وقال مصطفى قنديل من ريف إدلب الجنوبي لـ"العربي الجديد": "بلداتنا الآن شبه خالية،
ومناطق ريف إدلب الجنوبي تعتبر مناطق منكوبة، وكل من البلدات والمدن التالية أصبحت خالية، وهي مورك وخان شيخون والتمانعة والتح وبابولين وحيش وكفرسجنه
والركايا ومدايا والشيخ مصطفى ومعرتحرمة والنقير وعابدين والهبيط ومعرزيتا والشيخ دامس وموقا وكفرمزدة وحاس وكفرنبل وحزارين".
وتابع قنديل: "نسبة النازحين من هذه المدن والبلدات تجاوزت 90 في المائة، وبقي في بعضها خاصة المتاخمة لخطوط الجبهات، الشبان القادرون على التنقل، فيما أغلب الأهالي نزحوا نحو المخيم أو البلدات الواقعة بريف إدلب الشمالي الغربي القريبة من الحدود التركية بحثا عن الأمان".
من ناحيته، قال مروان الدغيم من بلدة جرجناز لـ" العربي الجديد": "بالنسبة لبلدة جرجناز نزح غالبية سكانها باتجاه مناطق تعرضت للقصف مؤخرا، ما اضطر قسما كبيرا منهم للعودة إلى البلدة، وهي تعيش حالة من الهدوء حاليا كون القصف غير مركز عليها".
لكنه استدرك "الذين يقيمون في البلدة يعيشون حالة من الخوف، كون القصف عليها قد يتجدد في أي وقت"، لافتا إلى أن ما دفع الأهالي للعودة هو عدم قدرتهم على التوجه لمناطق أخرى في الشمال السوري أو لجني ما يمكن من المحاصيل فيها.
من جهته، أوضح محمد عمار من بلدة الهبيط لـ"العربي الجديد"، أن وضعا صعبا يتكبده النازحون لمناطق ريف إدلب الشمالي الواقعة قرب الحدود التركية، خاصة فيما يتعلق بإيجارات المنازل المرتفعة، كما أن بعض ملاك الأراضي يأخذون إيجارات حتى من المقيمين تحت الأشجار، وهذا أمر غير مقبول ومعيب، حسب تعبيره.
لكن مدير فريق "منسقو الاستجابة" محمد حلاج، بيّن لـ"العربي الجديد" أن المساحة المحررة التي تبلغ 6900 كيلومتر مربع تضم ما يزيد عن 4.7 ملايين نسمة، وفي حال استمر قصف النظام وتقدمه ضمن الإتفاقيات، قد تخسر المناطق المحررة في إدلب مساحة 3000 كيلومتر مربع بشكل تقديري، وإذا حدث هذا الأمر فإن كثيرا من الأهالي لن يعودوا للمناطق التي سيطر عليها النظام، وستؤوي المساحة الباقية المقدرة عدا درع الفرات وغصن الزيتون حوالي 4.7 ملايين نسمة، وهذا أمر كارثي بحد ذاته.
وحذرت الأمم المتحدة من موجة نزوح جديدة نحو الحدود السورية التركية قد تصل لمليوني شخص على الأقل، في حال تواصلت عمليات قصف واستهداف النظام وروسيا لمناطقهم.
بدوره، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، بانوس مومسيس لـ"رويترز"، أمس الإثنين: "نخشى أنه إذا استمر ذلك وارتفع عدد النازحين واحتدم الصراع أن نرى مئات الآلاف، مليون شخص أو مليونين يتدفقون على الحدود مع تركيا". مؤكدا طلب الأمم المتحدة لمبلغ 3.3 مليارات دولار لتمويل مساعدات في سورية لهذا العام.