تعيش النرويج الذكرى الثامنة لهجمات أندرس بريفيك، مرتكب مذبحة جزيرة أوتويا بحق شبان وشابات نرويجيين وضيوف أجانب في معسكر شبيبة حزب العمال، يسار الوسط، في 22 يوليو/تموز 2011، واستهدافه بمتفجرات مباني الحكومة وسط العاصمة أوسلو، وكانت النتيجة الدموية مقتل 77 شخصا بإطلاق النار على طريقة الإعدام الميداني.
وشهدت أوسلو في هذه الذكرى، التي ما تزال تأثيراتها مستمرة على المجتمع النرويجي حتى اليوم، تعرض النصب التذكاري لضحايا المجزرة في تونسبيرغ، جنوب العاصمة أوسلو، والذي توافد إليه السياسيون وممثلو القصر الملكي لوضع أكاليل الزهر، عملية تخريب عبر رسم الصليب النازي المعقوف عليه، وفقا لما أظهرته صور التلفزيون النرويجي "أن آر كي" اليوم الاثنين.
وقوبل التخريب بصدمة أهالي الضحايا ووسائل الإعلام والعابرين صباحاً قرب النصب، وباستنكار للتصرفات النازية المعتنقة لفكر بريفيك الموصوف بالإرهابي اليميني المتطرف، ويعتبرون مذبحته "تصرفا بطوليا ووطنيا".
وكان أندرس بريفيك برر استهدافه لمعسكر شبيبة يسار الوسط باعتباره "عملا وطنيا للدفاع بوجه ما يتعرض له البيض من قمع، واجتياح أوروبا من المسلمين"، وهو الموقف الذي يشاركه إياه معظم الحركات العنفية الفاشية في القارة، وخصوصا في دول الجوار كالسويد والدنمارك.
وتعالت في أوسلو، في الذكرى الثامنة لمجزرة بريفيك، المطالب بوضع الهجوم الإرهابي ضمن المناهج الدراسية، باعتبار أن "الجيل الجديد يجب أن يدرك ما جرى". ووفقا لما يقول وزير التعليم والدمج النرويجي للقناة الرسمية "أن آر كي"، يان تور سانر، فإن جعل ذلك الهجوم الإرهابي من ضمن المناهج في مدارس البلد "أمر هام جدا للإبقاء عليه في الذاكرة ولتعلم ما جرى". وأكد سانر أن "22 يوليو من البديهي أن يصبح جزءا من نظام المدارس التعليمي للأجيال الحالية والقادمة لمعرفة لماذا وكيف تم الهجوم الإرهابي".
اقــرأ أيضاً
وأيدت مسؤولة شبيبة حزب العمال، إينا ليباك، توجه وزير التعليم وقالت: "صحيح مر 8 سنوات على الهجوم، ولكن يجب الاستمرار في تذكره بعد 80 سنة، هذا خيارنا حول أهمية المجزرة وكيف سنتذكرها مستقبلا". وأضافت أن "عنفا وهجمات إرهابية صادرة عن اليمين المتطرف نادرا ما يجري الحديث عنها، لذا من الأهمية بمكان التركيز على ما يحصل". وفي كلمة له أمس الأحد، أمام نصب تذكاري عند مباني الحكومة في أوسلو، أكد وزير التعليم، سانر، أن الوزارة بدأت عمليا بإعداد المواد التعليمية التي ستوزع على مدارس البلد "فقد حصلنا على المواد التي ستمنح المدرسين سهولة لتعليم أطفالنا ما جرى، وتلك المواد ستسهل الإجابة على أسئلة الأطفال في المدارس".
المجتمع النرويجي عموما يعتبر مجزرة الإرهابي أندرس بريفيك " جرحا عميقا"، يشبّهه البعض بما جرى في أميركا نتيجة "هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011". ويزيد من تعقيدات هذا الجرح أن مرتكب المذبحة، ومنذ 8 أعوام لم يتردد في استفزاز المجتمع بظهوره في المحاكم واللقاءات التي أجريت معه وهو مصر على إلقاء التحية النازية على أنه قام "بالعمل الصواب". بل وصل الاستفزاز في أكثر من مناسبة، وفقا لما يرى النرويجيون في متابعتهم للقضية، أن المعتدي قام بتقديم عدد من الشكاوى للمحكمة العليا والمحكمة الأوروبية باعتباره يتعرض "لمضايقات وانتهاك للحقوق" في سجون النرويج، بل اشتكى ذات مرة من أن "الزنزانة حارة في فصل الصيف".
ويواصل مؤيدو العنف والارهاب اليميني المتطرف استخدام صورة أندرس بريفيك وهو يحمل سلاحا مرتديا لباس النخبة المقاتلة، ومانيفست تبريره للارهاب من خلال نشره وثيقة "2083 إعلان الاستقلال الأوروبي2083 - A European Declaration of Independence".
ونقلت الصحافة النرويجية صباح اليوم تصريح رئيس الحكومة الأسبق الذي أدلى به وقت وقوع الجريمة في 2011، وهو أمين عام حلف الناتو اليوم، ينس ستولتينبيرغ، أنه من الضروري التركيز على عنف اليمين المتطرف. وأشار ستولتينبيرغ في تعليقه على النقاش الدائر حول نقل مركز مؤقت يسمى "22 يوليو" إلى أنه يجب "أن يكون في الدائرة الجغرافية التي تقع فيها المباني الحكومية وبمستوى متحف أوشفيتز في بولندا، ومركز ذكرى هجمات 11 سبتمبر في نيويورك".
ورغم المخاوف الأمنية، قرر البرلمان النرويجي في يونيو/حزيران الماضي أن يكون "مركز22 يوليو" جزءا من منطقة المباني الحكومية الجديدة. واعتبر ستولتينبيرغ أن ذلك المركز ستكون "قوة تأثيره كبيرة وأكثر فاعلية من القنابل التي ضربت مباني الحكومة ليرى الناس ما جرى، بدلا من ترك الأمور لحالة الإنكار التي يفضلها البعض، كما هي الحالة مع إنكار المحرقة، ولذلك من المهم ألا تموت ذكرى 22 يوليو". ومنذ أن افتتح المركز قبل عامين زاره أكثر من 105 آلاف نرويجي للاطلاع على ما قام به أندرس بريفيك قبل سنوات، ويستمر المعرض حتى نهاية الشهر الحالي قبل نقله إلى المقر الثابت.
ويعتبر الانشغال المجتمعي النرويجي بما جرى قبل أعوام انشغالا كبيرا من خلال التسليط على قصص الناجين وأهاليهم، وإنتاج فيلم باسم جزيرة أوتويا 22 يوليو، الذي روى قصة الإعدام الذي تعرض له الشبان والشابات من شخص تنكر بلباس شرطي، واكتشف الناس خلال الثلاثين دقيقة التالية للمذبحة أنه لم يكن سوى الإرهابي أندرس بريفيك، الذي يعتبر رمزاً للكراهية في عموم البلد.
وشهدت أوسلو في هذه الذكرى، التي ما تزال تأثيراتها مستمرة على المجتمع النرويجي حتى اليوم، تعرض النصب التذكاري لضحايا المجزرة في تونسبيرغ، جنوب العاصمة أوسلو، والذي توافد إليه السياسيون وممثلو القصر الملكي لوضع أكاليل الزهر، عملية تخريب عبر رسم الصليب النازي المعقوف عليه، وفقا لما أظهرته صور التلفزيون النرويجي "أن آر كي" اليوم الاثنين.
وقوبل التخريب بصدمة أهالي الضحايا ووسائل الإعلام والعابرين صباحاً قرب النصب، وباستنكار للتصرفات النازية المعتنقة لفكر بريفيك الموصوف بالإرهابي اليميني المتطرف، ويعتبرون مذبحته "تصرفا بطوليا ووطنيا".
وكان أندرس بريفيك برر استهدافه لمعسكر شبيبة يسار الوسط باعتباره "عملا وطنيا للدفاع بوجه ما يتعرض له البيض من قمع، واجتياح أوروبا من المسلمين"، وهو الموقف الذي يشاركه إياه معظم الحركات العنفية الفاشية في القارة، وخصوصا في دول الجوار كالسويد والدنمارك.
— Psirimini (@Psi_rimini) ٢٢ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتعالت في أوسلو، في الذكرى الثامنة لمجزرة بريفيك، المطالب بوضع الهجوم الإرهابي ضمن المناهج الدراسية، باعتبار أن "الجيل الجديد يجب أن يدرك ما جرى". ووفقا لما يقول وزير التعليم والدمج النرويجي للقناة الرسمية "أن آر كي"، يان تور سانر، فإن جعل ذلك الهجوم الإرهابي من ضمن المناهج في مدارس البلد "أمر هام جدا للإبقاء عليه في الذاكرة ولتعلم ما جرى". وأكد سانر أن "22 يوليو من البديهي أن يصبح جزءا من نظام المدارس التعليمي للأجيال الحالية والقادمة لمعرفة لماذا وكيف تم الهجوم الإرهابي".
— Turgay (@TurgAir) ٢٢ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأيدت مسؤولة شبيبة حزب العمال، إينا ليباك، توجه وزير التعليم وقالت: "صحيح مر 8 سنوات على الهجوم، ولكن يجب الاستمرار في تذكره بعد 80 سنة، هذا خيارنا حول أهمية المجزرة وكيف سنتذكرها مستقبلا". وأضافت أن "عنفا وهجمات إرهابية صادرة عن اليمين المتطرف نادرا ما يجري الحديث عنها، لذا من الأهمية بمكان التركيز على ما يحصل". وفي كلمة له أمس الأحد، أمام نصب تذكاري عند مباني الحكومة في أوسلو، أكد وزير التعليم، سانر، أن الوزارة بدأت عمليا بإعداد المواد التعليمية التي ستوزع على مدارس البلد "فقد حصلنا على المواد التي ستمنح المدرسين سهولة لتعليم أطفالنا ما جرى، وتلك المواد ستسهل الإجابة على أسئلة الأطفال في المدارس".
— Cathrine Palm Spange (@CSpange) ٢٢ يوليو ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Cathrine Palm Spange (@CSpange) ٢٢ يوليو ٢٠١٩
|
المجتمع النرويجي عموما يعتبر مجزرة الإرهابي أندرس بريفيك " جرحا عميقا"، يشبّهه البعض بما جرى في أميركا نتيجة "هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011". ويزيد من تعقيدات هذا الجرح أن مرتكب المذبحة، ومنذ 8 أعوام لم يتردد في استفزاز المجتمع بظهوره في المحاكم واللقاءات التي أجريت معه وهو مصر على إلقاء التحية النازية على أنه قام "بالعمل الصواب". بل وصل الاستفزاز في أكثر من مناسبة، وفقا لما يرى النرويجيون في متابعتهم للقضية، أن المعتدي قام بتقديم عدد من الشكاوى للمحكمة العليا والمحكمة الأوروبية باعتباره يتعرض "لمضايقات وانتهاك للحقوق" في سجون النرويج، بل اشتكى ذات مرة من أن "الزنزانة حارة في فصل الصيف".
ويواصل مؤيدو العنف والارهاب اليميني المتطرف استخدام صورة أندرس بريفيك وهو يحمل سلاحا مرتديا لباس النخبة المقاتلة، ومانيفست تبريره للارهاب من خلال نشره وثيقة "2083 إعلان الاستقلال الأوروبي2083 - A European Declaration of Independence".
— Per Tandberg (@PerTandberg) ٢٢ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ونقلت الصحافة النرويجية صباح اليوم تصريح رئيس الحكومة الأسبق الذي أدلى به وقت وقوع الجريمة في 2011، وهو أمين عام حلف الناتو اليوم، ينس ستولتينبيرغ، أنه من الضروري التركيز على عنف اليمين المتطرف. وأشار ستولتينبيرغ في تعليقه على النقاش الدائر حول نقل مركز مؤقت يسمى "22 يوليو" إلى أنه يجب "أن يكون في الدائرة الجغرافية التي تقع فيها المباني الحكومية وبمستوى متحف أوشفيتز في بولندا، ومركز ذكرى هجمات 11 سبتمبر في نيويورك".
— TFHNorge (@TFHNorge) ٢١ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ورغم المخاوف الأمنية، قرر البرلمان النرويجي في يونيو/حزيران الماضي أن يكون "مركز22 يوليو" جزءا من منطقة المباني الحكومية الجديدة. واعتبر ستولتينبيرغ أن ذلك المركز ستكون "قوة تأثيره كبيرة وأكثر فاعلية من القنابل التي ضربت مباني الحكومة ليرى الناس ما جرى، بدلا من ترك الأمور لحالة الإنكار التي يفضلها البعض، كما هي الحالة مع إنكار المحرقة، ولذلك من المهم ألا تموت ذكرى 22 يوليو". ومنذ أن افتتح المركز قبل عامين زاره أكثر من 105 آلاف نرويجي للاطلاع على ما قام به أندرس بريفيك قبل سنوات، ويستمر المعرض حتى نهاية الشهر الحالي قبل نقله إلى المقر الثابت.
ويعتبر الانشغال المجتمعي النرويجي بما جرى قبل أعوام انشغالا كبيرا من خلال التسليط على قصص الناجين وأهاليهم، وإنتاج فيلم باسم جزيرة أوتويا 22 يوليو، الذي روى قصة الإعدام الذي تعرض له الشبان والشابات من شخص تنكر بلباس شرطي، واكتشف الناس خلال الثلاثين دقيقة التالية للمذبحة أنه لم يكن سوى الإرهابي أندرس بريفيك، الذي يعتبر رمزاً للكراهية في عموم البلد.