تفتح الدورة التاسعة لمهرجان "كتارا" للمحامل التقليدية نافذة على التراث البحري وتبرز ثراء الموروث الفني والثقافي القطري، إلى جانب عشر دول مشاركة هي الكويت، وسلطنة عمان، والعراق، وتركيا، والهند، واليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وإيران وزنجبار.
ويشهد شاطئ الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة حتى 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والمسابقات والعروض البحرية التراثية، إضافة إلى ورش للأطفال وأخرى للحرفيين وغيرها.
ويرى المدير العام لـ "كتارا" خالد بن إبراهيم السليطي، أنّ المشاركة الواسعة والمتزايدة التي تتميز بها الدورة التاسعة تعكس مكانة المهرجان كوجهة بارزة ومفضلة للتراث البحري، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
ويؤكد أن مهرجان المحامل التقليدية يعكس جهود "كتارا" المتواصلة في الاهتمام بالتراث والثقافة البحرية بكل فنونها وتقاليدها، من أجل أن يترسخ هذا التراث لدى الأجيال، لافتاً إلى أن المهرجان أصبح يحتلّ مكانته الثقافية والتراثية المميزة ويشكل عامل جذب للسياحة.
وتتخلّل فعاليات المهرجان التي انطلقت الثلاثاء الماضي، 8 مسابقات بحرية تراثية، هي التجديف والشراع والحداق والسباحة الحرة والبريخة والجنان والشوش والتفريس، إضافة إلى مسابقة سنيار، وفقاً لرئيس اللجنة المنظمة للدورة التاسعة للمهرجان، أحمد الهتمي.
كما سيقدم المهرجان لزواره عرضاً لصناعة السفن الشراعية والمحامل التقليدية في دولة قطر، عبر مارينا تقام على شاطئ "كتارا" تحتوي على مطاعم ومقاه واستراحات تقدم المأكولات والمشروبات للزوار، كما يضم ورشاً لصناعة السفن التراثية والقوارب القديمة، إضافة إلى سوق المهن البحرية لقطر والدول المشاركة من خلال حرفيين مهرة يقومون بصناعة وعرض منتجاتهم المتنوعة لكل ما يتعلق بالحرف اليدوية والصناعات الشعبية التقليدية مثل صناعة آلة الشراع والدقل والغزل والحبال، والحدادة وصناعة الحصر وشباك الصيد وبناء العرائش، إلى جانب السوق القديم الذي يجد فيه الزائر ما يحتاجه البحارة في رحلات الصيد والغوص، علاوة على سوق السمك الذي يعرض أنواعاً من الأسماك الطازجة التي تزخر بها سواحل قطر.
كما يتيح المهرجان أمام زواره فرصة تذوق ألوان مختلفة ومتنوعة من الأكلات البحرية التي تشتهر بها الدول المشاركة. ويلفت الهتمي إلى أن النسخة التاسعة تحفل بالعديد من المتاحف البحرية التي تروي مراحل من التاريخ البحري، كما يشتمل على ملتقى يستضيف طاقم رحلة "فتح الخير 4" التي انطلقت مرحلتها الأولى في يوليو/ تموز الماضي من مضيق البوسفور في إسطنبول، وشملت سواحل وموانئ اليونان وألبانيا وكرواتيا ومالطا، ضمن جولة بحرية لدول في أوروبا بهدف الترويج لبطولة كأس العالم قطر 2022 والتعريف بالتراث البحري القطري، وذلك خلال الفترة المسائية وطيلة أيام المهرجان. ويستضيف الملتقى عدداً من سفراء الدول ومحافظي المدن البحرية التي زارها محمل "فتح الخير4".
ومن المقرّر أن تبدأ المرحلة الثانية لرحلة "فتح الخير 4" في يونيو/ حزيران 2020 وتشمل موانئ بحرية في فرنسا وإسبانيا، في وقت تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة في عام 2021 وتتوجه خلالها إلى المغرب والجزائر وتونس.
والمحامل التقليدية، هي السفن التي كان يستخدمها أهل قطر والخليج قديماً في رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ وفي رحلات الصيد البحري، ومن أبرز أنواعها بحسب ما ورد في "معجم مصطلحات الغوص على اللؤلؤ والحياة البحرية في الخليج"، الصادر في قطر، سفينة "البتيل" التي تصل حمولتها بين 20 و50 طناً، تستخدم للغوص وهي تشبه سفن الفينيقيين، وسفينة "البقّارة" التي سمّيت نسبة إلى شكل مقدّمتها التي تشبه رأس البقرة. أما "جالبوت"، فهي من أنواع السفن الشراعية المفضّلة خليجيّاً وتسميتها دخيلة من الإنكليزية، كذلك تسمية سفينة البوم، وهي من أشهر أنواع السفن، وتتخصّص في نقل البضائع عبر موانئ دول الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي بشكل خاصّ، وموانئ دول أخرى كالهند وباكستان وبعض دول أفريقيا.
ومحمل "السنبوك" الذي انتشر في الموانئ الخليجية والعربية وظهرت منه العديد من الأشكال والأحجام التي لا تختلف عن بعضها إلا قليلاً كـ"السنبوك" العماني واليمني الذي كان يجتاز البحار والمحيط ليصل إلى الهند وزنجبار، و"السنبوك" الكويتي الذي صنع خصيصاً للغوص وصيد اللؤلؤ، ومحمل "البغله" وهو من أقدم السفن الشراعية للنقل البحري، وكانت تستخدم للأسفار البعيدة وحمل البضائع من تمور وخيول وغيرها، وهي تسبق "البوم" تاريخياً في الإبحار.
اقــرأ أيضاً
يقول أحد القائمين على ورشة صناعة المحامل، والذي اكتفى باسم "بوجاسم" لـ"العربي الجديد"، إن "صناعة المحامل التقليدية أي السفن الشراعية، تتطلب أدوات خاصة وأساسها الخشب، خصوصاً الساج وجوز الهند والصنوبر"، مشيراً إلى أن المحمل التقليدي الواحد تستغرق صناعته نحو 14 شهراً، مؤكداً أن السنبوك من أكثر السفن استخداماً في قطر ويصل طول قاعدته إلى 60 قدماً، ويستخدم للغوص في البحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك.
واهتم القطريون باستخراج اللؤلؤ والتجارة به. وكانوا يعرفون أماكن تواجد المحار "الهيرات" التي تنتشر قرب السواحل القطرية. كما ارتبط استخراج اللؤلؤ بالكثير من الصناعات والمهن التقليدية مثل صناعة الخوص والشباك، ومن أهمها مهنة "القلاف" وتتعلق بصناعة السفن.
ويشهد شاطئ الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة حتى 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والمسابقات والعروض البحرية التراثية، إضافة إلى ورش للأطفال وأخرى للحرفيين وغيرها.
ويرى المدير العام لـ "كتارا" خالد بن إبراهيم السليطي، أنّ المشاركة الواسعة والمتزايدة التي تتميز بها الدورة التاسعة تعكس مكانة المهرجان كوجهة بارزة ومفضلة للتراث البحري، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
ويؤكد أن مهرجان المحامل التقليدية يعكس جهود "كتارا" المتواصلة في الاهتمام بالتراث والثقافة البحرية بكل فنونها وتقاليدها، من أجل أن يترسخ هذا التراث لدى الأجيال، لافتاً إلى أن المهرجان أصبح يحتلّ مكانته الثقافية والتراثية المميزة ويشكل عامل جذب للسياحة.
وتتخلّل فعاليات المهرجان التي انطلقت الثلاثاء الماضي، 8 مسابقات بحرية تراثية، هي التجديف والشراع والحداق والسباحة الحرة والبريخة والجنان والشوش والتفريس، إضافة إلى مسابقة سنيار، وفقاً لرئيس اللجنة المنظمة للدورة التاسعة للمهرجان، أحمد الهتمي.
كما سيقدم المهرجان لزواره عرضاً لصناعة السفن الشراعية والمحامل التقليدية في دولة قطر، عبر مارينا تقام على شاطئ "كتارا" تحتوي على مطاعم ومقاه واستراحات تقدم المأكولات والمشروبات للزوار، كما يضم ورشاً لصناعة السفن التراثية والقوارب القديمة، إضافة إلى سوق المهن البحرية لقطر والدول المشاركة من خلال حرفيين مهرة يقومون بصناعة وعرض منتجاتهم المتنوعة لكل ما يتعلق بالحرف اليدوية والصناعات الشعبية التقليدية مثل صناعة آلة الشراع والدقل والغزل والحبال، والحدادة وصناعة الحصر وشباك الصيد وبناء العرائش، إلى جانب السوق القديم الذي يجد فيه الزائر ما يحتاجه البحارة في رحلات الصيد والغوص، علاوة على سوق السمك الذي يعرض أنواعاً من الأسماك الطازجة التي تزخر بها سواحل قطر.
كما يتيح المهرجان أمام زواره فرصة تذوق ألوان مختلفة ومتنوعة من الأكلات البحرية التي تشتهر بها الدول المشاركة. ويلفت الهتمي إلى أن النسخة التاسعة تحفل بالعديد من المتاحف البحرية التي تروي مراحل من التاريخ البحري، كما يشتمل على ملتقى يستضيف طاقم رحلة "فتح الخير 4" التي انطلقت مرحلتها الأولى في يوليو/ تموز الماضي من مضيق البوسفور في إسطنبول، وشملت سواحل وموانئ اليونان وألبانيا وكرواتيا ومالطا، ضمن جولة بحرية لدول في أوروبا بهدف الترويج لبطولة كأس العالم قطر 2022 والتعريف بالتراث البحري القطري، وذلك خلال الفترة المسائية وطيلة أيام المهرجان. ويستضيف الملتقى عدداً من سفراء الدول ومحافظي المدن البحرية التي زارها محمل "فتح الخير4".
ومن المقرّر أن تبدأ المرحلة الثانية لرحلة "فتح الخير 4" في يونيو/ حزيران 2020 وتشمل موانئ بحرية في فرنسا وإسبانيا، في وقت تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة في عام 2021 وتتوجه خلالها إلى المغرب والجزائر وتونس.
والمحامل التقليدية، هي السفن التي كان يستخدمها أهل قطر والخليج قديماً في رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ وفي رحلات الصيد البحري، ومن أبرز أنواعها بحسب ما ورد في "معجم مصطلحات الغوص على اللؤلؤ والحياة البحرية في الخليج"، الصادر في قطر، سفينة "البتيل" التي تصل حمولتها بين 20 و50 طناً، تستخدم للغوص وهي تشبه سفن الفينيقيين، وسفينة "البقّارة" التي سمّيت نسبة إلى شكل مقدّمتها التي تشبه رأس البقرة. أما "جالبوت"، فهي من أنواع السفن الشراعية المفضّلة خليجيّاً وتسميتها دخيلة من الإنكليزية، كذلك تسمية سفينة البوم، وهي من أشهر أنواع السفن، وتتخصّص في نقل البضائع عبر موانئ دول الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي بشكل خاصّ، وموانئ دول أخرى كالهند وباكستان وبعض دول أفريقيا.
ومحمل "السنبوك" الذي انتشر في الموانئ الخليجية والعربية وظهرت منه العديد من الأشكال والأحجام التي لا تختلف عن بعضها إلا قليلاً كـ"السنبوك" العماني واليمني الذي كان يجتاز البحار والمحيط ليصل إلى الهند وزنجبار، و"السنبوك" الكويتي الذي صنع خصيصاً للغوص وصيد اللؤلؤ، ومحمل "البغله" وهو من أقدم السفن الشراعية للنقل البحري، وكانت تستخدم للأسفار البعيدة وحمل البضائع من تمور وخيول وغيرها، وهي تسبق "البوم" تاريخياً في الإبحار.
يقول أحد القائمين على ورشة صناعة المحامل، والذي اكتفى باسم "بوجاسم" لـ"العربي الجديد"، إن "صناعة المحامل التقليدية أي السفن الشراعية، تتطلب أدوات خاصة وأساسها الخشب، خصوصاً الساج وجوز الهند والصنوبر"، مشيراً إلى أن المحمل التقليدي الواحد تستغرق صناعته نحو 14 شهراً، مؤكداً أن السنبوك من أكثر السفن استخداماً في قطر ويصل طول قاعدته إلى 60 قدماً، ويستخدم للغوص في البحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك.
واهتم القطريون باستخراج اللؤلؤ والتجارة به. وكانوا يعرفون أماكن تواجد المحار "الهيرات" التي تنتشر قرب السواحل القطرية. كما ارتبط استخراج اللؤلؤ بالكثير من الصناعات والمهن التقليدية مثل صناعة الخوص والشباك، ومن أهمها مهنة "القلاف" وتتعلق بصناعة السفن.