شارك مئات الفلسطينيين بمظاهرة في كفر كنا لإحياء الذكرى الـ19 لهبة القدس والأقصى، ضمت ممثلي الحركات والأحزاب الوطنية، وانطلقت من دوار الشهيد في مركز البلدة، وطافت في شوارعها حتى ساحة العين.
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصورا للشهداء، الذين قتلوا على أيدي قناصة الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، خلال الاحتجاجات الرافضة لاقتحام المسجد الأقصى.
وقال رئيس مجلس كفر كنا يوسف عواودة: "19 عاما مرت على هبة القدس والأقصى، ولا زال الأقصى يعاني، والتهديد يتزايد يوما بعد يوم. 19 عاما عانى خلالها مجتمعنا، ولا يزال، من تفكك اجتماعي مقصود لإضعاف وقفتنا وتشبثنا بثوابتنا العربية الفلسطينية. وقف أبناء هذا المجتمع في عام 2000، ليعلنوا كلمتهم الواضحة بأن الأقصى ليس وحيدا، فقررت السلطات على ما يبدو معاقبة المجتمع عبر العنف والجريمة. نريدها صرخة لإحياء هبة القدس والأقصى، وهي أيضا صرخة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وحدة مجتمع الداخل الفلسطيني".
وقال رأفت خمايسي، شقيق الشهيد محمد خمايسي: "بعد 19 عاماً على الأحداث، أرى أن الوضع يتفاقم، والمؤسسة الصهيونية تواصل قتل الناس وهدم البيوت. كان عندنا أمل في التغيير، لكنه أمل زائف، والأوضاع إلى الأسوأ. شقيقي محمد لم يكن قد أكمل الثامنة عشرة من عمره، وكان يرغب في ارتياد الجامعة، لكنه استشهد".
وقالت والدة الشهيد أحمد صيام، من قرية معاوية من المثلث الشمالي: "ابني استشهد دفاعاً عن الوطن وعن الأقصى، وأريد أن أبعث برسالة إلى مجتمعنا العربي: كفى عنفا وقتلا. هذه الرسالة من أهالي الشهداء".
وقالت عضو مجلس كفر كنا، فتحية خطيب: "نحيي اليوم ذكرى هبة القدس والأقصى لأن بلدة كفر كنا قدمت كثيرا من الشهداء. لم ولن ننسى الذكرى وتخليد الشهداء، ورسالتنا أن الأقصى والقدس والأرض كلها لنا، كما نحتج على انتشار العنف والجريمة المنظمة ضد الشعب العربي الفلسطيني، وضد هدم البيوت ومصادرة الأراضي. اليوم نطلق صرختنا للعنان".
وانطلقت، منذ ساعات الصباح، فعاليات إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى بزيارة أضرحة الشهداء، ووضع أكاليل الزهور عليها، ويتذكر الفلسطينيون شهداء التظاهرات الاحتجاجية على اقتحام أرئيل شارون، في 28 سبتمبر/أيلول 2000، للمسجد الأقصى تحت حراسة مشددة.
ويكرر الفلسطينيون التذكير بأسماء الشهداء من أبناء الداخل الفلسطيني، وهم: محمد جبارين (23 سنة) من أم الفحم، وأحمد صيام جبارين (18 سنة) من معاوية، ورامي غرة (21 سنة) من جت، وإياد لوابنة (26 سنة) من الناصرة، وعلاء نصار (18 سنة) من عرابة.
والشهيد عماد غنايم (25 سنة) من سخنين، وأسيل عاصلة (17 سنة) من عرابة، ووليد أبو صالح (21 سنة) من سخنين، ومصلح أبو جراد (19 سنة) من دير البلح، ورامز بشناق (24 سنة) من كفرمندا، ومحمد خمايسي (18 سنة) من كفركنا، وعمر عكاوي (42 سنة) من الناصرة، ووسام يزبك (25 سنة) من الناصرة.