قام نشطاء عراقيون بإسقاط يافطات عدد من الشوارع التي تحمل أسماء زعماء سياسيين أو دينيين جنوبي العراق ووسطه فضلاً عن العاصمة بغداد، واستبدالها بأسماء متظاهرين قتلوا خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد، منذ شهرين.
وعكس ما كان منتظرا، فإنّ السلطات المحلية لم تقم بإزالة تلك اليافطات أو إبداء أي اعتراض عليها، بل بادرت بلديات بعض المدن، في ذي قار مثلاً، إلى تثبيت تلك الأسماء بشكل رسمي.
وغيّر المتظاهرون، خلال الأسبوع الماضي، اسم شارع رئيسي في البصرة جنوبي البلاد، أطلقت عليه حكومة نوري المالكي السابقة اسم "شارع الخميني"، إذ أسقطوا اليافطة وعلّقوا بدلاً عنها اسماً جديداً وهو شارع "شهداء أكتوبر"، بينما تم تغيير اسم شارع في النجف، المؤدي إلى مطار المدينة، إلى اسم شارع "ثورة تشرين"، والأمر نفسه في الناصرية، إذ تم إطلاق اسم شارع "الشهيد عمر السعدون"، أحد قتلى تظاهرات المدينة، بدلاً من تسمية "شارع التربية"، كما تم تغيير اسم "جسر الزيتون" إلى "جسر الشهداء"، ليعلن بعد أيام نائب محافظ ذي قار أبو ذر العمر، عن موافقته على تثبيت تلك التسميات.
ولم يقتصر الأمر على جنوب العراق، بل شمل شارع مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، إذ تم إطلاق اسم "علي العتبي" عليه، وهو أحد المتظاهرين الذين قتلوا بقنبلة غاز أصابت وجهه بشكل مباشر أول أيام التظاهرات.
Facebook Post |
ووفقاً لمسؤول محلي في البصرة، فإنّ تغيير أو تسمية أسماء جديدة يجب أن يكون وفقاً لمحاضر أصولية واتفاق، وبكتاب رسمي توافق عليه المحافظة والبلدية ووفقاً للقانون"، مستدركاً بالقول، لـ"العربي الجديد"، إنّه "من غير الوارد إزالة اللوحات التي وضعها الشبان أو إعادة وضع يافطات بالأسماء القديمة على تلك الشوارع، خاصة تلك التي وضعت مجاملة لإيران"، في إشارة منه إلى شارعي "الخميني" في النجف والبصرة.
الناشط المدني سعدون اللامي، قال إنّ "المتظاهرين يخططون لتغيير أي اسم غير وطني أو مرتبط بثقافة وتاريخ العراق، من قبيل شوارع الخميني وأسماء شخصيات حزبية صارت تطلق على الشوارع للتملق بالعادة من المسؤولين لهذا الحزب أو تلك الشخصية".
وأضاف اللامي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أنّ "شهداء العراق الذين سقطوا في معاركنا ضد تنظيم داعش أولى بالاعتراف والتذكر وكذلك شهداء التظاهرات"، مشيراً إلى "وجود تجاوب مع الحملة في عدة مدن أخرى، ونريد أن ننهي أي شكل من أشكال الوصاية والتبعية، فلا يبقى ولاء ولا عهد في العراق إلا لما هو عراقي"، كما قال.
Facebook Post |
الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية العراقية، إذ دعا مواطنون إلى إزالة كل الأسماء التي لا تحمل دلالات عراقية أو لا تتصل بالشأن العراقي تاريخاً أو ثقافة.
Facebook Post |
ووصف حيدر الساعدي (42 عاماً) الحملة، بأنها "جزء من حالة الثورة والانتفاضة ضد كل ما خلفته الأحزاب"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، "بالعادة هناك أسماء أطلقت لغايات طائفية أيضاً، موجهة ومسيسة، والحملة يجب أن تشمل كل مدن العراق بتغيير الأسماء التي وضعت لغايات سياسية أو طائفية".