وانعقدت الدورة العادية الثانية لبرلمان الطفل، في مقر مجلس الشعب التونسي، تحت عنوان "الطفل والمنظومة الاجتماعية.. الواقع والرهانات"، وناقش الأطفال المنتخبون عن مختلف محافظات البلاد، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، وممثلين عن وزارة المرأة والطفولة، قضايا تهم الناشئة والمشاكل الاجتماعية التي تعترضها، إلى جانب الصعوبات التي تمر بها تونس، على غرار أزمة التعليم والصحة والتغطية الاجتماعية والمخدرات والانتحار، وغيرها من الظواهر الاجتماعية.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، في مداخلته، على العوامل التي تؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، ومنها الدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة والمؤسسات التعليمية والبيئة المحيطة بالطفل ووسائل الإعلام. ولفت إلى أهمية أن تكون هذه العوامل قائمة على الاعتدال والانفتاح، لضمان تنشئة سوية، بعيدا عن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
وأوضح الوزير أن أطفال تونس، خاصة في المناطق الداخلية، يحتاجون إلى رعاية أكبر وإحاطة أفضل ضمن مؤسسات تشرف عليها الدولة. داعيا الأطفال البرلمانيين إلى متابعة وضع الطفولة في جهاتهم، والاستفادة من تجربتهم كأطفال منتخبين، من خلال تقديم ملاحظاتهم ومقترحاتهم وتصوراتهم للمستقبل.
من جهته، قال حازم الكستوري، رئيس برلمان الطفل، لـ"العربي الجديد"، إنّ أعضاء برلمان الطفل ناقشوا مختلف القضايا والمشاكل الاجتماعية، انطلاقا من رؤيتهم ومحيطهم المدرسي والعائلي والمجتمعي. مؤكدا أن النقاش كان بنّاءً، حاول من خلاله كل البرلمانيين الأطفال الوقوف بشكل جدي على التحديات والصعوبات واقتراح حلول لها.
ولفت الكستوري إلى أنّ برلمان الطفل هو مناسبة لتدريب الأطفال على المواطنة والمشاركة وأخذ القرار والنقاش والحوار، استعدادا للمستقبل.
وفي سياق متصل، شددت فوزية بن فضة، نائبة رئيس مجلس الشعب، في بداية أشغال الجلسة العامة لبرلمان الطفل، على ما يحظى به أطفال تونس من رعاية، باعتبارهم أساس بناء المجتمع المتوازن والمتماسك.
وشددت المتحدثة على المسؤولية التي يتحمّلها أعضاء برلمان الطفل كممثلين لأطفال تونس، من خلال التوعية والتثقيف والإرشاد والتوجيه، مشيرة إلى القناعة الراسخة بأن الناشئة هي نقطة الانطلاق للإصلاح الوطني الشامل، مؤكّدة العزم على توفير الظروف الملائمة لتنشئة الأطفال وإعدادهم ليكونوا قادرين على التعامل مع التحوّلات السريعة والعميقة في شتى الميادين، والمشاركة الكاملة في الأسرة وفي الحياة الثقافية والاجتماعية.
وبيّنت بن فضة أن هذا البرلمان يعدّ خير دليل على تكريس حق الطفل في رسم التوجهات المستقبلية، مبرزة إدراك الدولة لهذا الحق، وهي ما انفكت تضمن بمخططاتها وبميزانياتها كل الإجراءات التي تساهم في تنمية قدرات الطفل وتنشئته على الحياة الجماعية، وجعله شريكا فاعلا في صنع القرار ومؤثرا في المجهود الوطني الشامل، من أجل الارتقاء الاجتماعي والحضاري.
وأشارت بن فضة إلى أن الاهتمام بالطفولة هو مقياس تطوّر المجتمعات وتقدّمها، مبرزة ما تتطلّبه تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا، من فهم عميق للحقائق المتعلقة بطبيعة المرحلة النمائية التي تصقل شخصيته تدريجيا وتنمي مهاراته وتشبعه بقيم الوطنية وتحفّزه على المشاركة في الشأن العام.