سُجّلت أربع حالات انتحار في مصر خلال الأيام العشرة الأولى من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، بسبب ظروف نفسية واقتصادية وخلافات أسرية، ما ينبئ بعام جديد مليء بهذه الحوادث التي تكررت خلال السنوات الأخيرة.
وشهد حي الهرم بمحافظة الجيزة، اليوم الجمعة، انتحار شاب عاطل عن العامل، بإلقاء نفسه من الطابق الخامس، بعد أن أشعل النار بمنزله نتيجة أزمة اقتصادية حادة، ما أسفر عن مصرعه في الحال.
وسبق تلك الواقعة انتحار مراهق "16 سنة" في حي السلام شرق القاهرة، صعقاً بالكهرباء، نتيجة ظروف نفسية بسبب زواج أمه بعد وفاة والده، إذ ترك رسالة لوالدته قال فيها "أبويا بيناديني يا أمي، عايزني أروح معاه، متزعليش لو مت".
وفي محافظة البحيرة قام موظف "40 سنة" بالانتحار؛ بإلقاء نفسه من أعلى جسر الرحمانية، بسبب الخلافات الأسرية.
وفي محافظة الجيزة انتحر شاب في العقد الثاني من عمره بإلقاء نفسه في نهر النيل بحي الوراق، بسبب انتهاء علاقته بفتاة ارتبط بها عاطفياً لعدم قدرته على الزواج بسبب ظروفه المادية.
وشهد شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي 17 محاولة انتحار، أغلبها من الشباب، فيما حذرت "المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة" من خطورة معدلات ارتفاع انتحار الشباب بين الأطفال والطلاب، مؤكدة أن ذلك مؤشر خطر على شباب المستقبل.
وأضافت المؤسسة أن عملية الانتحار بين الشباب تنوّعت أسبابها بين النفسية والأسرية والاقتصادية والصحية، إذ يلجأ كثير من هؤلاء إلى التخلص من حياتهم بشتى الطرق عندما يصل بهم اليأس إلى الحد الأقصى.
وتعد مصر من أكبر الدول العربية في معدلات الانتحار، سواء من أعلى مبانٍ شاهقة أو بإلقاء أنفسهم في النيل أو الخنق، بالإضافة إلى ظاهرة إلقاء أنفسهم أمام مترو الأنفاق التي تكررت العام الماضي، ما دفع منظمات حقوقية مصرية إلى المطالبة بضرورة مواجهة الظاهرة التي فسرتها بغلاء المعيشة، وتفشي البطالة.
وتشير تقارير وزارة الصحة المصرية إلى وصول أكثر من 10 آلاف حالة تسمم سنوياً إلى "مراكز السموم" في المحافظات، بينها محاولات انتحار يتم إنقاذ عدد منها.