وعدت جهات حكومية فلسطينية اليوم الاثنين، بحلّ وشيك للأزمة المالية التي تعاني منها مشافي مدينة القدس المحتلة، وخاصة مشفى المطلع "أوغستا فيكتوريا"، على خلفية حملة تضامن واسعة نفذها نشطاء لإنقاذ مرضى السرطان في المستشفى عقب الكشف عن النقص الشديد في الأدوية.
وقررت الحكومة الفلسطينية، اليوم الإثنين، البدء بإجراءات صرف المبالغ المتأخرة للموردين ومقدمي الخدمات من القطاع الخاص، وخصوصا المستشفيات، على دفعات، وأن هذه الدفعات سيتم حسابها وفق نسب متعلقة بحجم ديونهم لدى الحكومة.
وقال بيان حكومي عقب الجلسة الأسبوعية اليوم، في مدينة رام الله، إنه تم إقرار الموافقة على الإحالات القطعية الخاصة بوزارة الصحة والخدمات الطبية العسكرية، والمتضمنة عطاءات شراء أدوية ومستهلكات ومواد طبية، كما قررت الحكومة تشكيل لجنة لوضع تعريف واضح وقابل للقياس لمفهوم الفقر المتعدد الأبعاد.
وتلا أمين سر حركة فتح في إقليم القدس، شادي مطور، نيابةً عن محافظ القدس، عدنان غيث، بياناً رسمياً شمل القرارات التي اتُّخذَت عقب اللقاء الجماهيري الذي عُقد في ساحة مشفى المطلع بحضور إدارته وأهالي المرضى وممثلي مختلف الهيئات الشعبية المساندة للمستشفى.
وكشف مطور عن عقد لقاء مع شبكة مستشفيات القدس بهدف تعزيز مواردها والتخفيف من أعبائها، وصولاً إلى إنهاء الأزمات المالية التي تثقل كاهلها، وأنه تقرر دفع مبلغ عشرين مليون شيقل (عملة إسرائيلية) فوراً لمشفى المطلع، على أن تُدفَع القيمة نفسها مجدداً بعد تدقيق الفواتير وتثبيت المستحقات. "تقرر رفع قيمة الدفعة الشهرية المعمول بها ابتداءً من الشهر القادم لكل المشافي العاملة في القدس، بما يخدم تطويرها والحفاظ على خدماتها".
من جانبه، أوضح الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، للصحافيين عقب انتهاء الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن "الحكومة ملتزمةٌ تسديد الديون لمشفى المطلع، والديون قيل إنها بلغت 200 مليون شيقل، لكن ما وصلنا أنها 68 مليون شيقل فقط، وبادرت الحكومة بتقديم 25 مليون شيقل كدفعة سريعة أولى. لا نعرف لماذا يرفض مشفى المطلع المبلغ المقدم، لكن عليه أن يقبل بهذه الدفعة، ولا سيما أن الحكومة تدرس جدولة الديون عليها للمشفى".
وردّ ملحم على سؤال لـ"العربي الجديد"، عن عدم تسديد الحكومة قبل استفحال أزمة مشفى المطلع الديون، قائلاً إن "الديون متراكمة على الحكومة منذ 2012، ولم نبادر بالتسديد، لأن الحكومة لم تكن قادرة على تسديد الديون ودفع رواتب الموظفين، وبعد أن انفرجت الأمور قليلاً بدأت الحكومة بالانتباه لمقدمي الخدمات كالمستشفيات".
ونفى الناطق باسم الحكومة الفلسطينية أن يكون هناك نية لوقف التحويلات إلى مشافي القدس، ومنها المطلع، مؤكداً أنه ستُحوَّل مخصصات مالية قريباً لهذه المشافي، ويُرصَد الدعم المالي لها كجزء من ميزانية الحكومة التي طلبت المساعدة من بعض الدول العربية.
واستعرض مدير مستشفى المطلع، وليد نمور، خلال مؤتمر صحافي في ساحة المستشفى، حقيقة الأزمة المالية التي تعانيها مستشفيات القدس، مؤكداً حق المرضى، وخصوصاً مرضى السرطان، في تلقي العلاج، واعتبر أن "ما تعانيه مشافي القدس جزء من الحصار المالي الذي فرضته الإدارة الأميركية على الشعب الفلسطيني بعد رفض القيادة الفلسطينية المخططات الأميركية ضد حقوق الشعب الفلسطيني".
ولفت نمور إلى قرار الإدارة الأميركية بمنع تحويل 50 مليون دولار اتخذ قرار في عام 2012 بتخصيصها لمشافي القدس، وعُوِّضَت هذه المخصصات بدعم قدمته السلطة الفلسطينية، ونفى أية أهداف سياسية وراء الحملة التي قامت بها إدارة المستشفى بدعم شعبي كبير لتوفير الأدوية لمرضى السرطان من المحافظات كافة.
وفي ما يتعلق بقيمة مستحقات مستشفى المطلع لدى السلطة الفلسطينية، أكد نمور أن الحديث يدور حول 200 مليون شيقل موثقة لدى إدارة المستشفى. "عليكم أن تثقوا بنظامنا المالي والإداري، وأتمنى على أي مسؤول في السلطة أن يجيب عن تساؤلاتنا بخصوص المبالغ التي دفعت حتى الآن، وما إذا كانت تغطي حتى شهر يناير/كانون الثاني المقبل أو لا".
واعتصم فلسطينيون، اليوم الاثنين، أمام مجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة رام الله، لمطالبة الحكومة الفلسطينية باتخاذ إجراءات فاعلة وعاجلة لتسديد الديون المتراكمة لمصلحة مشفى المطلع التخصصي في مدينة القدس المحتلة، الذي تحوِّل إليه وزارة الصحة نسبة كبيرة من مرضى السرطان في الضفة وغزة للعلاج، بالتزامن مع وقفات مماثلة تنفذها حملة أنقذوا مرضى السرطان في مدن أخرى، كالقدس وبيت لحم وغزة.
وقال الناشط محمود حريبات خلال الوقفة الاحتجاجية إن "مرضى السرطان في مشفى المطلع لم يتلقوا العلاج منذ 18 يوماً، ونحن كأهالي مرضى نتساءل: من لديه الجرأة ليخرج ويقول إنه يتحمل المسؤولية عن فقدانهم لحياتهم. لا تعنينا المناكفات بين مشفى المطلع والحكومة الفلسطينية، ما يعنينا أن يُخبَر المرضى غداً بالتوجه إلى المشفى لتلقي العلاج وأخذ الجرعات".