تعرّضت منازل مئات الأسر النازحة في مخيم الجفينة بمحافظة مأرب شرقي اليمن للغرق والدمار والجرف، من جراء مياه سيول الأمطار الغزيرة التي أغرقت المحافظة أمس السبت، في ظل تجاهل السلطات المحلية.
وقال الناشط علي العقبي، وهو من سكان محافظة مأرب: "الأسر النازحة في مخيم الجفينة تعيش أوضاعاً إنسانية بالغة السوء بسبب غرق منازلهم المبنية من الطين والصفيح والخيام، بمياه سيول الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس السبت".
وأوضح العقبي لـ"العربي الجديد"، أن إجمالي عدد الأسر القاطنة في المخيم يبلغ 3200 أسرة بعدد أفراد نحو 13 ألف نازح، غالبيتهم من محافظات صنعاء، والحديدة، والمحويت، وريمة. ولفت إلى أن الأسر المتضررة بحاجة ماسّة إلى مساعدات إيوائية عاجلة لإنقاذهم، بالإضافة إلى إنشاء طريق جديدة للمخيم، بعد أن دمرت السيول الطريق الحالية.
وأكد العقبي أن "المخيم من دون إدارة، كما أنه يفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية، إذ لا يوجد فيه شبكة لمجاري الصرف الصحّي، وأغلب المنازل من دون تيار كهربائي لعدم وجود شبكة رسمية للتيار في المخيم، كما أن حرارة الجوّ مرتفعة للغاية، والمنازل تشبه أفران الخبز في حرارتها".
وعن دور المنظمات الإغاثية العاملة في الأرض تجاه المخيم، قال العقبي: "إن المنظمات الدولية تكتفي بتوزيع الصابون وكيس صغير من الأرزّ وعلبة زيت صغيرة بين الفينة والأخرى، كما أن برنامج الأغذية العالمي وعد خلال الأيام القليلة القادمة بتخصيص سلّة غذائية شهرياً لكل أسرة في المخيم".
وأشار العقبي إلى أن الإقبال على السكن في المخيم كبير، من جراء ارتفاع إيجارات المساكن في مدينة مأرب، لافتاً إلى أن "سعر شقة صغيرة مكونة من غرفتين يبلغ 80 ألف ريال يمني (160 دولاراً أميركياً)، والحالة الاقتصادية للناس سيئة للغاية"، ولا سيما أن الرواتب تُصرف كل أربعة أو خمسة أشهر. كما دعا السلطات المحلية في المحافظة والمنظمات الدولية العاملة في المجالين الإنساني والصحّي إلى سرعة تقديم المساعدات للنازحين، للتخفيف من معاناتهم.
وبحسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، فإن إجمالي عدد النازحين داخل البلاد عام 2018، بلغ 3 ملايين و850 ألف شخص، بزيادة مليون و500 ألف شخص عن 2017، منهم 859 ألفاً في محافظة مأرب (شرق) وحدها.