ووفق التقليد السنوي المتبع والمعروف بـ"أستاتكو"، تبدأ الفرق الكشفية الاحتفالات بعروضها المتتالية، حتى يصل المدبر أو القاصد الرسولي عن الطائفة الغربية أو اللاتينية المطران بييرباتيستا بيتسابالا، قادماً من القدس؛ لترؤس قداس منتصف الليل، في كنيسة القديسة كاترينا المحاذية لكنيسة المهد، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ووصل عباس، مساء اليوم الثلاثاء، إلى مدينة بيت لحم، لحضور قداس منتصف الليل، في كنيسة المهد، للكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي، فيما هنأ وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، أبناء الشعب الفلسطيني المسيحيين، وقادة وزعماء وملوك دول العالم والقادة الروحيين الذين يسيرون حسب التقويم الغربي، لمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد.
ودعا "الله عز وجل، أن تعود هذه المناسبة وقد تحققت أماني الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، وأعرب عن أمله بأن "نحتفل جميعاً بهذا العيد المجيد في الأعوام المقبلة، وقد زال الاحتلال وظلمه عن الأرض الفلسطينية، وحل السلام والعدل في أرض السلام".
وأكد عباس أن "الشعب الفلسطيني في الأرض المقدسة بمسيحييه ومسلميه يحتفل بأعياد الميلاد المجيدة، أعياداً دينية ووطنية، لأنها تشكل جزءاً من تاريخه ونضاله، وهو يبتهل إلى الله أن تعود هذه المناسبة على الأرض المقدسة وعلى شعوب العالم كافة بالأمن والسلام والاستقرار".
ومنذ الصباح، تزينت المدينة بمختلف أنواع الزينة إلى جانب شجرة الميلاد، بينما قرع أكثر من 3 آلاف كشاف الطبول، وعزفوا المزامير، ولوّح قادتهم بالعصي، بينما سار بعضهم مكتفياً بحمل الراية الكشفية الخاصة بفرقته، وقد التزمت قدماه الدبيب على بلاط كنيسة المهد طيلة العرض، لكن رغم العدد الكبير لهؤلاء الكشافة، إلا أن 14 منهم هرعت كاميرات المصورين نحوهم، فقد كانوا من مجموعة الكشافة الأرثوذكسية العربية القادمة من قطاع غزة.
تقدم المجموعة الكشفية قائدها العام ماجد ترزي الذي يقول، لـ"العربي الجديد": "نحن أهل غزة في السماء نحيا وتحتها نحيا، وفي كل مكان نحيا رغم المعيقات من الاحتلال وحصاره المفروض منذ سنوات، لقد سمح الاحتلال بدخول 14 كشافاً منا فقط، من أصل 80 كشافاً، ورغم أنها ليست المرة التي ندخل فيها بيت لحم للمشاركة في العروض الكشفية، لكن يبقى الفلسطيني في غزة والضفة الغربية حزيناً، وفرحته منقوصة بسبب الاحتلال".
وتقول الكشافة ميران عياد من فرقة غزة الكشفية "هنا في بيت لحم نشعر بالعيد بأجواء حقيقية، فالاحتفالات في غزة مقتصرة على القُداس، واحتفالات داخل الكنائس، لقد زرت بيت لحم قبل 3 سنوات، وهذه المرة الثانية، إنه لشعور رائع جداً"، أما زميلتها سيلينا دباغ فتمنت لو أن عائلتها التي بقيت في مدينة غزة، "تمكنت من الحصول على تصريح للقدوم إلى بيت لحم، والاحتفال بالأعياد".
يحن القشر إلى عوده، لذا هرعت مادلين عياد وزوجها إبراهيم لمصافحة ومعايدة أبناء غزة المشاركين في الفرقة الكشفية، تقول مادلين لـ"العربي الجديد": "منذ 10 سنوات أقيم أنا وزوجي وابني في مدينة بيت لحم، للأسف الأجواء في مدينة غزة ليست بالبهجة نفسها في بيت لحم، وهي مهد المسيح، لو تحسنت الأوضاع في قطاع غزة، سنعود للإقامة هناك".
وقد توافد على مدينة بيت لحم منذ بدء الاحتفالات بأعياد الميلاد، بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أكثر من 100 ألف سائح، بحسب ما تؤكده وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة لـ"العربي الجديد".
وتقول معايعة: "نتوقع أن تزيد أعداد السياح القادمين إلى مدينة بيت لحم عن 100 ألف سائح، وهو العدد الذي نقدر دخوله منذ بداية الشهر الحالي لمدينة بيت لحم، وهو بداية موسم الأعياد في فلسطين لا سيما في بيت لحم، إذ تنتعش فيها السياحة بشكلٍ كبير".
وتوضح معايعة "لقد زادت مسألة استعادة جزء من مذود السيد المسيح من روما، إلى كنيسة المهد أخيراً، من أهمية كنيسة المهد وموسم الأعياد، بالإضافة إلى الكشف عن جرن المعمودية، واكتشاف اللوحات الفسيفسائية، وهذا يُعزز حركة السياحة الداخلية، ويُشجع الزوار من كل دول العالم للقدوم إلى الكنيسة، خاصة في فترة عيد الميلاد، حيث تتوجه أنظار الملايين حول العالم صوب بيت لحم في هذه الفترة من كل عام".
وقد انتشر منذ ساعات الصباح، مئات العناصر الشرطية والأمنية الفلسطينية لتأمين الاحتفالات بعيد الميلاد، خاصة في ذروتها مع مرور موكب المدبر الرسولي.
نائب مدير شرطة بيت لحم العقيد فؤاد أبو عرقوب لـ"العربي الجديد": "لقد تم نشر أكثر من 500 عنصر شرطي لتأمين الاحتفالات وموكب القاصد الرسولي، وتأمين الوفود القادمة، بالإضافة إلى ضمان سهولة التنقل عبر الطرق الفرعية أو التحويلات لباقي المواطنين، الذين تستمر حركتهم في المدينة بمعزل عن الاحتفالات".