أعاد عمل الفنان الصيني، الناشط أيضاً في مجال حقوق الإنسان، والناقد لنظام بلده السياسي، آي ويوي، بتشكيله صور 43 طالباً مكسيكياً مختفياً، باستخدام مليون قطعة ليغو، فتح جراح المكسيكيين مع الفساد وانتشار العصابات والقتل خارج القانون والفقر وغياب العدالة الاجتماعية.
وافتتح العمل الفني، يوم الجمعة، في متحف الفن المعاصر في العاصمة مكسيكو سيتي. وكان هؤلاء الطلاب قد اختفوا في سبتمبر/ أيلول 2014، وساد اعتقاد بأنّ "مجموعة من الشرطة الفاسدة هي من اعتدت عليهم". وفي يناير/ كانون الثاني 2015 قدمت الحكومة المكسيكية تفسيراً لما جرى معتبرة أنّ "الطلاب هوجموا من قبل عصابة قتلتهم وحرقتهم في أحد المكبات ثم طمرتهم هناك". وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، اعتبر خبراء مستقلون أنّ تفسير الحكومة لما جرى من المستحيل تصديقه. وبالرغم من إغلاق القضية فإنّ مطالب حقوقية مستمرة تضغط على الحكومة المكسيكية لإعادة فتحها وتقديم أجوبة لأسر الطلاب المختفين منذ نحو أربعة أعوام ونصف العام.
اقــرأ أيضاً
ويعتبر المختفون من أفقر الطبقات الاجتماعية في المكسيك، إذ ينحدر معظمهم من ولاية غويرو التي تعيش أسوأ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وينتشر فيها "الفكر الثوري"، وصور القائد الثوري الراحل، الأرجنتيني الكوبي، إرنستو تشي غيفارا، على جدران كلية المعلمين الريفية، التي ارتادها هؤلاء الطلاب. وفي غويرو يعيش 70 في المائة من السكان تحت خط الفقر، وكانت هذه الولاية خلال القرن الماضي مركزاً لانطلاق الكثير من الأحداث السياسية المرتبطة بأوضاع المكسيك عموماً. وبنيت الكلية التي يرتادها أبناء الفقراء عام 1926 على أسس فكرية ماركسية. وفقط حين تعرض في عام 1967 مجموعة من فلاحي المنطقة لمذبحة بدأ عملياً طلاب الكلية ومدرسوها بالانخراط في أعمال يسارية احتجاجية، مستلهمين تحركاتهم من غيفارا، وخاضوا كفاحاً مسلحاً ضد الحكومة المركزية المكسيكية. ويسود الاعتقاد بين زملاء وأهالي المختطفين أنّ الشرطة والعصابات المتعاونة مع الحكومة هي من قامت بالعمل انتقاماً منهم لكشفهم انتشار الفساد وغياب العدالة في النظام القضائي.
وحاول بعض السياسيين إعطاء انطباع أنّ الطلاب المختفين "ليسوا سوى أصحاب مشاكل مع العصابات التي قتلتهم". وبعد اختفائهم وإصرار الحكومة على روايتها تعرضت مبانيها لهجمات من قبل مئات آلاف المتظاهرين في معظم المناطق المكسيكية. وتكسب الحركات الماركسية الصغيرة في البلاد تعاطفاً بين السكان بسبب انتشار الفساد في الحكومة المكسيكية واستمرار عمليات القتل والإخفاء القسري. وتتهم تلك الحركات ومؤيدوها أعضاء مجلس الشيوخ وعمد البلديات وأسرهم بالتربح عبر الفساد والتحالف مع عصابات تهريب المخدرات.
من جهته، اعتبر ويوي عمله الفني الذي يستهدف الطلاب المختفين من كلية المعلمين الريفيين، المعروفة بكلية "راؤول ايسيدرو بروغوس" أو كلية "أيتسينبا للمعلمين الريفيين" بأنّه "كتل مشكلة من مادة ديمقراطية". وأكد في أثناء افتتاح معرضه أنّ "الجميع يستخدم قطع ليغو وقادر على التعرف إليها وإعادة تشكيلها كما يرغب".
وكان الفنان الصيني الذي يعيش في المنفى قد دخل في سجال عام 2015 مع شركة إنتاج مكعبات ليغو الدنماركية لرفضها بيعه تلك الكمية الضخمة بحجة أنّها تعارض استخدامها في مشاريع سياسية. وتعرضت نتيجة لذلك الشركة الدنماركية المصنعة لليغو لعاصفة من الانتقادات المحلية والخارجية. وفي يناير/ كانون الثاني 2016 عدلت الشركة من سياساتها التي بموجبها لم يعد بالإمكان سؤال الشاري لكمية ضخمة عن هدفه من ذلك.
وافتتح العمل الفني، يوم الجمعة، في متحف الفن المعاصر في العاصمة مكسيكو سيتي. وكان هؤلاء الطلاب قد اختفوا في سبتمبر/ أيلول 2014، وساد اعتقاد بأنّ "مجموعة من الشرطة الفاسدة هي من اعتدت عليهم". وفي يناير/ كانون الثاني 2015 قدمت الحكومة المكسيكية تفسيراً لما جرى معتبرة أنّ "الطلاب هوجموا من قبل عصابة قتلتهم وحرقتهم في أحد المكبات ثم طمرتهم هناك". وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، اعتبر خبراء مستقلون أنّ تفسير الحكومة لما جرى من المستحيل تصديقه. وبالرغم من إغلاق القضية فإنّ مطالب حقوقية مستمرة تضغط على الحكومة المكسيكية لإعادة فتحها وتقديم أجوبة لأسر الطلاب المختفين منذ نحو أربعة أعوام ونصف العام.
ويعتبر المختفون من أفقر الطبقات الاجتماعية في المكسيك، إذ ينحدر معظمهم من ولاية غويرو التي تعيش أسوأ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وينتشر فيها "الفكر الثوري"، وصور القائد الثوري الراحل، الأرجنتيني الكوبي، إرنستو تشي غيفارا، على جدران كلية المعلمين الريفية، التي ارتادها هؤلاء الطلاب. وفي غويرو يعيش 70 في المائة من السكان تحت خط الفقر، وكانت هذه الولاية خلال القرن الماضي مركزاً لانطلاق الكثير من الأحداث السياسية المرتبطة بأوضاع المكسيك عموماً. وبنيت الكلية التي يرتادها أبناء الفقراء عام 1926 على أسس فكرية ماركسية. وفقط حين تعرض في عام 1967 مجموعة من فلاحي المنطقة لمذبحة بدأ عملياً طلاب الكلية ومدرسوها بالانخراط في أعمال يسارية احتجاجية، مستلهمين تحركاتهم من غيفارا، وخاضوا كفاحاً مسلحاً ضد الحكومة المركزية المكسيكية. ويسود الاعتقاد بين زملاء وأهالي المختطفين أنّ الشرطة والعصابات المتعاونة مع الحكومة هي من قامت بالعمل انتقاماً منهم لكشفهم انتشار الفساد وغياب العدالة في النظام القضائي.
Twitter Post
|
وحاول بعض السياسيين إعطاء انطباع أنّ الطلاب المختفين "ليسوا سوى أصحاب مشاكل مع العصابات التي قتلتهم". وبعد اختفائهم وإصرار الحكومة على روايتها تعرضت مبانيها لهجمات من قبل مئات آلاف المتظاهرين في معظم المناطق المكسيكية. وتكسب الحركات الماركسية الصغيرة في البلاد تعاطفاً بين السكان بسبب انتشار الفساد في الحكومة المكسيكية واستمرار عمليات القتل والإخفاء القسري. وتتهم تلك الحركات ومؤيدوها أعضاء مجلس الشيوخ وعمد البلديات وأسرهم بالتربح عبر الفساد والتحالف مع عصابات تهريب المخدرات.
من جهته، اعتبر ويوي عمله الفني الذي يستهدف الطلاب المختفين من كلية المعلمين الريفيين، المعروفة بكلية "راؤول ايسيدرو بروغوس" أو كلية "أيتسينبا للمعلمين الريفيين" بأنّه "كتل مشكلة من مادة ديمقراطية". وأكد في أثناء افتتاح معرضه أنّ "الجميع يستخدم قطع ليغو وقادر على التعرف إليها وإعادة تشكيلها كما يرغب".
وكان الفنان الصيني الذي يعيش في المنفى قد دخل في سجال عام 2015 مع شركة إنتاج مكعبات ليغو الدنماركية لرفضها بيعه تلك الكمية الضخمة بحجة أنّها تعارض استخدامها في مشاريع سياسية. وتعرضت نتيجة لذلك الشركة الدنماركية المصنعة لليغو لعاصفة من الانتقادات المحلية والخارجية. وفي يناير/ كانون الثاني 2016 عدلت الشركة من سياساتها التي بموجبها لم يعد بالإمكان سؤال الشاري لكمية ضخمة عن هدفه من ذلك.
ويود الفنان الصيني من خلال معرضه الفني الجديد أن يثير الانتباه، كما فعل في معارض سابقة في مسائل اللجوء والهجرة والغرق في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه، إلى قضية الطلاب المكسيكيين، الذين ما زال اختفاؤهم، الذي وقع بعد تظاهرة احتجاجية، يثير الكثير من الأسئلة داخل البلاد وخارجها. وذكر ويوي أنّ "الألم مستمر بسبب اختفاء الطلاب من دون أجوبة بعد أربع سنوات، ولم تقدم الحكومة أيّ نتائج حول ما جرى مع المختفين، فأيّ حكومة هذه؟ وأيّ مجتمع نعيش فيه؟".