كشفت روسيا اليوم الأربعاء، عن خطة لتفكيك مخيم الركبان للنازحين على الحدود السورية- الأردنية، وإجلاء جميع سكانه اعتبارا من 27 سبتمبر/أيلول الحالي، فيما أكد مقيمون في المخيم عدم علمهم بالخطة، مشيرين إلى عدم إمكانية تطبيقها على الأرض.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن رئيس مكتب التنسيق الروسي، العقيد ليونيد أنطونيك، قوله: "تلقينا للتو من المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سورية، كورين فليشر، خطة مدققة لإخراج السكان المتبقين من مخيم الركبان، وسيبدأ تنفيذها في 27 سبتمبر".
من جهته، أعلن رئيس "المركز الروسي للمصالحة" في سورية، أليكسي باكين، أن "عملية إجلاء قاطني مخيم الركبان ستستغرق 30 يوما. تنص الخطة العملياتية للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على إخراج من تبقى من سكان المخيم عبر مجموعات تضم من 3000 إلى 3500 شخص في غضون 30 يوما من بدء العملية".
بدوره، اتهم رئيس "المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية"، الفريق ميخائيل ميزينتسيف، الولايات المتحدة بأنها تعمل "بكل الطرق لإعاقة تطبيق خطة تفكيك مخيم الركبان، وهي خطة يجري تنفيذها بالتعاون مع الأمم المتحدة بغية إنقاذ المدنيين السوريين".
وأضاف ميزينتيف خلال جلسة مشتركة طارئة لمكتبي التنسيق الروسي والسوري الخاصين بملف إعادة اللاجئين السوريين، أن "موسكو ودمشق، وبالتنسيق مع المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، والهلال الأحمر السوري قامتا بعمل ضخم من أجل تأمين عودة النازحين من مخيم الموت" على حد تعبيره.
ويقع مخيم الركبان قرب الحدود السورية الأردنية في منطقة التنف، حيث أقام الجيش الأميركي قاعدة له.
في المقابل، أكد الصحافي المقيم في مخيم الركبان، عماد غالي، لـ"العربي الجديد"، أنه لا علم لقاطني المخيم بهذه الخطط، وأوضح أن "هناك حوالي 700 شخص يرغبون بمغادرة المخيم، وستتولى الأمم المتحدة نقلهم إلى مراكز إيواء في مدينة حمص. سيبقى في المخيم نحو 12 ألف شخص، وهؤلاء يرفضون بشكل قاطع الانتقال إلى مناطق سيطرة النظام، ويطالبون الأمم المتحدة بتوفير ممرات أمنة لنقلهم إلى مناطق الشمال السوري".
واعتبر غالي أن "التصريحات الروسية تدخل في باب الدعاية السياسية، وممارسة مزيد من الضغوط على قاطني المخيم، ولا يمكن للخطة أن ترى النور في ضوء المعطيات الحالية".
في السياق ذاته، شن نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، هجوماً على مخيم الركبان، وقال المقداد لصحيفة "الوطن" المحلية، إن مخيم الركبان هو "مستعمرة أميركية على الأرض السورية، تدعمها وتحاول الإبقاء عليها مع عدم تحمل مسؤولياتها إزاء المواطنين الذين يقيمون فيها".
وسبق أن كشف نائب قائد القوات الروسية في سورية، الجنرال أليكسي باكين، أن النظام خصص 50 مركزاً لإيواء العائدين من المخيم. وتنشط الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري حاليا في تسجيل أسماء الراغبين بالخروج من المخيم.