فمنذ أكثر من خمسين يوما يواصل الأسير العويوي إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري، ويصر على مواصلة الإضراب رغم تدهور حالته الصحية ونقص وزنه بشكل حاد، فهو يعاني من عدم القدرة على الحركة، ومن هبوط حاد في السكر وضغط الدم ولا يستطيع الكلام، وحاولت عائلته زيارته أو زيارة المحامين له لكن سلطات الاحتلال ترفض ذلك، بل إنها رفضت استئنافا قدمه محاميه ضد اعتقاله الإداري، ورفضت تحويل قضيته لمحكمة "العدل العليا"، وتحاول العائلة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها حسن بذل كل الجهود القانونية لإنهاء معاناته وحل قضية اعتقاله الإداري.
ويشتاق زين الدين، كما توضح والدته لـ"العربي الجديد"، دوما لوالده الأسير، وزاد هذا الاشتياق والتأثير النفسي عليه وعلى بقية أفراد العائلة المكونة من 3 أطفال إضافة للوالدين، منذ أن شرع حسن بإضرابه المفتوح عن الطعام، بل إن هذا الإضراب دفع الطفل زين الدين إلى وضع ملح في كوب ماء من أجل شربه تضامنا مع والده المضرب لكن والدته منعته، ثم سألته لماذا تفعل هكذا يا زين؟ فرد عليها "أريد أن أشرب ملحا وماء مثل بابا".
أطفال حسن ينصتون دوما لأية معلومات عن والدهم، في ظل مخاوف على حياته وصحته، وهو أمر دفع زين الدين لبناء سجن وسرير لوالده من الليجو وصنع سرير آخر لصديق والده الأسير فادي أبو عيشة حينما تم اعتقاله بعد شهر من اعتقال حسن، ثم ركن زين الدين سرير فادي المصنوع من الليجو بجانب سرير والده، حينها سألته أمه لماذا سريران يا زين؟ فأجاب: حتى ينام عمي فادي بجانب والدي! "لقد حرق قلبي"، تقول ميساء.
العائلة تتذكر لحظة اعتقال حسن جيدا، لقد استيقظ على صوت اقتحام الجنود، وحينما فتح باب المنزل استباقا لمنع تفجيره، صرخ فيه الجنود لماذا يفتحه، لقد كانوا يريدون تفجيره، ثم فتشوا المنزل وخربوا مقتنياته ثم اعتقلوه.
حسن جرب السجن أكثر من مرة، إذ أمضى نحو 3 سنوات في اعتقالات سابقة بحجة تشكيله خطرا على أمن إسرائيل، هذه المرة حول حسن إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر وتم تهديده بإبقائه في السجن رهن الاعتقال الإداري لمدة قد تصل إلى 3 سنوات، وهو ما اضطره للإضراب عن الطعام مطالبا بحريته، وتدهورت حالته الصحية، وعائلته لا تعرف عن وضعه الصحي شيئا منذ أسبوعين وهي قلقة على حياته، ويجري نقله بين سجن وآخر حيث يقبع حاليا في سجن أنصار في منطقة النقب في الداخل الفلسطيني المحتل، وينقل كذلك بين مستشفى وآخر، نتيجة لتدهور حالته الصحية، إذ يتم إعطاؤه المدعمات رغم أنه يرفضها، وذلك بعد تدهور حالته الصحية ودخوله في غيبوبة قبل نحو أسبوعين. وعائلته تناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين جميعهم بالوقوف مع زوجها كي تطمئن عليه.
وتدعو عائلة حسن جميع مؤسسات حقوق الإنسان لإنقاذ حياته، فهي تخشى أن يؤثر الإضراب على حالته الصحية أو ربما قد يؤدي لاستشهاده، وهي تتمنى أن يتم الإفراج عنه ويخرج سليما لعائلته.