وفِي خطبته، قال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن "هذه الأرض هي جزء من تاريخنا وعقيدتنا وفخرنا أمام العالم أجمع، وجميع الغزاة والمحتلين زائلون ولن يعمروا، وإن أهل القدس يملكون الثبات والصمود ووعد الله سيتحقق بالنصر".
ووجه الشيخ رسالة إلى أهالي وادي الحمص قائلاً: "أنتم حراس القدس والمسجد الأقصى وكل شبر في هذه الأرض، أنتم المناضلون الصامدون الذين اختاركم الله للتمسك بحقكم رغم ممارسات الاحتلال العنصرية وليس من يهرول إلى التطبيع مع الاحتلال".
وفِي رسالته الثانية لأهالي وادي الحمص قال: "محاولات الترحيل والتهجير لن تمر عليكم ولا بد أن تكونوا صفا واحدا متكاتفين متكاملين، فلسان حالكم ووجوهكم تقول سنبقى فوق الركام ونزيله ونبني أكثر مما تم هدمه".
وتابع: "من يقدم ولده شهيدا وهو يحمد الله ويخرج من دياره دفاعا عن مقدساته لن يهزم، ومن يقف على ركام منزله ويكبر لله ويقول سأعيد بناءه قريبا لن يهزم".
وعقب صلاة الجمعة، اندلعت مواجهات بين مشاركين وقوات الاحتلال، وأصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت على المصلين، فيما اندلعت مواجهات مماثلة عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة، قرب جدار الفصل العنصري القريب من مدينة بيت لحم، أصيب خلالها العديد من المشاركين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وتمت معالجة المشاركين ميدانيا.
وقال الصحافي أسيد عمارنة لـ"العربي الجديد": "إن "نحو 150 شخصا أدوا صلاة الجمعة، في الجهة المقابلة للسياج الفاصل، ما بين وادي الحمص ومدينة بيت لحم، بحضور شخصيات وطنية ودينية، والتي دعت لها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية لمساندة أهالي وادي الحمص، وألقيت العديد من الكلمات أكدت على دعم القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بقرار وقف الاتفاقيات مع الاحتلال".
بعد ذلك، انطلقت مسيرة باتجاه السياج الفاصل تأكيداً على دعم ومساندة أهالي وادي الحمص، لكن قوات الاحتلال باغتت المشاركين وقمعتهم وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عدداً من الإصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عولجت ميدانيا، وأحرقت حقولا زراعية نتيجة إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فيما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في المكان.
وكان مفتي بيت لحم عبد المجيد عمارنة، قد أكد خلال خطبة الجمعة على وحدة الدم والحال بين الفلسطينيين، وأن إسرائيل لن تستطيع التفريق بين أبناء الشعب الواحد بجدرانها وحدودها المصطنعة، وأن الشعب الفلسطيني موحد وصامد على أرضه.
من جانب آخر، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالرصاص الإسفنجي الذي أطلقه جنود الاحتلال خلال قمع المسيرة الأسبوعية السلمية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية، والتي خرجت تنديدا بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واستهداف الأطفال في وادي الحمص، وفق ما أفاد لـ"العربي الجديد" منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي.
وفي بلدة بلعين غرب رام الله وسط الضفة الغربية، خرجت المسيرة السلمية الأسبوعية من وسط البلدة باتجاه جدار الفصل العنصري، تنديدا بجرائم الاحتلال في وادي الحمص، إذ أوضح المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، راتب أبو رحمة، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال قمعت المشاركين وعددهم بالعشرات لدى وصولهم إلى منطقة الجدار، وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
من جهة ثانية، قال الناشط في المقاومة الشعبية في بلدة نعلين غرب رام الله، مراد عميرة لـ"العربي الجديد": إن "قوات الاحتلال قمعت المسيرة الأسبوعية للبلدة، والتي انطلقت بعد أداء العشرات صلاة الجمعة بين حقول الزيتون القريبة من الجدار، رفضا للتطبيع العربي، والتي رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، إذ أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما أوقع عدة حالات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع تمت معالجتها ميدانيا".