ودعت جماهير الشعب الفلسطيني، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، الراحل المناضل بسام الشكعة (أبو نضال)، رئيس بلدية نابلس الأسبق، في مسقط رأسه بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، والذي فارق الحياة، أمس الاثنين، عن عمر يناهز 90 عاماً.
وأدى المئات من الفلسطينيين الصلاة على الشكعة في مسجد الحنبلي، وسط البلدة القديمة بنابلس، حيث ألقى الباحث زهير الدبعي كلمة عدد فيها مناقب الفقيد، مستذكرا مواقفه الوحدوية، خلال مسيرته النضالية التي بدأها بالانضمام إلى معسكرات المقاومة في سورية، وعرف عنه دعمه للتوجهات القومية والبعثية.
وأشار الدبعي إلى قيادة الشكعة لقائمة منظمة التحرير الفلسطينية التي خاضت انتخابات بلدية نابلس عام 1976، وفازت بها، "ما دفع الاحتلال للبحث عن محاولات إقصائه، إذ كان الشكعة نموذجا وحدويا من الطراز الأول، وكان عقله وبيته مفتوحين للجميع، في حين عرفت عنه مواقفه الصلبة تجاه الاحتلال وإجراءاته الأحادية على الأرض".
وعقب الصلاة على الشكعة، حُمل نعشه على الأكتاف حتى مواراته الثرى في إحدى مقابر نابلس، التي سادها جو من الحزن على رحيله.
والشكعة صاحب شخصية لها مواقف مبدئية ومستقلة، ولم ينجح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تطويعه وكان شعاره "لن تعود فلسطين بالاتفاقيات".
كان ذا توجه قومي عربي وزعيم البعثيين في فلسطين، انتخب رئيساً لبلدية نابلس عام 1976 في آخر انتخابات بلدية قبل قيام السلطة الفلسطينية.
وعرف الراحل الشكعة برفضه للاحتلال بكل أشكاله، ولا سيما الاستيطان، وهو ما دفع الاحتلال الإسرائيلي في الثاني من يونيو/ حزيران عام 1980، وعبر ما عرف بـ"التنظيم الإرهابي الصهيوني السري"، لمحاولة اغتياله هو ورئيس بلدية رام الله كريم خلف آنذاك، ورئيس بلدية البيرة إبراهيم الطويل من خلال زرع عبوات ناسفة في مركباتهم الخاصة، ما أدى لبتر قدميه، ما أشعل شرارة انتفاضة استمرت بضعة أشهر في مختلف المدن الفلسطينية.