اختار عاطف علي أحد شوارع صنعاء ليفترش الأرض، منذ أن قدم نازحا من محافظة الحديدة قبل ثمانية أشهر، عقب فقدان زوجته في غارة جوية لطيران التحالف السعودي الإماراتي. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "العاصمة تحظى بحالة أمنية جيدة، لذا تجد الشوارع تضم عددا كبيرا من المشردين، الذين يستقرون عادة بجوار مباني المؤسسات الحكومية، ليجدوا من يحنو عليهم، ويحصلوا على مساعدات مالية أو طعام".
تسببت الحرب أيضا في ترك المواطن محسن الخولاني، من أبناء صنعاء، مهنة الحدادة التي عمل بها لمدة 15 سنة، فأغلق ورشته بعد عجزه عن دفع إيجارها، ولم يكن أمامه سوى الشارع ليكون بيتا.
وعن حياته وأسرته، يقول محسن: "أنام في الشوارع، وأتناول الأطعمة التي يجود بها الآخرون، فنحن لا نمتلك المال لدفع إيجار شقة صغيرة مكوّنة من غرفة واحدة".
ويقول الباحث الاجتماعي عبد الجليل السودي، إن السلطات، سواء في صنعاء أو في عدن، غير قادرة على تحمل عبء تفشي ظاهرة التشرد بسبب استمرار الحرب في تدمير اليمن، وفرض الحصار الخانق على البلاد منذ أربع سنوات.
ويشير السودي، إلى أن الحرب تسببت في نزوح أعداد كبيرة من محافظات يمنية إلى مدن أخرى، وخاصة الحديدة التي قدرت أعداد النازحين منها إلى العاصمة بأكثر من 30 ألف أسرة، موضحا أن طابور المتسولين والمشردين في شوارع صنعاء يعكس واقعا مخيفا، ويعني فقد آلاف المواطنين مصادر رزقهم بسبب الحرب.
وأضاف: "هناك مئات العائلات في العاصمة مهددة يوميا بالتشرد في الشوارع، وبعضها أجبرت على مغادرة مساكنها بعد تخلفها عن سداد الإيجارات المتراكمة بسبب عجز الأطراف المتنازعة عن دفع الرواتب".