أدى نحو أربعين ألف مصلٍّ، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وسط انتشار لقوات الاحتلال على مداخله وعلى أبواب البلدة القديمة.
وفي خطبة الجمعة، ندد خطيب الأقصى بإجراءات الاحتلال ضد الحراس وموظفي الأوقاف، متّهماً الاحتلال باتباع سياسة جديدة تستهدف تهويد الأقصى ونزع صلاحيات الأوقاف عنه، محذرا من الاستهداف اليومي لحراس الأقصى والمواطنين عموما، في وقت يصعد المستوطنون من اقتحاماتهم للأقصى، إذ سجل الأسبوع المنصرم اقتحام أكثر من 250 مستوطنا لباحات المسجد.
في السياق ذاته، اضطر العديد من حراس الأقصى وموظفي الأوقاف المبعدين عنه لأداء صلاة الجمعة خارج أبواب البلدة القديمة قرب باب الأسباط، وذلك للجمعة الخامسة على التوالي.
يأتي ذلك في وقت واصلت فيه سلطات الاحتلال استهدافها لحراس المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد والتعرض لهم بالاعتداء، كما حدث بالأمس مع الحارس عمران الرجبي، الذي جرى الاعتداء عليه واعتقاله بعدما حاول منع أحد أفراد شرطة الاحتلال من تدنيس مصلى الرحمة بالدخول إليه بحذائه.
وفي هذا السياق، أصدرت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، أمس، بيانا - وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد" - كشفت فيه عن قيام سلطات الاحتلال باعتقال أكثر من خمسين حارسا وموظفا، منذ إعادة فتح مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى نهاية فبراير/شباط الماضي.
وأشار البيان إلى أن شرطة الاحتلال تقوم باعتقال الحراس والموظفين الذين يفتحون باب مصلى باب الرحمة، ثم تسلمهم أوامر إبعاد عن الأقصى لمدد متفاوتة.
ولفت البيان إلى أن آخر الإجراءات الإسرائيلية كان "الاعتداء الهمجي والوحشي الذي طاول حارس المسجد الأقصى المبارك عمران الرجبي، لمجرد مطالبته أطقم شرطة الاحتلال بخلع أحذيتهم قبيل اقتحامهم لمصلى باب الرحمة".
وقالت الدائرة "إنّ سياسة استهداف حراس المسجد الأقصى في فتح مصلى باب الرحمة والتي طاولت أكثر من خمسين حارسا وموظفا من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية لن تثنيهم عن القيام بأسمى واجباتهم في الحفاظ على هوية المسجد الأقصى".
وشددت دائرة الأوقاف الإسلامية، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد الأقصى، على أنها "تشد على أيدي حراسها وموظفيها".
وقالت إن "مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وسيبقى مفتوحاً أمام المصلين، وكافة إجراءات الاحتلال وقراراته المتعلقة بالمصلى باطلة جملة وتفصيلا".
وأضافت "سيبقى المسجد الأقصى المبارك مهوى أفئدة المسلمين حول العالم مسجداً خالصاً للمسلمين وحدهم بكل مصلياته وساحاته وبكل مساحته البالغة 144 دونما".
إلى ذلك، أقام حزب التحرير، بعد صلاة الجمعة اليوم، مهرجانا في المسجد الأقصى لإحياء ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية، شارك فيه المئات من مؤيدي واتباع الحزب، تخلله ترديد هتافات تنادي بإقامة الخلافة.