حزيناً كان هذا اليوم في القدس، شأنه شأن كلّ يوم من أيام المدينة المقدّسة والوطن الفلسطيني المحتلّ. لكنّ حزن اليوم كان أكثر شدّة، إذ إنّ المسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي أحيوا في المدينة يوم "الجمعة الحزينة" أو "العظيمة".
في صباح اليوم الجمعة في السادس والعشرين من إبريل/ نيسان الجاري، انطلق المؤمنون في مسيرة درب الآلام بحسب التقليد الكنسي المتّبع في البطريركية الأرثوذكسية الأورشليمية، وذلك من موقع حبس السيّد المسيح (دار الولاية) وصولاً إلى موقع الجلجلة عند كنيسة القيامة. وقد تقدّم المسيرة رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس اللد ذيميتريوس، حاملاً صليباً خشبياً على كتفه وفقاً للتقاليد، يتبعه جمع غفير من آباء أخويّة القبر المقدّس ومصلّين من البلاد وخارجها، ساروا جميعاً على خطى المسيح في درب جلجلته. يُذكر أنّ مؤمنين كثيرين حملوا صلباناً خشبيّة تمثّلاً بالمسيح، فيما رُفِع كذلك إكليل شوك (الصورة) شبيه بذلك الذي وُضع على رأس المسيح.
وكما كانت الحال في يوم الجمعة الماضي، "الجمعة العظيمة" لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي، سُجّل اليوم حضور كثيف للحجّاج الآتين من بلدان مختلفة حول العالم، إلى جانب المسيحيين الفلسطينيين من أبناء الأراضي المقدّسة. وهؤلاء الحجّاج يكملون رحلة حجّهم ليحتفلوا اليوم بـ"سبت النور"، فهم يتوقون إلى لحظة فَيض "النور المقدّس" من قبر المسيح في كنيسة القيامة.
(العربي الجديد)