سجلت هلسنكي توتراً جديداً تسبب فيه اليمين المتطرف خلال الأيام الماضية على خلفية اجتماعات الحملات الانتخابية البرلمانية المزمع عقدها يوم 14 أبريل/نيسان المقبل في فنلندا.
وتعرض أحد مرشحي حزب "تحالف اليسار" للانتخابات مساء أمس الاثنين، لاعتداء عنصري في العاصمة الفنلندية.
وذكرت الشرطة أن المرشح سعيد أحمد، من أصول صومالية، تعرض في محطة المترو لهجوم من قبل مجموعة من الرجال الفنلنديين وأمسكه أحدهم وهو أربعيني، صارخا بوجهه أنه "معتد جنسي على الأطفال... ولا تحلم بحياتك أن تكون في برلمان بلدنا".
يشار إلى أن الانتخابات ستخلص إلى اختيار 200 نائب عن مختلف الاتجاهات السياسية لدخول البرلمان.
والتوتر الذي خلقته الأجواء المشحونة منذ موجة اللجوء في 2015 تسبب في فنلندا بزيادة المشاعر القومية المتشددة التي يقودها شعبويو البلد، وتصاعد في الخطاب والتصرفات العدائية لحركة فاشية في إسكندينافيا تتخذ مسمى "جنود أودين"، والمتهمة إلى جانب الحركة النازية الجديدة بالاعتداء الجسدي على نشطاء يساريين ومهاجرين، وتنسق في ما بينها في "دول الشمال".
وقبل يوم واحد من حادثة أمس، تعرض وزير الخارجية الفنلندي، تيمو سويني، لمحاولة اعتداء خطيرة أثناء تجمع انتخابي في منطقة فاندا بجنوبي البلد.
ويعتبر سويني معارضا للشعبويين ولخطاب التشدد ضد المهاجرين واللاجئين، وانشق عن حزب "الفنلنديين" الشعبوي، الذي كان يتزعمه بنفسه، بسبب ذهابه نحو التطرف والعدوانية أكثر مع المهاجرين مشكلًا ما يسمى "الكتلة الزرقاء للإصلاح".
— STARTinfoUP (@moueller1961) ٢٤ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتدخل الحرس الشخصي للوزير وتمكن من حمايته من الرجل المعتدي، وهو عضو في الحركة الفاشية "جنود أودين" وكان يرتدي قميصاً يحمل شعار الحركة العنيفة مع الأجانب.
والمهاجم الذي اعتقل لم يكن من الشبان المراهقين، الذين كثيرا ما يجذبهم اليمين المتطرف في دول الشمال لفترة زمنية بسبب خطاباته القومية، إنما كان في الـ52 من عمره، بحسب ما ذكرت الشرطة الفنلندية اليوم الثلاثاء.
واعتبر رئيس الوزراء، يوها سيبيلا، من حزب "الوسط"، أمس، على موقعه الرسمي على "تويتر" باللغة الفنلندية، أن "الهجوم على الديمقراطية أمر غير مقبول. يجب عدم قبول العنف السياسي. يجب أن نعمل معا للدفاع عن قيم ديمقراطيتنا المشتركة".
— Juha Sipilä (@juhasipila) ٢٤ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويشار إلى أن تحقيقا أجرته وسائل الإعلام الفنلندية نهاية العام الماضي 2018 أظهر أن "70 في المائة من أعضاء حركتي جنود أودين والنازيين الجدد في حركة مقاومة الشمال لديهم خلفيات إجرامية". وتصنف السلطات الفنلندية الحركتين بـ"جزء من الحركات العنفية المتطرفة مع وجود تنسيق بين المجموعتين".
ورغم دعوات الحظر إلا أن الدعوة لم تلق استجابة لدى المشرعين تحت بند "حرية تأسيس الجمعيات وحق التعبير عن الرأي".
ويملك جنود أودين وحركة مقاومة الشمال ما يشبه المليشيات، ولديهم لباس موحد ويقومون بـ "التناوب على دوريات لحماية شوارعنا"، بحسب ما يذهب مؤسس الحركة المتطرفة، ميكا رانتا.