تواصل طائرات النظام السوري الحربية والمقاتلات الروسية، استهداف المنشآت الحيوية التي تشكل عصب الحياة للمدنيين في شمال غربي سورية، من مشاف ونقاط طبية ومراكز للدفاع المدني. إذ استهدفت أمس الأحد خزان المياه الأخير الذي يغذي مدينة معرة النعمان الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، لتتسبب بأزمة إنسانية لأهالي المدينة والنازحين المقيمين فيها.
رئيس المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان، بلال الذكرى، تحدث لـ"العربي الجديد" عن الأضرار التي لحقت بالخزان وتجهيزاته، وقال: "هذا الخزان الأخير المتبقي في المدينة الذي يغذي أهالي المدينة بالمياه، وتعرض لأضرار بسبب القصف الذي أحدث فيه فتحات وتزعزعت جدرانه، كما لحق الضرر بالمولد الرئيسي للكهرباء، فضلاً عن إصابة مولدات أخرى".
وعن الخيارات المتاحة للمجلس المحلي قال ذات المتحدث: "يعمل المجلس المحلي حالياً على تقييم الأضرار التي لحقت بالخزان لإصلاحها وإعادة محطة الضخ للخدمة، ورفعنا دراسات للمنظمات، عسى أن تستجيب وتقوم بإلإصلاح والصيانة".
وأضاف أن "المجلس المحلي باشر بأعمال إزالة الأنقاض وصيانة المولدات، إضافة لإزالة الخزانات الفرعية في المحطة ضمن الإمكانيات المتاحة".
وفي ظل الوضع الراهن، يتجه أهالي مدينة معرة النعمان للبحث عن حلول بديلة لتوفير مياه الشرب لهم، منها الشراء من الصهاريج التي تنقل المياه من الآبار الجوفية الموجودة في المنطقة، كما أوضح الناشط الإعلامي من معرة النعمان عمر السعود.
وقال السعود لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي في الفترة الحالية يمكنهم الحصول على المياه من الصهاريج لقاء 2000 أو 3000 ليرة سورية (بين 3.8 و5.7 دولار أميركي).
وأوضح أن "طائرات النظام قصفت في السابق محطات مياه في بلدة بسيدا القريبة، كانت تغذي معرة النعمان أيضاً والمناطق القريبة منها. وطبعاً لا بدائل للأهالي في الوقت الحالي، كما أن عملية نقل المياه تواجه صعوبات بسبب المخاطر وتكلفتها المرتفعة".
وأردف السعود: "كان المجلس المحلي مسؤولاً عن عملية تشغيل المحطة وصيانة المولدات فيها، فضلاً عن عمليات تنظيم ضخ المياه لأحياء المدينة".
وقال يحيى أبو المجد وهو أحد أهالي معرة النعمان، لـ"العربي الجديد": "نحن نعيش ظروفاً قاسية، كل شيء خصص لخدمة الأهالي يسعى النظام لتدميره، بالأمس المشافي والنقاط الطبية وحالياً محطة ضخ المياه الوحيدة، لم يعد هناك مكان ننزح إليه، والأراضي الزراعية أصبحت ملاذاً للفارّين من القصف".
وكان عدد السكان في معرة النعمان يتجاوز 100 ألف نسمة قبل اندلاع الثورة في سورية، ولكن هذا العدد تغير، ونزح منها سكانٌ محليون، ووصل إليها خلال السنوات الأخيرة آلاف العائلات النازحة من مناطق أخرى. وتعرف المعرة بكونها واحدة من المناطق ذات الكثافة السكانية ضمن مدن محافظة إدلب.