية غصم القريبة من حدود الأردن لـ"هيومن رايتس ووتش" في 29 يونيو/حزيران "هناك أشخاص مشردون على بعد كيلومترين من الحدود، لكنهم بالطبع لا يستطيعون العبور. مَن يحاول ذلك يتعرض لطلقات رصاص تحذيرية".
وتابع الناشط، الذي حُجب اسمه لحمايته، إن كل مناطق درعا الشرقية تقريبا تعرضت للقصف أو الضربات: "زرت معظم الأماكن التي ضُربت باستثناء مليحة العطش، نظرا لوجود ضربات مكثفة واشتباكات عنيفة. ذهبت إلى بصرى الشام والكرك والمسيفرة والحراك والجيزة والنعيمة وأم المياذن والسهوة، وكلها تعرضت للقصف من النظام السوري".
وأكد الناشط أن البلدات فارغة الآن، مضيفاً "لم يبقَ شيء سوى الحجارة ... هل سمعتم عن غروزني؟ لا أجد تشبيها أفضل للوضع. إنها غروزني. الدمار لا يُصدق". كان يشير إلى عاصمة منطقة الشيشان الروسية خلال الصراع هناك. وقال إنه زار الحدود بانتظام: "حاولنا إعادة النازحين إلى البلدات القريبة من الحدود لأنه لا يوجد ما يؤويهم على الحدود ولا خيام ولا مياه ولا خدمات صحية. كل شيء غير متوفر".
وقال أﺣد اﻟﺳﮐﺎن اﻵﺧرﯾن: "ﮐﻧت ﻓﻲ درﻋﺎ اﻟﺑﻟد وﻏﺎدرت إﻟﯽ اﻟﮐرك، ﻗﺻﻔوﻧﺎ ھﻧﺎك، فذهبت إﻟﯽ اﻟﺟيزة، فقُصف المنزل الذي أقمنا فيه ونجونا بأعجوبة. من هناك، هربنا إلى منطقة قريبة من الحدود الأردنية. لا يوجد مكان نذهب إليه من هنا". وأوضح أنه سيدخل الأردن إذا فتحت السلطات الأردنية الحدود، لكن من الواضح أنها مغلقة.
وأشار بيان المنظمة إلى تصريح أصدره رئيس لجنة الطوارئ في المجلس المحلي بدرعا، موسى الزعبي، قال فيه: "إن الناس يفرون من القصف والضربات، لكنهم يخشون أيضا سيطرة قوات النظام السورية والمليشيات الموالية لها على مناطقهم". أضاف الزعبي أنه زار الحدود الأردنية عدة مرات خلال الأسبوعين الماضيين، وكان يحاول دعم النازحين، لكن الظروف الإنسانية كانت صعبة للغاية بسبب محدودية الوصول إلى المأوى أو المياه النظيفة أو الطعام، وإنه يتوقع تدهور الوضع مع ارتفاع عدد النازحين.
في 29 يونيو/حزيران الماضي، أعلن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" أن النازحين في حاجة ماسة للمساعدة، وأنه على الرغم من توفير المكتب الدعم من خلال الإمدادات الموجودة أصلا في المنطقة، إلا أن الحكومة السورية لم تمنحهم إذنا لتقديم المساعدات عبر خط القتال.
أضاف المكتب أن المنطقة القريبة من الحدود الأردنية معرضة للخطر أيضا بسبب الأعمال العدائية الجارية، إذ لم تتمكن قوافل المساعدات من العبور منذ 27 يونيو/حزيران بسبب القصف على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 271800 شخص فروا من الأعمال العدائية حتى الآن، ويتجهون صوب الحدود الأردنية ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقالت فقيه: "الوضع في الجنوب الغربي خطير للغاية لدرجة أنه لا يمكن للقوافل الإنسانية العبور لتقديم المساعدات للسكان المحتاجين. ما من إشارة أوضح إلى وجوب فتح الأردن والسلطات الإسرائيلية الباب أمام السوريين الفارين إلى بر الأمان".