أهالي شهداء فلسطينيين جثامينهم محتجزة لدى إسرائيل يحتجون على "المعايير الأممية المزدوجة"
لا يتوقف الفلسطيني مكافح أبو رومي، والد الشهيد الطفل نسيم أبو رومي (14 سنة)، من بلدة العيزرية، شرقي القدس المحتلة، عن ذكر سن ابنه الصغير وبنيته الضعيفة، استنكاراً لإعدامه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشهر الماضي، واحتجاز جثمانه منذ 15 أغسطس/آب، حتى اليوم.
أبو رومي، هو واحد من عشرات الفلسطينيين الذين نفّذوا وقفة أمام مكتب منسق الأمين العام للأمم المتحدة في رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، كما فعل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إذ شارك بكل فعالية تطالب باسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال.
خلال الوقفة التي نظمتها "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين"، قال أبو رومي، لـ"العربي الجديد": "نسيم كان طالباً بالصف الثامن، ومن الطبيعي أن يغضب من ممارسات الاحتلال المتكررة في المسجد الأقصى، واقتحامات المستوطنين له، وجيش الاحتلال اتهمه بمحاولة تنفيذ عملية طعن قبل قتله. الاحتلال يريد إيقاع أكبر أذى بالشعب الفلسطيني باحتجاز جثامين أطفالنا وشيوخنا وأبنائنا ضمن سياسات العقاب الجماعي، ويجب علينا مواصلة نضالنا ضده".
من جهتها، قالت زوجته دارين، لـ"العربي الجديد": "ابني عمره لم يتجاوز 14 سنة، وكان بإمكانهم اعتقاله، لكنهم أعدموه بدم بارد. جئتُ إلى هنا أمام مقر الأمم المتحدة لأطالب بمساعدتي على استلام جثمان ابني، وكل الجثامين المحتجزة. نسيم ترك جرحاً كبيراً في قلوبنا، وهم يريدون أن يظل هذا الجرح مفتوحاً".
وسلّم المشاركون في الوقفة رسالة إلى ممثل مكتب الأمم المتحدة، موجهة إلى الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس، تطالبه بالتدخل العاجل لإثارة قضية احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، كجريمة مستمرة يمارسها الاحتلال، ويستخدمها كورقة مساومة سياسية، بما يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان.
"معايير مزدوجة"
وشهدت الوقفة أيضاً احتجاج أهالي الشهداء على "المعايير الأممية المزدوجة"، وقال القيادي بـ"الحملة الوطنية لاسترداد الجثامين" سالم خلة، لـ"العربي الجديد": "يرفض أهالي الشهداء والحملة والمؤسسات الحقوقية مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة المقاومة الفلسطينية بتسليم جثامين أسرى إسرائيليين جاؤوا للعدوان على غزة، فيما شهداؤنا من أطفال ونساء ورجال قُتلوا بدم بارد، ولم يتذكرهم الأمين العام".
وأضاف خلة: "نستنكر المعايير المزدوجة للأمين العام للأمم المتحدة، ونطالب بإثارة القضية مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، هذا الشهر، ونطالب المنظمة الدولية بالضغط على إسرائيل للكفّ عن انتهاك المواثيق الدولية، وتسليم الجثامين، وتمكين عائلات الشهداء من دفنهم وفقاً لشرائعهم الدينية، وبما يليق بالكرامة الإنسانية".
ووسط المعتصمين، وقفت والدة الشهيد يوسف عنقاوي، من قرية بيت سيرا، غربي رام الله، والذي دخل جثمانه شهره السابع في ثلاجات الاحتلال، مع رفيقه أمير دراج، حيث استشهدا في الرابع من مارس/آذار الماضي.
وقالت عنقاوي، لـ"العربي الجديد": "أصحبت أمنية حياتي أن أدفن جثمان ابني، وحتى الآن لا ردود علينا، ولا على المحامي لفتح ملف تسليم الجثمان، وأنا هنا لأطالب المنظمة الدولية بمساعدتنا".
وقال مدير "مركز القدس للمساعدة القانونية" عصام العاروري، في كلمة خلال الوقفة، إنّ "احتجاز الجثامين مخالف لاتفاقيات جنيف ولاهاي، ولكل قوانين الحرب، ومخالفة قوانين الحرب هي جرائم حرب"، مطالباً الأمم المتحدة بأن "تفرض عقوبات على إسرائيل، فاحتجاز الجثامين جريمة مركبة لأنّ الهدف الرئيسي منها إخفاء معالم جرائم الإعدام خارج إطار القانون".
ويصل عدد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي، بحسب "الحملة الوطنية لاسترداد الجثامين"، إلى 304، منهم 253 شهيدا دفُنوا في مقابر الأرقام ممن استشهدوا قبل عام 2015، و47 محتجزون في ثلاجات الاحتلال.
وتواجه الجهود القانونية في ملف الجثامين جموداً منذ عقدت محكمة تابعة للاحتلال جلسة للنظر في القضية، العام الماضي، إذ لم يصدر أي قرار عن المحكمة، كما لم يتم تحديد موعد جلسة أخرى.