وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ قوة عسكرية كبيرة من "هيئة تحرير الشام" ترافقها مدرعات تحمل رشاشات ثقيلة، داهمت مخيمات "البوعيسى، ومخيم المدرسة، ومخيم الدحروج، ومخيم كفريا"، الواقعة في الأراضي التابعة لبلدتي الفوعة وكفريا على طريق معرة مصرين شمال شرق إدلب.
وذكرت المصادر أن عناصر الهيئة قاموا بطرد مجموعة من العائلات من المخيمات بعد إحراق خيامهم، فيما قاموا بإنذار عائلات أخرى وقاموا بمنحها وقتا لمغادرة المنطقة إلى مكان آخر.
وأوضحت المصادر أن القيادي في "جبهة النصرة" سابقا والمسؤول الحالي عن القطاع الزراعي في "هيئة تحرير الشام"، أبو خالد دركوش، هو من قاد القوة العسكرية التي داهمت المخيمات، وأنذر 400 عائلة بمغادرة المنطقة على وجه السرعة مهددا بالعقاب في حال عدم الامتثال لأوامره.
وتواصل "العربي الجديد" مع النازحين في المنطقة، إذ أكدوا قيام "هيئة تحرير الشام" بمداهمة المخيمات وطرد مجموعة من العائلات النازحة من ريف حماة الشرقي وريف حلب وريف إدلب الشرقي، وإنذار بقية العائلات بالمغادرة، وذلك بذريعة "الخوف على الأراضي الزراعية من قطعان الأغنام" التي تملكها تلك العائلات.
وكان النازحون من ريف حماة الشرقي وريف إدلب الشرقي وريف حلب قد حملوا معهم قطعان الأغنام إلى ريف إدلب عقب تقدم قوات النظام في تلك المناطق والسيطرة عليها، وخاصة المناطق التي تعتبر مصدر ومعقل الثروة الحيوانية في سورية.
وقال أحد النازحين، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن السبب الحقيقي وراء عملية طرد النازحين هي رغبة أحد عناصر "الهيئة" بالانتقام من قرابة 400 عائلة، وذلك بعد شجاره مع أحد أبناء تلك العائلات تم خلاله إشهار السلاح دون إطلاق النار.
وأضاف النازح لـ "العربي الجديد"، أن الذريعة التي أتت بها الهيئة لطرد النازحين هي "الحفاظ على الأراضي الزراعية" وهي "كذبة"، مضيفا: "لأنه لا توجد أي زراعة أو محاصيل زراعية في تلك المنطقة حاليا، ولا يوجد سوى حقول الزيتون، كما لا توجد أشجار زيتون قصيرة يمكن أن تأكلها الأغنام".
وأضاف أن العائلات النازحة تملك قطعانا كبيرة من الأغنام ولا تستطيع نقلها إلى المدن، لافتاً إلى أن عملية الطرد سوف تقضي على القطعان.
بدوره، قال النازح أبو محمد لـ"العربي الجديد"، إن "قياديين في "الهيئة" يقومون في كل يوم بقطع أشجار في حقول الزيتون بالفوعة وكفريا ويبيعونها حطبا للتدفئة في السوق، فكيف يريدون حماية هذه الأراضي من الأغنام"، مضيفا: "لدي معلومات تقول إن الهيئة تريد بيع هذه الأراضي أو تأجيرها، وقد تجبر النازحين على دفع المال للبقاء بأغنامهم في المنطقة، لأنه لا يمكن نقل هذه القطعان إلى المدن".
وأضاف: "إن ما تقوم به الهيئة اليوم يهدد قطعان الأغنام بالنفوق، كما يهدد أرزاق 400 عائلة على الأقل هجرهم النظام من ديارهم، ولا مكان يؤويهم".
وقال: "إن الطريقة التي داهمت بها الهيئة مخيمات النازحين، حقيرة وقذرة، ولم يحترموا النساء والشيوخ، وقاموا بإطلاق النار داخل المخيمات لترويع الناس، وهدموا بعض الخيام وأحرقوا بعضها، وقتلوا كلاب حراسة قطعان الأغنام، بطريقة وحشية، بغية ترهيب النازحين".
من جانبه، قال مصدر مقرب من "هيئة تحرير الشام" إن الهيئة أنذرت رعاة الأغنام بضبط قطعانهم أكثر من مرة، ولم تلق تلك الإنذارات أي استجابة، إذ تم تحويل القضية إلى "القضاء العسكري" التابع لـ"الهيئة" وقام القضاء أمس بمنح أصحاب القطعان ثلاثة أيام لمغادرة المنطقة.
وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "هناك شكاوى كثيرة من قبل القاطنين في المنطقة، إذ قامت كلاب حراسة القطعان بمهاجمة مدنيين عند اقتراب القطعان من الطريق العام، كما جاءت شكاوى من قبل مستثمرين في المنطقة بتخريب القطعان لمحاصيلهم".
وعقب الحادثة قام القاطنون في المخيمات بإصدار بيان "استغاثة" وصل "العربي الجديد" نسخة منه، حيث طالبوا فيه المعنيين بالنظر إلى وضعهم، والخطر الذي يهدد أكثر من 2500 شخص معظمهم نساء وأطفال.