تزداد مخاوف سكان حيّ الربصة الواقع في محيط مطار محافظة الحديدة غربي اليمن من إمكانية تجدد المعارك بين القوات الحكومية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، لا سيما في ظل عدم قدرتهم على النزوح بسبب الفقر.
وقال المواطن أحمد صالح، وهو من سكان حيّ الربصة، إن سكان الحيّ متخوفون من إمكانية تجدد المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، باعتبارها منطقة تماس.
وأضاف صالح لـ"العربي الجديد": "أغلب سكان الحي فقراء معدمون، ولا يستطيعون تحمل تكاليف النزوح إلى مناطق آمنة، لذا فضلوا البقاء وعدم المغادرة"، مؤكداً سقوط ضحايا كثر من المدنيين خلال معارك مطار الحديدة المحاذية للحي، التي جرت أواخر العام الماضي.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي، أجبرت خلال الأيام القليلة الماضية، أسراً كثيرة في الحي على النزوح قسراً، ما يُنذر بقرب استئناف المعارك قرب الحي.
وقال الإعلامي والناشط في المجال الإنساني، حمدين الأهدل، إن سكان الحيّ يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، وهناك حالة من الرعب والخوف، من جراء تجدد الغارات الجوية لطيران التحالف العربي، بين الحين والآخر، إضافة إلى تكرار سقوط القذائف المدفعية على الحي.
وأضاف الأهدل لـ"العربي الجديد"، أن "الحرب المستمرة في المحافظة منذ العام الماضي، أجبرت مئات المواطنين من سكان الحي على ترك منازلهم والنزوح إلى المناطق الآمنة داخل المحافظة وخارجها، هرباً من الموت، لا سيما بعد سقوط ضحايا من المدنيين".
وأكد "غياب المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية عن حي الربصة، باستثناء جمعية خيرية واحدة تقوم بتوزيع 10 أرغفة من الخبز يومياً على الأسر المحتاجة".
وبيّن الأهدل أن إجمالي عدد سكان الحي يُقدر بأكثر من 28 ألفاً، وهم يعانون صعوبة كبيرة في الحصول على المواد الغذائية، والمياه النظيفة، داعياً الجهات المعنية في الدولة والمنظمات الإنسانية والإغاثية، إلى "سرعة توفير الدعم اللازم لأهالي حي الربصة المنكوب، من جراء تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية فيه".
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، إن عدد الأسر النازحة من الحديدة في جميع أنحاء اليمن منذ يونيو/حزيران 2018، بلغ أكثر من 174 ألفاً بإجمالي أكثر من مليون فرد.