وافتتحت الأمسية هدى صلح بنبذة عن حيفا قبل النكبة، فقالت: "استيقظ المجتمع الفلسطيني على تهجير أكثر من 70 ألفاً من المدينة ليبقى ثلاثة آلاف فقط تم تجميع غالبيتهم في حي وادي النسناس. حتى يومنا هذا يعيش الإنسان الفلسطيني واقعاً يغربه عن مكان ولادته إذ تم احتلال المدينة على أصعدة عديدة منها المعماري وذلك بتشويه المباني العربية عن طريق إضافة طابع غريب يجرد المكان من حيزه الشرقي".
وفي السياق قال عدي منصور العضو في حركة شباب حيفا: "اعتدنا أن نقيم نشاط فعالية تجدد مفهوم حيفا كمدينة وكحيز فلسطيني ليس فقط في الداخل إنما في العالم العربي وفي الشرق، وأن تبرز قضيتنا ودورنا كشباب في حيفا".
وعن حركة شباب حيفا قالت ريهام صالح: "تأسست الحركة سنة 2014 بهدف تشكيل إطار شبابي مستقل بحيفا يستطيع أن ينجز ويتم مشاريع لا يمكن تقديمها عن طريق أطر أخرى للشبيبة هنا". وتابعت "نحن نرى أن عندنا نقصاً للمشاريع الثقافية للشبيبة، لذا قمنا بتأسيس المكتبة المتنقلة. وإحياء ذكرى سقوط حيفا".
وقدم مخطط المدن عروة سويطات محاضرة بعنوان "سياسات التخطيط في المركز التاريخي الحيفاوي" وتطرق في حديثه إلى سياسة التخطيط في المدينة التي تهدف إلى تهميش المجتمع العربي وتهميش الحيز التاريخي الفلسطيني، مشيراً إلى أن حي وادي الصليب هو أكبر نموذج لهذا، لقد تم بيع الحي إلى 14 مستثمرا يهوديا إسرائيليا لبناية حي فنانين جديد ويحمل اسم "سالي فالي" أما التغيير الجذري كان سنة 2011، حيث سُنّ قانون بالكنيست لخصخصة أملاك الدولة.
وتطرق سويطات إلى الأحياء العربية الأخرى بحيفا مثل حي وادي النسناس وحي البلدة التحتى والحليصة. ويعتبر حي وادي النسناس أكبر حي عربي في المدينة يقطنه عشرة آلاف نسمة، وما زال يحافظ على شكله المعماري منذ النكبة. وتمتلك شركة تطوير الحكومة 55 بالمائة من الأبينة وفقط 22 بالمائة من المساكن هي ملكية خاصة.
وأصدرت بلدية حيفا خلال العشر سنوات الأخيرة أوامر إخلاء مساكن عربية بحق 24 بالمائة من السكان العرب في الأحياء العربية بحجة بناء مبانٍ للجمهور العام أو أن المسكن خطر للسكن به وآيل للسقوط.
وشملت الأمسية عرض عدة فيديوهات مسجلة قصيرة لسؤال "لولا سقوط حيفا" مع المؤرخ جوني منصور، وعودة الأشهب وهو من ممن عاصروا النكبة. وأيضاً فيديوهات لأطفال من الجيل الثالث للنكبة.