واعتبر هذا القداس الذي بادرت إلى تنظيمه منظمات مدنية، إيذاناً بعودة أحد المكونات الأصلية في المحافظة الغربية من العراق إلى مناطقهم، واستعادتهم لذكرياتهم في كنيسة مار كوركيس التي طاولها الإهمال والدمار، وكذا لفت الانتباه لها وإعادة إعمارها مجددا بعد هجرة أهلها والعمليات الإرهابية التي ضربت المحافظة خلال السنوات الماضية.
وقال ممثل كنيسة الأسقف الأشورية مارشو داود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "كنيسة مشرق الآشورية ممثلة بأبنائها من بغداد، حضروا إلى مدينة الحبانية بالأنبار ليشاركوا بهذه الصلاة المشتركة مع إخواننا من المسلمين من أبناء الحبانية"، وأكد أنّ "هذه الصلاة هي إيذان بعودة المسيحيين إلى المحافظة، وهي ردّ على كل شخص حاول أن يسيئ إلى وحدة العراق وحضارته".
من جهته، قال النائب عن محافظة الأنبار عبد الله الخربيط، لـ"العربي الجديد": "عشنا حياتنا مع الإخوة المسيحيين في الأنبار، واليوم نشاركهم فرحة عودتهم، فبدونهم لا يوجد عراق"، مؤكدا أنّ "فتح الكنائس ليس فقط مرحّبا به، بل هو واجب، وهي دور لله قبل أن تكون للمسيحيين أو لأي أحد"، وأكد على أنه "سيستمر التعايش السلمي في الأنبار، وستحمى الكنائس بالقوة".
وأشّرت عودة المسيحيين إلى مدى الوفاق بين مكونات الشعب العراقي، حيث عبّر أهالي الأنبار عن اعتزازهم وفرحتهم بهذا المكون الأساسي من مكونات البلاد.
وقال أبو رامي، وهو أحد أهالي بلدة الحبانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عودة الإخوة المسيحيين إلى المدينة لها طعم خاص، فقد عادت البسمة والبهجة، خاصة بالمبادرة الوطنية التطوعية التي أطلقت قبل فترة لتنظيف وتأهيل كنيسة الحبانية الشهيرة، المهملة منذُ الاحتلال الأميركي ومغادرة أهلها المسيحيين للمنطقة بعد الاحتلال والحرب".
وأكد أنّ "المسيحيين اجتمعوا اليوم في الحبانية رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا ورجال دين، وصلّوا في الكنيسة وأنشدوا نشيد السلام وأوقدوا شموع السلام فيها، واستعادوا ذكريات الماضي بتفاصيلها الجميلة في منطقة الحبانية التي يسكنها منذ القدم خليط عراقي متجانس من كافة الطوائف والأديان".
Facebook Post |
بينما وصف المسيحيون هذه الخطوة بـ"العرس الكبير"، وقال المواطن المسيحي سركوت مارشو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا يعتبر عرسا كبيرا حدث للمسيحيين والأنباريين بقدومنا بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات عجاف"، مبينا أنهم غادروا مرغمين "بسبب الأعمال الإرهابية والمعارك التي حصلت في المنطقة".
وأضاف: "شاركنا هذه الفرحة أهالي وعشائر المنطقة، والقادة الأمنيون، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات لسلامة وأمن العوائل المسيحية التي قدمت من بغداد وشمال العراق وبقية الدول الأجنبية".
وتسبب احتلال تنظيم "داعش" لعدد من المحافظات العراقية بهجرة معظم مكوناتها، وخاصة المسيحيين، الذين استهدفهم التنظيم.