في واحة نخيل تملكها أسرته بولاية تكانت، وسط موريتانيا، يواصل حسن ولد أمحمد الاستمتاع بعطلته الصيفية مع أفراد أسرته، مسقطاً من حساباته همومه وانشغالات الحياة في العاصمة نواكشوط. ويصرّ الشاب الموريتاني على قضاء العطلة وسط النخيل، على الرغم من أنّ موسم "الكيطنة" (قطاف التمور) شارف على نهايته. والأسر الموريتانية تفضّل عادة البقاء في واحات النخيل خلال عطلة الصيف للاستجمام والاستراحة بعيداً عن ضجيج المدينة، قبل العودة إليها مع بداية العام الدراسي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.
يقول ولد أمحمد لـ"العربي الجديد": "أشعر بالهدوء والراحة وأنا أتجوّل داخل واحات النخيل التي تزخز بها منطقة لغركيه في ولاية تكانت، خصوصاً في الفترة التي يثمر فيها النخيل. ويتزامن ذلك في بعض الأحيان مع بداية تساقط الأمطار في البلاد. ويشكّل موسم الخريف إضافة نوعية إلى موسم الكيطنة الذي تستفيد منه الأسر الموريتانية الباحثة عن الهدوء بعد أكثر من تسعة أشهر في المدينة".
من جهته، يقول سيد أحمد ولد داده، وهو ربّ أسرة، إنّه يصطحب أولاده وزوجته إلى واحات النخيل مع بداية موسم "الكيطنة" من كل عام، لافتاً إلى "هناك نقضي عطلة مميزة". يضيف لـ"العربي الجديد": "ننصب خيمة ونبدأ بجمع ثمار النخيل بهدف استهلاك بعضها وتسويق البعض الآخر في خلال موسم تجارة التمور. حينها، يصير السوق المحلي وجهة لعدد من صغار التجار والباحثين عن فرص عمل من مختلف مناطق البلاد". ويؤكد ولد داده أنّ "موسم الكيطنة هو موسم مهم يستفيد منه الموريتانيون من أجل التمتع بالراحة في واحات النخيل. فهو موسم نقاهة يتّسم بالهدوء والطمأنينة ويساهم في العودة إلى الماضي البدوي الذي يحنّ إليه أهل البلاد بمعظمهم. فالنخيل والأودية والسهول والوِهاد تمنح المرء فرصة لتنفّس الصعداء بعيداً عن المدينة وضجيجها الصاخب".
اقــرأ أيضاً
في سياق متصل، يقول محمد عالي ولد الشيباني، وهو من تجّار التمور، إنّ "موسم الكيطنة، وعلى الرغم من كونه موسم راحة واستجمام، فإنّه فرصة للشبان العاطلين من العمل لبيع التمور الذي يزدهر في خلال هذا الموسم. فالتجّار يحملون التمور إلى مناطق تخلو من واحات النخيل، وهي كثيرة في موريتانيا". يضيف ولد الشيباني لـ"العربي الجديد"، إنّه عمل في هذا المجال "في خلال موسم الكيطنة الحالي، مع عدد من الشبان. ورحنا نشتري التمور من ملاك واحات النخيل في ولايتَي تكانت (وسط) وآدرار (شمال)، ثم نبيعها في مناطق عدّة".
أمّا إسحاق ولد العتيق فيرى في "موسم الكيطنة فرصة اقتصادية تساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني عموماً، كذلك توفّر فرصاً لمئات العاطلين من العمل حتى يكسبوا قوتهم من عرق جبينهم، من خلال بيع التمور الذي يزدهر خلال هذا الموسم". يضيف ولد العتيق لـ"العربي الجديد" أنّ "الأسر التي تمتلك أكثر من واحة نخيل تعمد إلى عمليات توزيع مجانية للتمور، يستفيد منها صغار الباعة والأسر التي لا تملك واحات نخيل. تلك الأسر تفضّل في خلال هذا الموسم قضاء الوقت بالقرب من واحات النخيل لشراء بعض التمور والاستراحة لأسبوع أو اثنَين قبل العودة إلى مكان سكنها".
تشير إحصاءات رسمية صادرة في عام 2017، إلى أنّ عدد شجرات النخيل في ولاية تكانت يبلغ 720 ألف نخلة موزّعة على 10 آلاف واحة نخيل تسمى محلياً "أزريبة". أمّا عدد واحات النخيل في ولاية آدرار فيبلغ 53 واحة موزّعة على مدن أطار وشنقيط ووادان وأوجفت، ويتجاوز إنتاجها السنوي 17 ألف طن من التمور. وتمتد واحات النخيل في ولاية آدرار على مساحة 1876 هكتاراً، أي ما يمثّل نصف مساحة واحات النخيل في البلاد عموماً.
اقــرأ أيضاً
وأخيراً، تحوّل موسم "الكيطنة" في موريتانيا إلى موسم يعيش خلاله الموريتانيون أجواء ثقافية، لا سيّما فنية، إلى جانب العمل على قطاف التمور وتخزينها وبيعها في الأسواق المحلية والاستمتاع بأجواء البادية الجذابة. فجمال الطبيعة الخلابة الآسر يستهوي العائلات الوافدة من مختلف مناطق البلاد لقضاء وقت وسط واحات النخيل. وفي السياق، تنظّم وزارة الثقافة الموريتانية منذ سنوات مهرجاناً ثقافياً تطلق عليه اسم مهرجان "الكيطنة" السنوي، بالتزامن مع بداية الموسم، فتسلط الضوء من خلال الفرق الفنية المتنوعة على أنماط الفنون والتراث المرتبطة بواحات النخيل، عبر معارض للتمور وسهرات فنية موسيقية.
يقول ولد أمحمد لـ"العربي الجديد": "أشعر بالهدوء والراحة وأنا أتجوّل داخل واحات النخيل التي تزخز بها منطقة لغركيه في ولاية تكانت، خصوصاً في الفترة التي يثمر فيها النخيل. ويتزامن ذلك في بعض الأحيان مع بداية تساقط الأمطار في البلاد. ويشكّل موسم الخريف إضافة نوعية إلى موسم الكيطنة الذي تستفيد منه الأسر الموريتانية الباحثة عن الهدوء بعد أكثر من تسعة أشهر في المدينة".
من جهته، يقول سيد أحمد ولد داده، وهو ربّ أسرة، إنّه يصطحب أولاده وزوجته إلى واحات النخيل مع بداية موسم "الكيطنة" من كل عام، لافتاً إلى "هناك نقضي عطلة مميزة". يضيف لـ"العربي الجديد": "ننصب خيمة ونبدأ بجمع ثمار النخيل بهدف استهلاك بعضها وتسويق البعض الآخر في خلال موسم تجارة التمور. حينها، يصير السوق المحلي وجهة لعدد من صغار التجار والباحثين عن فرص عمل من مختلف مناطق البلاد". ويؤكد ولد داده أنّ "موسم الكيطنة هو موسم مهم يستفيد منه الموريتانيون من أجل التمتع بالراحة في واحات النخيل. فهو موسم نقاهة يتّسم بالهدوء والطمأنينة ويساهم في العودة إلى الماضي البدوي الذي يحنّ إليه أهل البلاد بمعظمهم. فالنخيل والأودية والسهول والوِهاد تمنح المرء فرصة لتنفّس الصعداء بعيداً عن المدينة وضجيجها الصاخب".
في سياق متصل، يقول محمد عالي ولد الشيباني، وهو من تجّار التمور، إنّ "موسم الكيطنة، وعلى الرغم من كونه موسم راحة واستجمام، فإنّه فرصة للشبان العاطلين من العمل لبيع التمور الذي يزدهر في خلال هذا الموسم. فالتجّار يحملون التمور إلى مناطق تخلو من واحات النخيل، وهي كثيرة في موريتانيا". يضيف ولد الشيباني لـ"العربي الجديد"، إنّه عمل في هذا المجال "في خلال موسم الكيطنة الحالي، مع عدد من الشبان. ورحنا نشتري التمور من ملاك واحات النخيل في ولايتَي تكانت (وسط) وآدرار (شمال)، ثم نبيعها في مناطق عدّة".
أمّا إسحاق ولد العتيق فيرى في "موسم الكيطنة فرصة اقتصادية تساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني عموماً، كذلك توفّر فرصاً لمئات العاطلين من العمل حتى يكسبوا قوتهم من عرق جبينهم، من خلال بيع التمور الذي يزدهر خلال هذا الموسم". يضيف ولد العتيق لـ"العربي الجديد" أنّ "الأسر التي تمتلك أكثر من واحة نخيل تعمد إلى عمليات توزيع مجانية للتمور، يستفيد منها صغار الباعة والأسر التي لا تملك واحات نخيل. تلك الأسر تفضّل في خلال هذا الموسم قضاء الوقت بالقرب من واحات النخيل لشراء بعض التمور والاستراحة لأسبوع أو اثنَين قبل العودة إلى مكان سكنها".
تشير إحصاءات رسمية صادرة في عام 2017، إلى أنّ عدد شجرات النخيل في ولاية تكانت يبلغ 720 ألف نخلة موزّعة على 10 آلاف واحة نخيل تسمى محلياً "أزريبة". أمّا عدد واحات النخيل في ولاية آدرار فيبلغ 53 واحة موزّعة على مدن أطار وشنقيط ووادان وأوجفت، ويتجاوز إنتاجها السنوي 17 ألف طن من التمور. وتمتد واحات النخيل في ولاية آدرار على مساحة 1876 هكتاراً، أي ما يمثّل نصف مساحة واحات النخيل في البلاد عموماً.
وأخيراً، تحوّل موسم "الكيطنة" في موريتانيا إلى موسم يعيش خلاله الموريتانيون أجواء ثقافية، لا سيّما فنية، إلى جانب العمل على قطاف التمور وتخزينها وبيعها في الأسواق المحلية والاستمتاع بأجواء البادية الجذابة. فجمال الطبيعة الخلابة الآسر يستهوي العائلات الوافدة من مختلف مناطق البلاد لقضاء وقت وسط واحات النخيل. وفي السياق، تنظّم وزارة الثقافة الموريتانية منذ سنوات مهرجاناً ثقافياً تطلق عليه اسم مهرجان "الكيطنة" السنوي، بالتزامن مع بداية الموسم، فتسلط الضوء من خلال الفرق الفنية المتنوعة على أنماط الفنون والتراث المرتبطة بواحات النخيل، عبر معارض للتمور وسهرات فنية موسيقية.