أفغانستان بتاريخها وحاضرها الحافلين بالصراعات المسلحة، والتي تقطنها قبائل تفتخر بسلاحها، وشبان تحركهم الحماسة، تحضر فيها البندقية في كلّ الأوقات والأماكن والمناسبات، خصوصاً المناسبات السعيدة والاحتفالات المعبرة عن الانتصارات والابتهاج.
بذلك، ليس غريباً أن يدخل السلاح والرصاص إلى حفل الزفاف والاحتفالات السعيدة الأخرى، إلى جانب العادات والتقاليد المختلفة المرتبطة به، من قبيل رقصة الـ"أتن"، وتوزيع الحلويات، والتجمع في بيوت الزعماء. فالعادة الأفغانية المعاصرة في هذه المناسبة إطلاق الرصاص الجماعي، وبشكل مكثف في الهواء. هذه العادة امتدت خلال الأعوام الأخيرة لتشمل جميع أرجاء أفغانستان، لا سيما المدن المشهورة. وتحولت إلى تنافس بين العصابات المختلفة، إذ تظهر قوتها ضد بعضها البعض من خلال إطلاق نار مكثف ولمدة أطول في المناسبات السعيدة لا سيما حفلات الزفاف... لكنّ لذلك ثمنه.
اقــرأ أيضاً
في الرابع والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي، شهدت العاصمة الأفغانية كابول والمدن الرئيسة إطلاق نار مكثف بعدما فاز المنتخب الوطني للعبة الكريكت على منتخب باكستان في العاصمة البريطانية لندن. وفي اللحظة التي انتهت فيها المباراة بدأ إطلاق النار في كابول وكأنّها تحولت إلى ساحة مواجهات عنيفة. وفي صباح اليوم التالي تبيّن أنّ الرصاص أدى إلى مقتل طفل وإصابة عشرة أشخاص في كابول، وأنّ المدن المشهورة، لا سيما مدينة جلال آباد في الشرق وخوست في الجنوب أيضاً، شهدت إطلاق نار مكثف أدى إلى إصابة كثيرين.
في هذا الصدد، يقول محمد أبرار، الناشط الاجتماعي في شرق أفغانستان، لـ"العربي الجديد"، إنّ المعضلة الأساس في أفغانستان انتشار السلاح في أيدي الجميع وفي جميع المنازل، بالإضافة إلى غياب القوانين الصارمة التي تعاقب مستخدمي الأسلحة بشكل غير قانوني. يضيف أبرار: "كان من المفترض أن تمنع الشرطة المواطنين من إطلاق النار، ليتبين أنّ بعض الضالعين في إطلاق النار هم عناصر الشرطة أنفسهم. كذلك، فإنّ المعضلة الكبيرة هي أنّ هناك عصابات إجرامية وأسراً ذات نفوذ كبير. تلك الأسر والعصابات تستغل الأفراح من أجل إبراز قوتها وتشكيلة أسلحتها، فعندما يطلق أحدهم النار طوال خمس دقائق يطلق منافسه النار طوال 20 دقيقة، وهكذا". ويشدد على أنّ غياب القانون وعدم معاقبة الجناة هو الدافع الأساس وراء تفشي المشكلة التي تتسبب في إصابة المواطنين وإثارة الذعر في أوساطهم.
يتسبب إطلاق رصاص الابتهاج هذا بالقلق والأذى لجميع المواطنين، لكنّه يشكل خطورة أكبر على بعض الشرائح بالذات، لا سيما مرضى القلب والأعصاب، وكبار السن، والأطفال.
يقول الدكتور محمد صابر سلطان زاده لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه العادة السيئة تشير إلى ضعف ثقافة شعبنا الذي يدخل السلاح في كلّ شيء، وفي الوقت نفسه تدلّ على ضعف الأخلاق الاجتماعية، لأنّنا نعرف أنّ في المجتمع الأفغاني مرضى نفسيين ومرضى أعصاب، وإطلاق النار بهذه الصورة يؤذي تلك الشريحة إلى حدّ كبير. كذلك، هناك كبار السنّ والأطفال الذين يضرّ بهم إطلاق النار. بذلك، فإنّ هناك حاجة ملحة لأن يلعب الجميع دورهم في هذا الخصوص". يشير بذلك إلى دور رجال الدين وزعماء القبائل والحكومة، لأنّها "ظاهرة خطيرة، يعم خطرها الجميع، إذ تربي جيل المستقبل على حمل السلاح، وتعلّمهم أنّ السلاح متوفر في كلّ مناسبة وفي جميع الأفراح، وحتى عندما تعلن المحكمة العليا أنّ غداً يوم العيد تبدأ الطلقات في الهواء بلا هوادة".
من جهتها، تعد الحكومة الأفغانية بالعمل الجاد ضد كلّ من يعبث بالأمن سواء في الأفراح أو في غيرها، لأنّ حمل السلاح من دون مسوغ قانوني جلب الكثير من الويلات للشعب الأفغاني. من هنا، فإنّ الحكومة جادة في جمع السلاح ومنع إطلاق النار في الأفراح وفي المواسم العامة كالأعياد وغيرها.
اقــرأ أيضاً
في هذا الصدد، يقول الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، نصرت رحيمي لـ"العربي الجديد"، إنّ الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال 88 شخصاً في كابول والأقاليم بتهمة إطلاق النار في الهواء في 24 إبريل/ نيسان الماضي بعد فوز المنتخب الوطني للعبة الكريكت على المنتخب الوطني الباكستاني في لندن. يطلب رحيمي، من المواطنين عموماً، وأصحاب النفوذ خصوصاً، أن يلعبوا دورهم في مكافحة إطلاق رصاص الابتهاج، وأن يتعاونوا مع السلطات من أجل القضاء على هذه الحالة. ويشير في الوقت نفسه، إلى أنّ ذلك يحتاج إلى وقت لأنّ العادة متجذرة ولها أبعاد مختلفة.
بذلك، ليس غريباً أن يدخل السلاح والرصاص إلى حفل الزفاف والاحتفالات السعيدة الأخرى، إلى جانب العادات والتقاليد المختلفة المرتبطة به، من قبيل رقصة الـ"أتن"، وتوزيع الحلويات، والتجمع في بيوت الزعماء. فالعادة الأفغانية المعاصرة في هذه المناسبة إطلاق الرصاص الجماعي، وبشكل مكثف في الهواء. هذه العادة امتدت خلال الأعوام الأخيرة لتشمل جميع أرجاء أفغانستان، لا سيما المدن المشهورة. وتحولت إلى تنافس بين العصابات المختلفة، إذ تظهر قوتها ضد بعضها البعض من خلال إطلاق نار مكثف ولمدة أطول في المناسبات السعيدة لا سيما حفلات الزفاف... لكنّ لذلك ثمنه.
في الرابع والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي، شهدت العاصمة الأفغانية كابول والمدن الرئيسة إطلاق نار مكثف بعدما فاز المنتخب الوطني للعبة الكريكت على منتخب باكستان في العاصمة البريطانية لندن. وفي اللحظة التي انتهت فيها المباراة بدأ إطلاق النار في كابول وكأنّها تحولت إلى ساحة مواجهات عنيفة. وفي صباح اليوم التالي تبيّن أنّ الرصاص أدى إلى مقتل طفل وإصابة عشرة أشخاص في كابول، وأنّ المدن المشهورة، لا سيما مدينة جلال آباد في الشرق وخوست في الجنوب أيضاً، شهدت إطلاق نار مكثف أدى إلى إصابة كثيرين.
في هذا الصدد، يقول محمد أبرار، الناشط الاجتماعي في شرق أفغانستان، لـ"العربي الجديد"، إنّ المعضلة الأساس في أفغانستان انتشار السلاح في أيدي الجميع وفي جميع المنازل، بالإضافة إلى غياب القوانين الصارمة التي تعاقب مستخدمي الأسلحة بشكل غير قانوني. يضيف أبرار: "كان من المفترض أن تمنع الشرطة المواطنين من إطلاق النار، ليتبين أنّ بعض الضالعين في إطلاق النار هم عناصر الشرطة أنفسهم. كذلك، فإنّ المعضلة الكبيرة هي أنّ هناك عصابات إجرامية وأسراً ذات نفوذ كبير. تلك الأسر والعصابات تستغل الأفراح من أجل إبراز قوتها وتشكيلة أسلحتها، فعندما يطلق أحدهم النار طوال خمس دقائق يطلق منافسه النار طوال 20 دقيقة، وهكذا". ويشدد على أنّ غياب القانون وعدم معاقبة الجناة هو الدافع الأساس وراء تفشي المشكلة التي تتسبب في إصابة المواطنين وإثارة الذعر في أوساطهم.
يتسبب إطلاق رصاص الابتهاج هذا بالقلق والأذى لجميع المواطنين، لكنّه يشكل خطورة أكبر على بعض الشرائح بالذات، لا سيما مرضى القلب والأعصاب، وكبار السن، والأطفال.
يقول الدكتور محمد صابر سلطان زاده لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه العادة السيئة تشير إلى ضعف ثقافة شعبنا الذي يدخل السلاح في كلّ شيء، وفي الوقت نفسه تدلّ على ضعف الأخلاق الاجتماعية، لأنّنا نعرف أنّ في المجتمع الأفغاني مرضى نفسيين ومرضى أعصاب، وإطلاق النار بهذه الصورة يؤذي تلك الشريحة إلى حدّ كبير. كذلك، هناك كبار السنّ والأطفال الذين يضرّ بهم إطلاق النار. بذلك، فإنّ هناك حاجة ملحة لأن يلعب الجميع دورهم في هذا الخصوص". يشير بذلك إلى دور رجال الدين وزعماء القبائل والحكومة، لأنّها "ظاهرة خطيرة، يعم خطرها الجميع، إذ تربي جيل المستقبل على حمل السلاح، وتعلّمهم أنّ السلاح متوفر في كلّ مناسبة وفي جميع الأفراح، وحتى عندما تعلن المحكمة العليا أنّ غداً يوم العيد تبدأ الطلقات في الهواء بلا هوادة".
من جهتها، تعد الحكومة الأفغانية بالعمل الجاد ضد كلّ من يعبث بالأمن سواء في الأفراح أو في غيرها، لأنّ حمل السلاح من دون مسوغ قانوني جلب الكثير من الويلات للشعب الأفغاني. من هنا، فإنّ الحكومة جادة في جمع السلاح ومنع إطلاق النار في الأفراح وفي المواسم العامة كالأعياد وغيرها.
في هذا الصدد، يقول الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، نصرت رحيمي لـ"العربي الجديد"، إنّ الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال 88 شخصاً في كابول والأقاليم بتهمة إطلاق النار في الهواء في 24 إبريل/ نيسان الماضي بعد فوز المنتخب الوطني للعبة الكريكت على المنتخب الوطني الباكستاني في لندن. يطلب رحيمي، من المواطنين عموماً، وأصحاب النفوذ خصوصاً، أن يلعبوا دورهم في مكافحة إطلاق رصاص الابتهاج، وأن يتعاونوا مع السلطات من أجل القضاء على هذه الحالة. ويشير في الوقت نفسه، إلى أنّ ذلك يحتاج إلى وقت لأنّ العادة متجذرة ولها أبعاد مختلفة.